فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب تزويج الأب ابنته من الإمام

باب تَزْوِيجِ الأَبِ ابْنَتَهُ مِنَ الإِمَامِ.

وَقَالَ عُمَرُ: خَطَبَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَيَّ حَفْصَةَ فَأَنْكَحْتُهُ
( باب تزويج الأب ابنته من الإمام) أي الأعظم ( وقال عمر) بن الخطاب -رضي الله عنه- مما سبق موصولًا: ( خطب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إليّ حفصة فأنكحته) إياه اهـ.


[ قــ :4858 ... غــ : 5134 ]
- حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَزَوَّجَهَا وَهْيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ، وَبَنَى بِهَا وَهْيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ، قَالَ هِشَامٌ: وَأُنْبِئْتُ أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَهُ تِسْعَ سِنِينَ.

وبه قال: ( حدّثنا معلى بن أسد) بتشديد اللام المفتوحة العمي البصري قال: ( حدّثنا وهيب) بضم الواو مصغرًا ابن خالد البصري ( عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة) -رضي الله عنها- ( أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تزوجها وهي بنت ست سنين) كذا بفتح ست في الفرع وفي الأصل بالجر والواو للحال ( وبنى بها وهي بنت تسع سنين) .

قال الجوهري: بنى على أهله بناء أي زفها والعامة تقول بنى بأهله وهو خطأ وكان الأصل فيه أن الداخل بأهله يضرب عليها قبة عند دخوله بها، فقيل لكل داخل على أهله بانٍ، وعليه كلام التوربشتي والقاضي، وبالغًا في التخطئة حتى تجاوزا إلى تخطئة الراوي.
وأجاب الطيبي بعد أن ذكر ذلك بأن استعمال بنى عليها بمعنى زفها في بدء الأمر كناية فلما أكثر استعماله في الزفاف فهم منه معنى الزفاف، وإن لم يكن ثمة بناء فأيّ بعد في أن ينتقل من المعنى الثاني إلى ثالث فيكون بمعنى أعرس بها.
قال: ويوضح هذا ما قاله صاحب المغرب أصله أن المعرس كان يبني على أهله ليلة الزفاف خباء ثم كثر حتى كني به عن الوطء وعن ابن دريد بنى بامرأته بالباء كأعرس بها.

( قال) ولأبي ذر فقال ( هشام) أي ابن عروة بالسند السابق: ( وأنبئت) بضم الهمزة مبنيًّا للمفعول ( أنها) أي عائشة ( كانت عنده) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( تسع سنين) ثم توفي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والله أعلم.