فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قوله: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} [الإسراء: 79]

باب قَوْلِهِ: { عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} [الإسراء: 79]
( باب قوله) تعالى: ( { عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا} ) [الإسراء: 79] يحمده فيه الأوّلون والآخرون والمشهور أنه مقام الشفاعة للناس ليريحهم الله من كرب ذلك اليوم وشدته.


[ قــ :4462 ... غــ : 4718 ]
- حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ آدَمَ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ
ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يَقُولُ: إِنَّ النَّاسَ يَصِيرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُثًا، كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَعُ نَبِيَّهَا يَقُولُونَ: يَا فُلاَنُ اشْفَعْ حَتَّى تَنْتَهِىَ الشَّفَاعَةُ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَلِكَ يَوْمَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ.

وبه قال: ( حدّثنا) بالجمع ولغير أبي ذر حدّثني ( إسماعيل بن أبان) بفتح الهمزة وتخفيف الموحدة أخره نون منصرف وغير منصرف أبو إسحاق الوراق الأزدي الكوفي قال: ( حدّثنا أبو الأحوص) بالحاء والصاد المهملتين سلام بتشديد اللام ابن سليم الحنفي الكوفي ( عن آدم بن علي) العجلي بكسر العين المهملة وسكون الجيم أنه ( قال: سمعت ابن عمر -رضي الله عنهما- يقول: إن الناس يصيرون يوم القيامة جثّا) بضم الجيم وفتح المثلثة المخففة منوّنًا مقصورًا جمع جثوة كخطوة وخطًا أي جماعات ( كل أمة تتبع نبيها يقولون يا فلان اشفع) أي لنا وزاد أبو ذر يا فلان اشفع فيكون مرتين ( حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) زاد في الرواية المعلقة في الزكاة فيشفع ليقضي بين الخلق ( فذلك) أي مقام الشفاعة ( يوم يبعثه الله المقام المحمود) وفي المقام المحمود أقوال أخر تأتي إن شاء الله تعالى بعون الله في الرقاق.




[ قــ :4463 ... غــ : 4719 ]
- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلاَةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ» رَوَاهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وبه قال: ( حدّثنا علي بن عياش) بتشديد التحتية آخره شين معجمة الألهاني الحمصي قال: ( حدّثنا شعيب بن أبي حمزة) بالحاء المهملة والزاي الحمصي ( عن محمد بن المنكدر) بن عبد الله بن الهدير بالتصغير التيمي المدني ( عن جابر بن عبد الله) الأنصاري ( -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال) :
( من قال حين يسمع النداء) أي الأذان ( اللهم رب هذه الدعوة التامة) لجمعها العقائد بتمامها ( والصلاة القائمة) الدائمة التي لا تغيرها ملة ولا تنسخها شريعة ( آت محمدًا) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي ائت محمدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( الوسيلة) المنزلة العلية في الجنة التي لا تنبغي إلا له ( والفضيلة) المرتبة الزائدة على سائر المخلوقين ( وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته) بقولك تباركت وتعاليت { عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا} [الإسراء: 79] والموصول مع الصلة إما بدل من النكرة على طريق إبدال المعرفة من النكرة أو صفة لها على رأي الأخفش لأنها وصفت وإنما نكر لأنه أفخم وأجزل كأنه قيل مقامًا وأي مقام يغبطه فيه الأوّلون والآخرون محمودًا تأكل عن أوصافه ألسنة الحامدين وتشرت به على جميع العالمين تسأل فتعطى وتشفع فتشفع وليس أحد إلا تحت لوائك ( حلت) أي وجبت ( له شفاعتي يوم القيامة) الشاملة للأوّلين والآخرين في خلاصهم من كرب يوم الدين وتوصيلها إلى جنات النعيم ولقاء الله رب العالمين جعلنا الله منهم بمنه وكرمه ( رواه) أي الحديث المذكور
( حمزة بن عبد الله عن أبيه) عبد الله بن عمر فيما وصله الإسماعيلي ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) .

وهذا الحديث قد سبق في باب الدعاء عند الأذان من كتاب الصلاة.