فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب ما يقال إذا مطرت

باب مَا يُقَالُ إِذَا أَمْطَرَتْ
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: { كَصَيِّبٍ} : الْمَطَرُ.
.

     وَقَالَ  غَيْرُهُ: صَابَ وَأَصَابَ يَصُوبُ.

( باب ما يقال إذا أمطرت) أي السماء.
وما، بمعنى: الذي، أو موصوفة أي: شيء يقال، فيكون: ما، الذي بمعنى شيء قد اتصف بقوله: يقال.
أو: استفهامية، أي: أي شيء يقال.

وأمطرت بالهمزة المفتوحة من الرباعي، ولأبي ذر: مطرت، بفتحات من غير همزة من الثلاثي المجرد، وهما بمعنى، أو الأول للشر، والثاني للخير.

( وقال ابن عباس) رضي الله عنهما، مما وصله الطبري من طريق علي بن طلحة في تفسير قوله تعالى: أو ( { كصيب} ) [البقرة: 19] .
هو: ( المطر) وهو قول الجمهور.

( وقال غيره) غير ابن عباس: ( صاب وأصاب يصوب) راجع إلى: صاب أي، مضارعه: يصوب، فهو أجوف واوي، وأما: أصاب بالهمزة فيقال فيه يصيب.
والظاهر أن النساخ قدموا لفظة أصاب على يصوب، وإنما كان: صاب يصوب وأصاب.
وأشار به إلى الثلاثي المجرد والمزيد فيه.
اهـ.


[ قــ :998 ... غــ : 1032 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ - هُوَ ابْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ - قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ نَافِعٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَائِشَةَ: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا رَأَى الْمَطَرَ قَالَ: صَيِّبًا نَافِعًا".

تَابَعَهُ الْقَاسِمُ بْنُ يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ.
وَرَوَاهُ الأَوْزَاعِيُّ وَعُقَيْلٌ عَنْ نَافِعٍ.

وبه قال: ( حدّثنا محمد هو ابن مقاتل، أبو الحسن المروزي) بفتح الواو، المجاور بمكة، وسقطت الكنية والنسبة عند: أبوي ذر، والوقت، وابن عساكر.
( قال: أخبرنا عبد الله) بن المبارك

( قال: أخبرنا عبيد الله) بضم العين.
ابن عمر العمري ( عن نافع) مولى ابن عمر ( عن القاسم بن محمد) هو: ابن أبي بكر الصديق ( عن عائشة) رضي الله عنها، ( أن رسول الله، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كان إذا رأى المطر، قال) :
( اللهم) اسقنا أو: اجعله ( صيّبًا) بفتح الصاد المهملة وتشديد المثناة التحتية، وهو المطر الذي يصوب، أي ينزل ويقع.
وفيه مبالغات من جهة التركيب والبناء والتكثير، فدلّ على أنه نوع من المطر شديد هائل، ولذا تممه بقوله: ( نافعًا) صيانة عن الأضرار والفساد.
ونحوه قول الشاعر:
فسقى ديارك غير مفسدها ... صوب الربيع وديمة تهمي
لكن نافعًا في الحديث أوقع وأحسن، وأنفع من قوله: غير مفسدها.

قال في المصابيح: وهذا، أي قوله: "صيّبًا نافعًا" كالخبر الموطئ في قولك: زيد رجل فاضل، إذ الصفة هي المقصودة بالإخبار بها، ولولا هي لم تحصل الفائدة.
هذا إن بنينا على قول ابن عباس: إن الصيب هو: المطر.
وإن بنينا على أنه: المطر الكثير، كما نقله الواحدي، فكل من: صيبًا ونافعًا مقصود، والاقتصار عليه محصل للفائدة اهـ.

وللمستملي: اللهم صبّا بالموحدة المشددة من غير مثناة من الصب، أي: يا ألله اصببه صبّا نافعًا.

( تابعه القاسم بن يحيى) بن عطاء المقدمي الهلالي الواسطي، المتوفى سنة سبع وتسعين ومائة ( عن عبيد الله) العمري المذكور، يعني: بإسناده قال الحافظ ابن حجر: ولم أقف على هذه الرواية موصولة.

( ورواه) أي الحديث المذكور ( الأوزاعي) ، عبد الرحمن بن عمرو، وفيما أخرجه النسائي في: عمل يوم وليلة، وأحمد: لكن بلفظ: هنيئًا بدل نافعًا.
( و) رواه ( عقيل) بضم العين وفتح القاف، ابن خالد، فيما ذكره الدارقطني، ( عن نافع) مولى ابن عمر كذلك، وغاير بين قوله: تابعه، ورواه، لإفادة العموم في الثاني لأن الرواية أعم من أن تكون على سبيل المتابعة أم لا، أو: للتفنن في العبارة.

والحديث فيه رازيان، والثلاثة مدنيون.
وفه رواية تابعي عن تابعي عن صحابية، والتحديث والإخبار والعنعنة والقول، وأخرجه النسائي في: عمل يوم وليلة، وابن ماجة: في الدعاء.