فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب تعديل كم يجوز؟

باب تَعْدِيلِ كَمْ يَجُوزُ؟
( باب) بيان ( تعديل كم) نفس ( يجوز) قال مالك والشافعي وأبو يوسف ومحمد: لا يقبل أقل من رجلين، وقال أبو حنيفة: يكفي الواحد.


[ قــ :2527 ... غــ : 2642 ]
- حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: "مُرَّ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِجَنَازَةٍ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ: وَجَبَتْ.
ثُمَّ مُرَّ بِأُخْرَى فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا -أَوْ قَالَ: غَيْرَ ذَلِكَ- فَقَالَ: وَجَبَتْ.
فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْتَ لِهَذَا وَجَبَتْ وَلِهَذَا وَجَبَتْ.
قَالَ: شَهَادَةُ الْقَوْمِ.
الْمُؤْمِنُونَ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ".

وبه قال: ( حدّثنا سليمان بن حرب) الواشحي قال: ( حدّثنا حماد بن زيد) هو ابن درهم الجهضمي البصري ( عن ثابت) البناني ( عن أنس) هو ابن مالك ( -رضي الله عنه-) أنه ( قال: مرّ) بضم الميم مبنيًّا للمفعول ( على النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بجنازة فأثنوا عليها خيرًا فقال) عليه الصلاة والسلام:
( وجبت ثم مرّ بأخرى فأثنوا عليها شرًّا) واستعمل الثناء في الشر على اللغة الشاذة للمشاكلة لقوله فأثنوا عليها خيرًا ( أو قال غير ذلك) شك الراوي ( فقال) عليه الصلاة والسلام ( وجبت فقيل) القائل عمر كما يأتي قريبًا إن شاء الله تعالى ( يا رسول الله قلت لهذا) المثني عليه خيرًا ( وجبت ولهذا) المثني عليه شرًّا ( وجبت) ( قال) عليه الصلاة والسلام: ( شهادة القوم المؤمنين) مقبولة فشهادة مبتدأ والمؤمنين صفة القوم المجرور بالإضافة والخبر محذوف تقديره مقبولة كما مر ( شهداء الله في الأرض) خبر مبتدأ محذوف أي هم شهداء الله، ولأبي ذر عن الكشميهني: شهادة القوم المؤمنين بالرفع مبتدأ وشهداء الله خبره وشهادة القوم مبتدأ حذف خبره أي شهادة القوم مقبولة، وقال الحافظ ابن حجر: ووقع في رواية الأصيلي شهادة بالنصب، ووجهه في المصابيح بأن يكون النائب عن الفاعل ضمير المصدر مستكنًّا في الفعل وخيرًا حال منه أي فأثنى هو أي الثناء حالة كونه خيرًا.




[ قــ :58 ... غــ : 643 ]
- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ قَالَ: "أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ وَقَدْ وَقَعَ بِهَا مَرَضٌ وَهُمْ يَمُوتُونَ مَوْتًا ذَرِيعًا، فَجَلَسْتُ إِلَى عُمَرَ -رضي الله عنه-، فَمَرَّتْ جِنَازَةٌ فَأُثْنِيَ خَيْرًا، فَقَالَ عُمَرُ: وَجَبَتْ.
ثُمَّ مُرَّ بِأُخْرَى فَأُثْنِيَ خَيْرًا، فَقَالَ عُمَرُ: وَجَبَتْ.
ثُمَّ مُرَّ بِالثَّالِثَةِ فَأُثْنِيَ شَرًّا، فَقَالَ: وَجَبَتْ.
فَقُلْتُ: مَا وَجَبَتْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ:.

قُلْتُ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَيُّمَا مُسْلِمٍ شَهِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ بِخَيْرٍ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ.
قُلْنَا: وَثَلاَثَةٌ؟ قَالَ: وَثَلاَثَةٌ.
قُلْنَا: وَاثْنَانِ؟ قَالَ: وَاثْنَانِ.
ثُمَّ لَمْ نَسْأَلْهُ عَنِ الْوَاحِدِ".

وبه قال: ( حدّثنا موسى بن إسماعيل) التبوذكي قال: ( حدّثنا داود بن أبي الفرات) بلفظ النهر واسمه عمرو الكندي قال: ( حدّثنا عبد الله بن بريدة) بضم الموحدة وفتح الراء آخره هاء تأنيث ( عن أبي الأسود) ظالم بن عمرو بن سفيان الديلي أنه ( قال: أتيت المدينة) يثرب ( وقد وقع بها مرض) جملة حالية كقوله ( وهم يموتون موتًا ذريعًا) بفتح المعجمة سريعًا ( فجلست إلى عمر) بن الخطاب ( -رضي الله عنه- فمرّت جنازة فأُثني خير) بضم الهمزة مبنيًّا للمفعول ورفع خير نائبًا عن الفاعل وحذف عليها، ولأبي ذر والأصيلي: فأثني بضم الهمزة أيضًا خيرًا بالنصب صفة لمصدر محذوف أي ثناء خيرًا أو بنزع الخافض أي بخير ( فقال عمر: وجبت.
ثم مرّ)
بضم الميم ( بأخرى فأُثني خيرًا) بضم الهمزة ونصب خيرًا كما مرّ ( فقال) أي عمر ( وجبت، ثم مر بالثالثة) ولأبي ذر بالثالث بحذف هاء التأنيث ( فأُثني شرّا) بضم الهمزة ونصب شرًّا أيضًا أي ثناء شرًّا أو بشر ( فقال) أي عمر ( وجبت) قال أبو الأسود.
( فقلت ما) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي وما أي وما معنى قولك ( وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( أيما مسلم شهد له أربعة) من المسلمين ( بخير أدخله الله الجنة.
قلنا: وثلاثة؟ قال)
عليه الصلاة والسلام: ( وثلاثة.
قلنا.
واثنان؟ قال)
عليه الصلاة والسلام: ( واثنان ثم لم نسأله عن الواحد) استبعادًا أن يكتفى به في مثل هذا المقام العظيم.

وسبق هذا الحديث في الجنائز.