فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب {ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} [الزلزلة: 8]


[ قــ :4698 ... غــ : 4962 ]
- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «الْخَيْلُ لِثَلاَثَةٍ: لِرَجُلٍ أَجْرٌ،
وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ.
وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ.
فَأَمَّا الَّذِي لَهُ أَجْرٌ، فَرَجُلٌ رَبَطَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَأَطَالَ لَهَا فِي مَرْجٍ أَوْ رَوْضَةٍ، فَمَا أَصَابَتْ فِي طِيَلِهَا ذَلِكَ فِي الْمَرْجِ وَالرَّوْضَةِ كَانَ لَهُ حَسَنَاتٍ.
وَلَوْ أَنَّهَا قَطَعَتْ طِيَلَهَا فَاسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ، كَانَتْ آثَارُهَا وَأَرْوَاثُهَا حَسَنَاتٍ لَهُ، وَلَوْ أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ، وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَسْقِي بِهِ كَانَ ذَلِكَ حَسَنَاتٍ لَهُ، فَهْيَ لِذَلِكَ الرَّجُلِ أَجْرٌ.
وَرَجُلٌ رَبَطَهَا تَغَنِّيًا وَتَعَفُّفًا وَلَمْ يَنْسَ حَقَّ اللَّهِ فِي رِقَابِهَا وَلاَ ظُهُورِهَا فَهْيَ لَهُ سِتْرٌ.
وَرَجُلٌ رَبَطَهَا فَخْرًا وَرِيَاءً وَنِوَاءً فَهْيَ عَلَى ذَلِكَ وِزْرٌ».
فَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الْحُمُرِ، قَالَ: «مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ فِيهَا إِلاَّ هَذِهِ الآيَةَ الْفَاذَّةَ الْجَامِعَةَ { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7 و8] ».

وبه قال: ( حدّثنا إسماعيل بن عبد الله) بن أبي أويس المدني قال: ( حدّثنا) وبالإفراد لأبي ذر ( مالك) الإمام الأعظم ( عن زيد بن أسلم) العدوي ( عن أبي صالح) ذكوان ( السمان عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال) :
( الخيل لثلاثة، لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر فأما) الرجل ( الذي) هي ( له أجر فرجل ربطها) للجهاد ( في سبيل الله) تعالى ( فأطال لها) في الحبل الذي ربطها به حتى تسرح للرعي ( في مرج) موضع كلأ وسقط لها لأبي ذر ( أو روضة) بالشك ( فما أصابت) أي ما أكلت وشربت ومشت ( في طيلها ذلك) بكسر الطاء المهملة وفتح التحتية أي حبلها المربوطة فيه ( في المرج) ولأبي ذر عن الحموي والمستملي من المرج ( والروضة) بغير ألف قبل الواو ( كان له) أي لصاحبها ( حسنات) في الآخرة ( ولو أنها قطعت طيلها) المذكور ( فاستنت) بفتح الفوقية وتشديد النون أي عدت بمرح ونشاط ( شرفًا) بفتح المعجمة والراء والفاء ( أو شرفين) شوطًا أو شوطين فبعدت عن الموضع الذي ربطها صاحبها فيه ترعى ورعت في غيره ( كانت آثارها) بالمثلثة في الأرض بحوافرها عند مشيها ( وأرواثها) بالمثلثة ( حسنات له) لصاحبها في الآخرة ( ولو أنها مرت بنهر) بفتح الهاء وسكونها ( فشربت منه) بغير قصد صاحبها ( ولم يرد أن يسقي به كان ذلك) أي شربها وإرادته أن يسقيها ( حسنات له) في الآخرة ( فهي) بالفاء ولأبي ذر وهي ( لذلك الرجل) الذي ربطها ( أجر) .

أما الذي هي له ستر فهو ( رجل ربطها تغنيّا) أي استغناء عن الناس ( وتعففًا) عن سؤالهم يتردد عليها لحاجاته ( ولم ينس حق الله في رقابها) بأن يؤدي زكاة تجارتها ( ولا ظهورها) بتأنَّ يركب عليها في سبيل الله ( فهي) أي الخيل ولأبي ذر عن الكشميهني فهو أي ذلك الفعل الذي فعله ( له ستر) يحجبه عن الفاقة.

( و) أما الذي هي عليه وزر فهو ( رجل ربطها فخرًا) أي لأجل الفخر ( ورياء) أي إظهارًا للطاعة والباطن بخلافه ( ونواء) بكسر النون وفتح الواو ممدودًا أي عداوة زاد في الجهالة لأهل الإسلام ( فهي على ذلك) الرجل ( وزر فسئل) بالفاء وضم السين مبنيًّا للمجهول والسائل
صعصعة بن ناجية ولأبي ذر وسئل ( رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن الحمر) هل لها حكم الخيل ( قال: ما أنزل الله عليّ فيها إلا هذه الآية الفاذة) بالفاء والمعجمة المشددة القليلة المثل المنفردة في معناها ( الجامعة) لكل الخيرات والسرور ( { فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره* ومن يعمل مثقال ذرة شرًّا يره} ) [الزلزلة: 7 و8] روى الإمام أحمد عن صعصعة بن معاوية عمّ الفرزدق أنه أتى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقرأ الآية فقال حسبي لا أبالي أن لا أسمع غيرها.


باب { وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}
هذا (باب) بالتنوين أي في قوله جل وعلا ({ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} ) [الزلزلة: 8] ثبت لفظ باب لأبي ذر.


[ قــ :4699 ... غــ : 4963 ]
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَالِكٌ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه سُئِلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الْحُمُرِ فَقَالَ: «لَمْ يُنْزَلْ عَلَيَّ فِيهَا شَيْءٌ إِلاَّ هَذِهِ الآيَةُ الْجَامِعَةُ الْفَاذَّةُ { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} ».

وبه قال: (حدّثنا يحيى بن سليمان) الجعفي الكوفي سكن مصر (قال: حدّثني) بالإفراد ولأبي ذر حدّثنا (ابن وهب) عبد الله المصري قال: (أخبرني) بالإفراد (مالك) الإمام (عن زيد بن أسلم) العدوي (عن أبي صالح) ذكوان (السمان عن أبي هريرة -رضي الله عنه-) أنه قال: (سُئل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن الحمر) أي عن صدقة الحمر (فقال):
(لم ينزل) بضم أوله وفتح ثالثه (عليّ فيها شيء إلا هذه الآية الجامعة الفاذة) أي المنفردة في معناها فذ الرجل عن أصحابه إذا شدّ عنهم ({ فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًّا يره} ).
فقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: ليس مؤمن ولا كافر عمل خيرًا أو شرًّا في الدنيا إلا أراه الله إياه يوم القيامة، فأما المؤمن فيرى حسناته وسيئاته فيغفر الله له سيئاته ويثيبه بحسناته، وأما الكافر فتردّ حسناته تحسيرًا ويعذب بسيئاته.
قال في فتوح الغيب: وهذا يساعده النظم والمعنى والأسلوب.

أما النظم فإن قوله: { فمن يعمل} تفصيل لما عقب به من قوله: { يصدر الناس أشتاتًا ليروا أعمالهم} [الزلزلة: 6] فيجب التوافق والأعمال جمع مضاف يفيد الشمول والاستغراق ويصدر الناس مقيد بقوله (أشتاتًا) فيفيد أنهم على طرائق شتى للنزول في منازلهم من الجنة والنار بحسب أعمالهم المختلفة ومن ثمة كانت الجنة ذات درجات والنار ذات دركات.

وأما المعنى فإنها وردت لبيان الاستقصاء في عرض الأعمال والجزاء عليها لقوله تعالى: { ونضع الموازين القسط ليوم القيامة} [الأنبياء: 47] الآية.

وأما الأسلوب فإنها من الجوامع الحاوية لفوائد الدين أصلًا وفرعًا.


[100] سُورَةُ وَالْعَادِيَاتِ
وَقَالَ مُجَاهِدٌ الْكَنُودُ: الْكَفُو.
يُقَالُ { فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا} : رَفَعْنَ بِهِ غُبَارًا.
{ لِحُبِّ الْخَيْرِ} : مِنْ أَجْلِ حُبِّ الْخَيْرِ.
{ لَشَدِيدٌ} : لَبَخِيلٌ، وَيُقَالُ لِلْبَخِيلِ: شَدِيدٌ.
{ حُصِّلَ} : مُيِّزَ.

([100] سُورَةُ وَالْعَادِيَاتِ)
مكية أو مدنية وآيها إحدى عشرة والعاديات جمع عادية وهي الجارية بسرعة والمراد الخيل ولأبي ذر سورة والعاديات وله زيادة والقارعة.

(وقال مجاهد): مما وصله الفريابي (الكنود) هو (الكفور) من كند النعمة كنودًا.

(يقال { فأثرن به نقعًا} ) قال أبو عبيدة أي (رفعن به غبارًا) وقوله { فأثرن} عطف الفعل على الاسم لأن الاسم في تأويل الفعل لوقوعه غير صلة لأل، والضمير في به للصبح أي فأثرن في وقت الصبح غبارًا أو للمكان وإن لم يجر له ذكر لأن الإثارة لا بد لها من مكان وروى البزار والحاكم عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: بعث رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خيلًا فلبث شهرًا لا يأتيه خبرها فنزلت { والعاديات ضبحًا} ضبحت بأرجلها { فالموريات قدحًا} قدحت الحجارة فأورت بحوافرها { فالمغيرات صبحًا} صبحت القوم بغارة { فأثرن به نقعًا} التراب { فوسطن به جمعًا} صبحت القوم جميعًا وفي إسناده ضعف.

({ لحب الخير} ) أي (من أجل حب الخير) فاللام تعليلية أي لأجل حب المال ({ لشديد} ) أي (لبخيل) وقيل لقوي مبالغ فيه (ويقال للبخيل شديد) وزاد في الكشاف متشدد قال طرفة:
أرى الموت يعتام الكرام ويصطفي ... عقيلة مال الفاحش المتشدد
وقوله: يعتام أي يختار وعقيلة كل شيء أكرمه والفاحش البخيل الذي جاوز الحد في البخل يقول أرى الموت يختار كرام الناس وكرائم الأموال التي يضن بها.

({ حُصِّل} ) أي (ميز) وقيل جمع في الصحف أي أظهر محصلًا مجموعًا كإظهار اللب من القشر.


[101] سورة الْقَارِعَةِ
{ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ} : كَغَوْغَاءِ الْجَرَادِ يَرْكَبُ بَعْضُهُ بَعْضًا، كَذَلِكَ النَّاسُ يَجُولُ بَعْضُهُمْ فِي بَعْضٍ.
{ كَالْعِهْنِ} : كَأَلْوَانِ الْعِهْنِ وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ كَالصُّوفِ.


([101] سورة القارعة)
مكية وآيها عشر وسقطت لأبي ذر.

({ كالفراش المبثوث} ) أي (كغوغاء الجراد يركب بعضه بعضًا كذلك الناس) يوم القيامة (يجول بعضهم في بعض) وإنما شبه الناس بذلك عند البعث لأن الفراش إذا ثار لم يتجه لجهة واحدة بك كل واحدة تذهب إلى غير جهة أخرى فدلّ بهذا التشبيه على أن الناس في البعث يفزعون فيذهب كل واحد إلى غير جهة الآخر وقال في الدرّ وفي تشبيه الناس بالفراش مبالغات شتى منها الطيش الذي يلحقهم وانتشارهم في الأرض وركوب بعضهم بعضًا والكثرة والضعف والذلة والمجيء من غير ذهاب والقصد إلى الداعي من كل جهة والتطاير إلى النار ({ كالعهن} ) أي (كألوان العهن) أي المختلفة قاله الفراء.

(وقرأ عبد الله) بن مسعود -رضي الله عنه- (كالصوف) يعني أن الجبال تتفرق أجزاؤها في ذلك اليوم حتى تصير كالصوف المتطاير عند الندف وإذا كان هذا تأثير القارعة في الجبال العظيمة الصلدة فكيف حال الإنسان الضعيف عند سماع صوت القارعة وسقط لأبي ذر كالعهن الخ.


[10] سورة { أَلْهَاكُمُ}
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ).
.

     وَقَالَ  ابْنُ عَبَّاسٍ { التَّكَاثُرُ} : مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ.

[10] سورة { أَلْهَاكُمُ}
مكية أو مدنية وآيها ثمان.

(بسم الله الرحمن الرحيم) ثبتت البسملة لأبي ذر كالسورة.

(وقال ابن عباس) -رضي الله عنهما- فيما وصله ابن المنذر ({ التكاثر} من الأموال والأولاد) أي شغلكم ذلك عن طاعة الله.


[103] سورة وَالْعَصْرِ
وَقَالَ يَحْيَى الدَّهْرُ أَقْسَمَ بِهِ.

([103] سورة وَالْعَصْرِ)
مكية وآيها ثلاث.

(وقال يحيى) بن زياد الفراء العصر هو (الدهر أقسم به) تعالى أي بالدهر لاشتماله على الأعاجيب والعِبر، وقيل التقدير ورب العصر وثبتت البسملة لأبي ذر كالعصر الثاني وسقط له وقال يحيى.


[104] سورة { وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ}
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ).
{ الْحُطَمَةُ} : اسْمُ النَّارِ مِثْلُ سَقَرَ وَلَظَى.

([104] سورة { وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ} )
مكية وآيها تسع.

والهمزة واللمزة فيما قاله ابن عباس بالنميمة المفرقون بين الأحبّة وقيل الهمزة الذي يعيبك في الغيب واللمزة الذي يعيبك في الوجه.

(بسم الله الرحمن الرحيم) ثبتت البسملة لأبي ذر كالسورة.

({ الحطمة} اسم النار مثل سقر ولظى) وقيل اسم للدركة الثالثة منها وسميت حطمة لأنها تحطم العظام وتكسرها والمعنى: (يا أيها الهمزة اللمزة) الذي يأكل لحوم الناس ويكسر من أعراضهم إن وراءك الحطمة التي تأكل لحوم الناس وعظامهم أي وتكسر العظام.


[105] { أَلَمْ تَرَ}
قَالَ مُجَاهِدٌ: { أَلَمْ تَرَ} : أَلَمْ تَعْلَمْ.
قَالَ مُجَاهِدٌ: { أَبَابِيلَ} : مُتَتَابِعَةً مُجْتَمِعَةً.
.

     وَقَالَ  ابْنُ عَبَّاسٍ { مِنْ سِجِّيلٍ} : هِيَ سَنْكِ وَكِلْ.

([105] { أَلَمْ تَرَ} )
مكية وآيها خمس وسقط لأبي ذر ({ ألم تر} ).

(قال مجاهد: ({ ألم تر} ) أي (ألم تعلم) يا محمد وإنما قال ذلك لأنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يدرك قصة أصحاب الفيل لأن مولده عليه الصلاة والسلام في تلك السنة وهو وإن لم يشهدها فقد شاهد آثارها وسمع بالتواتر أخبارها فكأنه رآها وهذا ثابت لأبي ذر عن المستملي وليس هذا من تفسير مجاهد فالصواب إسقاط قوله قال مجاهد.

(قال مجاهد): فيما وصله الفريابي عنه ({ أبابيل} ) أي (متتابعة مجتمعة) نعت لطير لأنه اسم جمع قال ابن عباس -رضي الله عنهما- كانت طيرًا لها خراطيم وأكف كأكف الكلاب وقيل غير ذلك وأبابيل قيل لا واحد له كأساطير وقيل واحده أبول كعجول وعجاجيل، وقيل إبال.

(وقال ابن عباس) -رضي الله عنهما- فيما وصله الطبري في قوله تعالى: ({ من سجيل} هي سنك) بفتح السين المهملة وبعد النون الساكنة كاف مكسورة الحجر (وكل) بكسر الكاف وبعدها لام الطين فارسي معرب، وقيل السجيل الديوان الذي كتب فيه عذاب الكفار والمعنى ترميهم بحجارة من جملة العذاب المكتوب المدوّن مما كتب الله في ذلك الكتاب.
[106] سورة { لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ}
وَقَالَ مُجَاهِدٌ { لإِيلاَفِ} : أَلِفُوا ذَلِكَ فَلاَ يَشُقُّ عَلَيْهِمْ فِي الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ.
{ وَآمَنَهُمْ} : مِنْ كُلِّ عَدُوِّهِمْ فِي حَرَمِهِمْ.

([106] سورة { لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ} )
مكية وآيها أربع ولأبي ذر سورة لإيلاف وسقط له لفظ قريش.

(وقال مجاهد) فيما وصله الفريابي ({ لإيلاف} ألفوا ذلك) الارتحال (فلا يشق عليهم في الشتاء) إلى اليمن (و) لا في (الصيف) إلى الشام في كل عام فيستعينون بالرحلتين للتجارة على المقام بمكة لخدمة البيت الذي هو فخرهم وفي متعلق هذا اللام أوجه فقيل بسابقها لأن الله تعالى ذكر أهل مكة عظيم نعمته عليهم فيما صنع بالحبشة فجعلهم كعصف مأكولًا { لإيلاف قريش} أي أهلك أصحاب الفيل لتبقى قريش وما ألفوا ويؤيده أنهما في مصحف أُبيّ سورة واحدة وقيل متعلقة بمقدر أي أعجب لنعمتي على قريش، وقيل فليعبدوا وإنما دخلت الفاء لما في الكلام من معنى الشرط أي فإن لم يعبدوه لسائر نعمه فليعبدوه لإيلافهم فإنها أظهر نعمة عليهم.

({ وآمنهم} ) أي (من كل عدوّ هم في حرمهم) وقيل آمنهم من الجذام فلا يصيبهم ببلدهم وقيل بمحمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.


[107] سورة { أَرَأَيْتَ}
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ { لإِيلاَفِ} : لِنِعْمَتِي عَلَى قُرَيْشٍ.
.

     وَقَالَ  مُجَاهِدٌ { يَدُعُّ} : يَدْفَعُ عَنْ حَقِّهِ، يُقَالُ هُوَ مِنْ دَعَعْتُ، يُدَعُّونَ يُدْفَعُونَ.
{ سَاهُونَ} : لاَهُونَ.
{ وَالْمَاعُونَ} : الْمَعْرُوفَ كُلُّهُ.
.

     وَقَالَ  بَعْضُ الْعَرَبِ { الْمَاعُونُ} : الْمَاءُ.
.

     وَقَالَ  عِكْرِمَةُ أَعْلاَهَا: الزَّكَاةُ الْمَفْرُوضَةُ، وَأَدْنَاهَا عَارِيَّةُ الْمَتَاعِ.

([107] سورة { أَرَأَيْتَ} )
مكية أو مدنية وآيها سبع ولأبي ذر سورة أرأيت.

(وقال ابن عيينة) سفيان فيما ذكره في تفسير ({ لإيلاف} لنعمتي على قريش) وعند أبي ذر هذا مقدم على سورة أرأيت وهو الصواب إن شاء الله تعالى.

(وقال مجاهد { يدع} يدفع) أي اليتيم (عن حقه يقال: هو من دععت يدعون) أي (يدفعون).

({ ساهون} ) أي (لاهون) عن الصلاة تهاونًا.

({ والماعون} ) هو (المعروف كله) كالقصعة والدلو (وقال بعض العرب) فيما حكاه الفراء
({ الماعون} الماء.
وقال عكرمة: أعلاها الزكاة المفروضة وأدناها عارية المتاع).

كالمنخل والغربال والدلو والإبرة.


[108] سورة { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرِ}
([108] سورة { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرِ} )
مكية أو مدنية وآيها ثلاث وثبت لأبي ذر لفظ سورة.


باب.

     وَقَالَ  ابْنُ عَبَّاسٍ { شَانِئَكَ} : عَدُوَّكَ
( باب وقال ابن عباس) -رضي الله عنهما- فيما وصله ابن مردويه في قوله تعالى: ( { شانئك} ) أي ( عدوك) وسقط للحموي وقال ابن عباس: فقط.



[ قــ :4700 ... غــ : 4964 ]
- حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: لَمَّا عُرِجَ بِالنَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ: «أَتَيْتُ عَلَى نَهَرٍ حَافَتَاهُ قِبَابُ اللُّؤْلُؤِ مُجَوَّفٌ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ قَالَ: هَذَا الْكَوْثَرُ».


وبه قال: ( حدّثنا آدم) بن أبي إياس قال: ( حدّثنا شيبان) بن عبد الرحمن التيمي مولاهم أبو معاوية البصري نزيل الكوفة قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر أخبرنا ( قتادة) بن دعامة ( عن أنس -رضي الله عنه-) أنه ( قال: لما عرج بالنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى السماء قال) :
( أتيت على نهر حافتاه) بتخفيف الفاء جانباه ( قباب اللؤلؤ مجوّف) ولغير أبي ذر مجوفًا ( فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر) زاد البيهقي الذي أعطاك ربك فأهوى الملك بيده فاستخرج من طينه مسكًا أذفر، وأخرجه المؤلّف بهذا في الرقاق من طريق همام عن أبي هريرة -رضي الله عنه- والكوثر بوزن فوعل من الكثرة وهو وصف مبالغة في المفرط الكثرة.





[ قــ :4701 ... غــ : 4965 ]
- حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْكَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَ: سَأَلْتُهَا عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: { إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1] قَالَتْ: نَهَرٌ أُعْطِيَهُ نَبِيُّكُمْ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، شَاطِئَاهُ عَلَيْهِ دُرٌّ مُجَوَّفٌ آنِيَتُهُ كَعَدَدِ النُّجُومِ.
رَوَاهُ زَكَرِيَّاءُ وَأَبُو الأَحْوَصِ وَمُطَرِّفٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ.

وبه قال: ( حدّثنا خالد بن يزيد الكاهلي) أبو الهيثم المقري الكحال قال: ( حدّثنا إسرائيل) بن يونس ( عن) جده ( أبي إسحاق) عمرو بن عبد الله السبيعي ( عن أبي عبيدة) عامر بن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- ( عن عائشة) -رضي الله عنها- ( قال) : أي أبو عبيدة ( سألتها) يعني عائشة ( عن قوله تعالى) ولأبي ذر عن قول الله عز وجل: ( { إنا أعطيناك الكوثر} قالت) : هو ( نهر) في الجنة ( أُعطيه نبيكم -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) زاد النسائي في بطنان الجنة ( شاطئاه) أي جانباه ( عليه) أي على الشاطئ.
قال البرماوي كالكرماني: والضمير في عليه عائد إلى جنس الشاطئ ولهذا لم يقل عليهما
قال وفي بعضها شاطئاه در مجوّف ( در مجوّف) بفتح الواو ومشددة صفة لدر وخبره الجار والمجرور والجملة خبر المبتدأ الأول الذي هو شاطئاه ( آنيته كعدد النجوم رواه) ولأبي ذر ورواه
( زكريا) بن أبي زائدة فيما رواه عليّ بن المديني عن يحيى بن زكريا عن أبيه ( وأبو الأحوص) سلام بن سليم فيما وصلة أبو بكر بن أبي شيبة بلفظ الكوثر نهر بفناء الجنة شاطئاه درمجوّف وفيه من الأباريق عدد النجوم ولفظ رواية زكريا قريب من هذه ( ومطرّف) هو ابن طريف بالطاء المهملة، فيما وصله النسائي، الثلاثة ( عن أبي إسحاق) السبيعي




[ قــ :470 ... غــ : 4966 ]
- حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ حَدَّثَنَا أَبُو بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضى الله عنهما - أَنَّهُ قَالَ فِى الْكَوْثَرِ هُوَ الْخَيْرُ الَّذِى أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ.
قَالَ أَبُو بِشْرٍ.

قُلْتُ لِسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَإِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَهَرٌ فِى الْجَنَّةِ.
فَقَالَ سَعِيدٌ النَّهَرُ الَّذِى فِى الْجَنَّةِ مِنَ الْخَيْرِ الَّذِى أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ

* وبه قال ( حدثنا يعقوب بن إبراهيم) الدورقي قال ( حدثنا هشيم) بضم الهاء مصغرًا الواسطي قال ( حدثنا) ولأبي ذر أخبرنا ( أبو بشر) بكسر الموحدة وسكون المعجمة جعفر بن أبي وحشية الواسطي ( عن سعيد بن جبير عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال في الكوثر هو الخير الذي أعطاه الله إياه قال أبو بشر) جعفر بالسند السابق ( قلت لسعيد بن جبير فإن الناس) كأبي إسحاق وقتادة ( يزعمون أنه) أي الكوثر ( نهر في الجنة فقال سعيد النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه) وهذا تأويل من سعيد جمع به بين حديثي عائشة وابن عباس -رضي الله عنهم- فلا تنافي بينهما لأن النهر فرد من أفراد الخير الكثير نعم ثبت التصريح بأنه نهر من لفظ النبي -صلى الله عليه وسلم- ففي مسلم من طريق المختار بن فلفل عن أنس -رضي الله عنه- بينما نحن عند النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسماً فقلنا ما أضحكك يا رسول الله قال "نزلت عليَّ سورة فقراً بسم الله الرحمن الرحيم { إنا أعطيناك الكوثر} إلى آخرها ثم "قال أتدرون ما الكوثر" قلنا: الله ورسوله أعلم.
قال: فإنه نهر وعدنيه ربي عليه خير كثير فالمصير إليه أولى ويأتي إن شاء الله تعالى مزيد بحث لذلك في كتاب الرقاق بعون الله تعالى
واشتملت هذه السورة مع كونها أقصر سور القرآن على معان بديعة وأساليب بليغة إسناد الفعل للمتكلم المعظم نفسه وإيراده بصيغة الماضي تحقيقاً لوقوعه كأتى أمر الله وتأكيد الجملة بان والاتيان بصيغة تدل على مبالغة الكثرة والالتفات من ضمير المتكلم إلى الغائب في قوله لربك.


[109] سورة قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ
يُقَالُ ( لَكُمْ دِينُكُمْ) الْكُفْرُ.
( وَلِىَ دِينِ) الإِسْلاَمُ وَلَمْ يَقُلْ دِينِى، لأَنَّ الآيَاتِ بِالنُّونِ فَحُذِفَتِ الْيَاءُ كَمَا قَالَ يَهْدِينِ وَيَشْفِينِ.
.

     وَقَالَ  غَيْرُهُ ( لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ) الآنَ، وَلاَ أُجِيبُكُمْ فِيمَا بَقِىَ مِنْ عُمُرِى ( وَلاَ أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ) .
وَهُمُ الَّذِينَ قَالَ ( وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا) .


*سورة { قل يا أيها الكافرون} *
مكية وآيها ست وثبت لفظ سورة لأبي ذر * ( يقال لكم دينكم) أي ( الكفر ولي دين) أي ( الإسلام) وهذا قبل الأمر بالجهاد وقال في الأنوار لكم دينكم الذي أنتم عليه لا تتركونه ولي دين الذي أنا عليه لا أرفضه فليس فيه إذن في الكفر ولا منع عن الجهاد ليكون منسوخاً بآية القتال اللهم إلا إذا فسر بالمشاركة وتقرير كل من الفريقين على دينه ( ولم يقل ديني) بالياء بعد النون ( لأن الآيات) التي قبلها ( بالنون فحذفت الياء) رعاية لتناسب الفواصل وهو نوع من أنواع البديع ( كما قال) فهو ( يهدين ويشفين) بحذف الياء فيهما لذلك قاله الفراء
( وقال غيره) أي غير الفراء وسقط ذا لأبي ذر وهو الصواب لأنه لم يسبق في كلام المصنف عزو فتصويب الحافظ بن حجر رحمه الله لإثباته فيه نظر لا يخفى ( لا أعبد ما تعبدون إلا آن ولا أجيبكم فيما بقي من عمري) أن أعبد ما تعبدون ( ولا أنتم عابدون ما أعبد وهم الذين قال) الله تعالى ( وليزيدن كثيراً منهم ما أنزل إليك من ربك طغياناً وكفراً) وما في هذه السورة بمعنى الذي فان كان المراد بها الأصنام كما في الآية الأول والثالثة فواضح لأنهم غير عقلاء وما أصلها أن تكون لغير العقلاء وإذا أريد بها الباري تعالى كما في الثانية والرابعة فاستدل به من جوّز وقوعها على أهل العلم ومن منع جعلها مصدرية والتقدير ولا أنتم عابدون عبادتي أي مثل عبادتي وقال أبو مسلم ما في الأوليين بمعنى الذي والمقصود المعبود [وما في الأخرى] مصدرية أي لا أعبد عبادتكم المبنية على الشك وترك النظر ولا أنتم تعبدون مثل عبادتي المبنية على اليقين والحاصل أنها كلها بمعنى الذي أو مصدرية أو الأوليان بمعنى الذي والأخريان مصدريتان وهل التكرار للتأكيد أم لا [110] سورة إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ
* { سورة إذا جاء نصر الله} *
مدنية وآيها ثلاث * ( بسم الله الرحمن الرحيم) سقطت البسملة لغير أبي ذر وثبت لفظ سورة له*




[ قــ :4703 ... غــ : 4967 ]
- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ مَا صَلَّى النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - صَلاَةً بَعْدَ أَنْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ) إِلاَّ يَقُولُ فِيهَا «سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى».

[الحديث 4967 - أطرافه في 794، 817، 493، 4968]

وبه قال (حدثنا الحسن بن الربيع) بفتح الراء ابن سفيان البلخي الكوفي قال (حدثنا أبو الأحوص) سلام بن سليم (عن الأعمش) سليمان (عن أبي الضحى) مسلم بن صبيح (عن مسروق) هو ابن الأجدع (عن عائشة رضي الله عنها) أنها (قالت ما صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاة بعد أن) نزلت عليه إذا جاء نصر الله والفتح إلا بقول فيها) في الصلاة (سبحانك ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي) هضماً لنفسه واستقصار لعمله أو استغفر لأمته وقدّم التسبيح ثم الحمد على الاستغفار على طريقة النزول من الخالق إلا الخلق
*وهذا الحديث قد سبق في باب التسبيح والدعاء في السجود من كتاب الصلاة*



[ قــ :4704 ... غــ : 4968 ]
- حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِى الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ - رضى الله عنها - قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِى رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى».
يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ.

[الحديث 4968 - أطرافه في 794، 817، 493، 4967] .


وبه قال ( حدثنا عثمان بن أبي شيبة) قال ( حدثنا جرير) هو ابن عبد الحميد ( عن منصور) هو ابن المعتمر ( عن أبي الضحى) مسلم بن صبيح ( عن مسروق) هو ابن الأجدع ( عن عائشة -رضي الله عنها) أنها ( قالت كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكثر) أي بعد نزول سورة إذا جاء نصر الله ( أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي يتأوّل القرآن) يعمل بما أمر به من التسبيح والتحميد والاستغفار فيه في قوله تعالى فسبح بحمد ربك واستغفره في أشرف الأوقات والأحوال