فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب ذات الجنب

باب ذَاتِ الْجَنْبِ
هذا ( باب) ذكر دواء داء ( ذات الجنب) الحادث في نواحي الجنب من رياح غليظة تحتقن بين الصفاتات والمضل الذي في الصدور والأضلاع.


[ قــ :5412 ... غــ : 5718 ]
- حَدَّثَنِى مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا عَتَّابُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ: أَخْبَرَنِى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ أُمَّ قَيْسٍ بِنْتَ مِحْصَنٍ وَكَانَتْ مِنَ الْمُهَاجِرَاتِ الأُوَلِ اللاَّتِى بَايَعْنَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهْىَ أُخْتُ عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ أَخْبَرَتْهُ أَنَّهَا أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِابْنٍ لَهَا قَدْ عَلَّقَتْ عَلَيْهِ مِنَ الْعُذْرَةِ فَقَالَ: «اتَّقُوا اللَّهَ عَلَى مَا تَدْغَرُونَ أَوْلاَدَكُمْ بِهَذِهِ الأَعْلاَقِ؟ عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِىِّ فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ مِنْهَا ذَاتُ الْجَنْبِ».
يُرِيدُ الْكُسْتَ يَعْنِى الْقُسْطَ قَالَ: وَهْىَ لُغَةٌ.

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد، ولأبي ذر: حدّثنا ( محمد) بن يحيى بن عبد الله بن خالد بن فارس الذهلي النيسابوري الحافظ، وقال الكرماني: هو محمد بن سلام وجزم بالأول الحافظ ابن حجر قال: ( أخبرنا عتاب بن بشير) بفتح العين المهملة والفوقية المشددة وبعد الألف موحدة وبشير بفتح الموحدة وكسر المعجمة الجزري ( عن إسحاق) بن راشد الجزري ( عن الزهري) محمد بن مسلم ( قال: أخبرني) بالإفراد ( عبيد الله) بضم العين ( ابن عبد الله) بن عتبة بن مسعود ( أن أم قيس بنت محصن) الأسدية ويقال: إن اسمها آمنة ( وكانت من المهاجرات الأول اللاتي) وفي نسخة التي ( بايعن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهي أخت عكاشة بن محصن أخبرته أنها أتت رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بابن لها وقد علقت) بتشديد اللام من غير همز ولأبي ذر: أعلقت ( عليه من العذرة) أي رفعت حنكه بإصبعها ففجرت الدم والهمزة في أعلقت للإزالة أي أزالت الآفة عنه ( فقال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
( اتقوا الله على ما) بالألف بعد الميم ( تدغرون أولادكم) بفتح التاء والغين وبعد الراء واو وأولادكم بميم بعد الكاف خطاب لجمع المذكور وللحموي والمستملي علام بغير ألف تدغرن بسكون الراء من غير واو أولادكن بنون مثقلة بدل الميم خطاب لجمع المؤنث أي تغمزن بإصبعكن حلق أولادكن ( بهذه الأعلاق) بفتح الهمزة.
قال ابن الأثير: والصواب الكسر مصدر أعلقت ( عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية) من سبعة أدواء ( منها داء ذات الجنب) أي صاحبة الجنب ومعناه باليونانية ورم الجنب وهو من الأمراض الخطرة لأنه يحدث بين القلب والكبد وهو من سيئ الأسقام وينقسم قسمين حقيقي وغير حقيقي فالأول ورم حار يعرض في الغشاء المستبطن للأضلاع ويعرض منه خمسة أشياء الحمى والسعال والوجع الناخس وضيق النفس والنبض المنشاري، والثاني ألم يعرض في نواحي الجنب عن رياح غليظة مؤذية تحتقن بين الصفاقات فتحدث وجعًا قريبًا من ذات الجنب الحقيقي والعلاج المذكور في هذا الحديث إنما هو لهذا القسم الثاني لأن العود الهندي هو الذي يداوى به الريح الغليظ.
قال المسيحي: العود حار يابس قابض يحبس البطن ويقوي الأعضاء الباطنة ويطرد الريح ويفتح السدد ويذهب فضل الرطوبة قال: ويجوز أن
ينفع من ذات الجنب الحقيقي إذا كانت ناشئة عن مادة بلغمية ولا سيما في وقت انحطاط العلة وخص ذات الجنب بالذكر دون البواقي لأنه أصعبها لأنه قلّما يسلم منه مَن ابتلي به ( يريد) بالعود الهندي ( الكست) بالكاف المضمومة والمهملة الساكنة بعدها فوقية ( يعني القسط قال) الزهري ( وهي لغة) في القسط بالقاف وفيه لغة ثانية كسد وكسط بالدال والطاء المهملتين.

وهذا الحديث قد مضى قريبًا في باب اللدود.




[ قــ :5413 ... غــ : 5719 - 570 - 571 ]
- حَدَّثَنَا عَارِمٌ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَيُّوبَ مِنْ كُتُبِ أَبِى قِلاَبَةَ مِنْهُ مَا حَدَّثَ بِهِ وَمِنْهُ مَا قُرِئَ عَلَيْهِ وَكَانَ هَذَا فِى الْكِتَابِ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ وَأَنَسَ بْنَ النَّضْرِ كَوَيَاهُ وَكَوَاهُ أَبُو طَلْحَةَ بِيَدِهِ.

وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: أَذِنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الأَنْصَارِ أَنْ يَرْقُوا مِنَ الْحُمَةِ وَالأُذُنِ.

قَالَ أَنَسٌ: كُوِيتُ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَىٌّ وَشَهِدَنِى أَبُو طَلْحَةَ وَأَنَسُ بْنُ النَّضْرِ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَبُو طَلْحَةَ كَوَانِى.
[الحديث 5719 - طرفه في: 571] .

وبه قال: ( حدّثنا عارم) بالعين والراء المهملتين بينهما ألف أبو النعمان محمد بن الفضل السدوسي قال: ( حدّثنا حماد) هو ابن زيد ( قال: قرئ) بضم القاف مبنيًّا للمفعول ( على أيوب) السختياني ( من كتب أبي قلابة) عبد الله بن زيد الجرمي بالجيم ( منه) من المقروء ( ما حدث به) أيوب عن أبي قلابة ( ومنه ما قرئ عليه وكان) بالواو ولأبي ذر بالفاء ( هذا في الكتاب) المنسوب لأبي قلابة ( عن أنس) هو ابن مالك، وللكشميهني وكان قرأ الكتاب بدل قوله وكان هذا في الكتاب.
قال في الفتح: وهو تصحيف وعند الإسماعيلي بعد قوله في الكتاب غير مسموع.
قال الحافظ ابن حجر: ولم أر هذه اللفظة في شيء من نسخ البخاري ( أن أبا طلحة) زيد بن سهل زوج والدة أنس أم سليم ( وأنس بن النضر) بالنون والضاد المعجمة عم أنس بن مالك بن النضر ( كويا أنسًا) من ذات الجنب ( وكواه أبو طلحة) زيد ( بيده) أسند الفعل لأبي طلحة وابن النضر لرضاهما به ثم أسنده لأبي طلحة لمباشرته له بيده ( وقال عباد بن منصور) بفتح العين الموحدة المشددة الناجي بالنون والجيم مما وصله أبو يعلى ( عن أيوب) السختياني ( عن أبي قلابة) عبد الله ( عن أنس بن مالك) -رضي الله عنه- أنه ( قال: أذن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأهل بيت من الأنصار) هم آل عمرو بن حزم رواه مسلم ( أن يرقوا) بأن يرقوا أي بالرقية فأن مصدرية ( من الحمة) بضم الحاء المهملة وتخفيف الميم أي من السم ( و) من وجع ( الأذن) واستشكل هذا مع قوله السابق: لا رقية إلا من عين أو حمة.
وأجيب: باحتمال الرخصة بعد المنع أو أنه لا رقية أنفع من رقية العين والجمة ولم يرد نفي الرقي من غيرهما.
( قال أنس: كويت) بضم الكاف مبنيًّا للمفعول ( من ذات الجنب ورسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حيّ) يريد ولم ينكر عليه ( وشهدني أبو طلحة وأنس بن النضر وزيد بن
ثابت وأبو طلحة كواني)
وفي هذا إيضاح لقوله إن أبا طلحة وأنس بن النضر كويا، والتصريح بأن الكي كان لذات الجنب وليس لعباد بن منصور في البخاري سوى هذا الموضع المعلق وهو من كبار التابعين لكنه رمي بالقدر إلا أنه لم يكن داعية.