فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب الرحلة في المسألة النازلة، وتعليم أهله

باب الرِّحْلَةِ فِي الْمَسْأَلَةِ النَّازِلَةِ وَتَعْلِيمِ أَهْلِهِ
هذا ( باب الرحلة) بكسر الراء من رحل أي الارتحال ( في المسألة النازلة) بالمرء.
قال الحافظ ابن حجر: وفي روايتنا أيضًا الرحلة بفتح الراء أي الواحدة، وأما بضمها فالمراد به الجهة وقد يطلق على من يرحل إليه اهـ.

وفي هامش الفرع كأصله بضم الراء ورقم عليه علامة الأصيلي، وزاد في رواية كريمة وأبي الوقت بعد قوله النازلة: ( وتعليم أهله) بالجر عطفًا على الرحلة وصوّب حذفه لمجيئه في باب آخر.


[ قــ :88 ... غــ : 88 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ قال: أخبرنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّهُ تَزَوَّجَ ابْنَةً لأَبِي

إِهَابِ بْنِ عَزِيزٍ فَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ: إِنِّي قَدْ أَرْضَعْتُ عُقْبَةَ وَالَّتِي تَزَوَّجَ بِهَا.
فَقَالَ لَهَا عُقْبَةُ: مَا أَعْلَمُ أَنَّكِ أَرْضَعْتِنِي، وَلاَ أَخْبَرْتِنِي.
فَرَكِبَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالْمَدِينَةِ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كَيْفَ وَقَدْ قِيلَ؟ فَفَارَقَهَا عُقْبَةُ، وَنَكَحَتْ زَوْجًا غَيْرَهُ.
[الحديث 88 - أطرافه في: 2052، 2640، 2659، 2660، 5104] .

وبالسند السابق قال: ( حدّثنا محمد بن مقاتل) المروزي، وفي رواية غير الأصيلي ابن مقاتل أبو الحسن ( قال: أخبرنا عبد الله) بن المبارك المروزي ( قال أخبرنا عمر بن سعيد) بضم العين في الأولى وكسرها في الثانية ( عن أبي حسين) بضم الحاء وفتح السين مصغرًا النوفلي المكي ( قال: حدّثني) بالإفراد ( عبد الله) بفتح العين وسكون الموحدة ( ابن أبي مليكة) بضم الميم زهير التيمي القرشي الأحول ونسبه لجده أبي مليكة لشهرته وإلاّ فأبوه عبيد الله بضم العين ( عن عقبة) بضم العين وسكون القاف وفتح الباء الموحدة ( ابن الحرث) بن عامر القرشي المكي أبو سروعة بكسر السين المهملة وقد تفتح أسلم يوم الفتح، وعند المؤلف في النكاح في باب شهادة المرضعة أنّ ابن أبي مليكة قال: حدّثنا عبيد بن أبي مريم عن عقبة بن الحرث قال: وسمعته من عقبة لكني لحديث عبيد أحفظ فصرّح بسماعه من عقبة، فانتفى قول أبي عمران ابن أبي مليكة لم يسمع من عقبة بينهما عبيد بن أبي مريم فإسناده منقطع.

( أنه) أي عقبة بن الحرث ( تزوّج ابنة) وللأصيلي بنتًا ( لأبي إهاب بن عزيز) بكسر الهمزة وفتح العين المهملة وكسر الزاي وسكون المثناة التحتية لا بضم العين وفتح الزاي ابن قيس بن سويد التميمي الدارمي، واسم ابنته غنية بفتح المعجمة وكسر النون وتشديد المثناة التحتية وكنيتها أمُ يحيى، ( فأتته امرأة) قال الحافظ ابن حجر لم أقف على اسمها ( فقالت: إني قد أرضعت عقبة) بن الحرث ( والتي تزوّج بها) أي غنية، وفي رواية الأربعة بحذف بها ( فقال لها عقبة: ما أعلم أنك) بكسر الكاف ( أرضعتني) وفي رواية ابن عساكر وأبي الوقت أرضعتيني بزيادة مثناة تحتية قبل النون ( ولا أخبرتني) ولابن عساكر ولا أخبرتيني بزيادة مثناة تحتية بعد الفوقية تولدت من إشباع الكسرة فيهما، وعبر بأعلم مضارعًا وأخبرت ماضيًا لأن نفي العلم حاصل في الحال بخلاف نفي الأخبار فإنه كان في الماضي فقط، ( فركب) عقبة ( إلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) حال كونه ( بالمدينة) أي فيها ( فسأله) أي سأل عقبة رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن الحكم في المسألة النازلة به ( فقال) وفي رواية الأصيلي وأبي الوقت وابن عساكر قال ( رسول الله) وفي رواية أبي ذر قال النبي ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: كيف) تباشرها وتفضي إليها ( وقد قيل) إنك أخوها من الرضاعة أي ذلك بعيد من ذي المروءة والورع ( ففارقها عقبة) بن الحرث رضي الله عنه صورة أو طلقها احتياطًا وورعًا لا حكمًا بثبوت الرضاع وفساد النكاح إذ ليس قول المرأة الواحدة شهادة يجوز بها الحكم في أصل من الأصول.
نعم عمل بظاهر هذا الحديث أحمد رحمه الله تعالى فقال: الرضاع يثبت بشهادة المرضعة وحدها بيمينها، ( ونكحت) غنية بعد فراق عقبة ( زوجًا

غيره)
هو ظريب بضم المعجمة وفتح الراء آخره موحدة ابن الحرث وتأتي بقية مباحث هذا الحديث -إن شاء الله تعالى- والله أسال العافية والسلامة في السفر والإقامة.