فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب فكاك الأسير

باب فَكَاكِ الأَسِيرِ.
فِيهِ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
( باب) وجوب ( فكاك الأسير) من أيدي العدوّ بمال أو بغير مال ( فيه) أي في الباب ( عن أبي موسى) الأشعري -رضي الله عنه- مما وصله في الأطعمة والنكاح ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) وسقط هذا التعليق في رواية أبي ذر.


[ قــ :2910 ... غــ : 3046 ]
- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ أَبِي مُوسَى -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «فُكُّوا الْعَانِيَ -يَعْنِي الأَسِيرَ- وَأَطْعِمُوا الْجَائِعَ، وَعُودُوا الْمَرِيضَ».
[الحديث 3046 - أطرافه في: 5174، 5373، 5649، 7173] .

وبه قال: ( حدّثنا قتيبة بن سعيد) البغلاني وسقط لأبي ذر ابن سعيد قال: ( حدّثنا جرير) هو ابن عبد الحميد ( عن منصور) هو ابن المعتمر ( عن أبي وائل) شقيق ابن سلمة ( عن أبي موسى) الأشعري ( -رضي الله عنه-) أنه ( قال: قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( فكوا العاني) بالعين المهملة وبعد الألف نون على وزن القاضي قال جرير أو قتيبة ( يعني الأسير) أي من المسلمين من بيت المال وسقط لفظ يعني لأبي ذر وفي رواية له فكوا المعاني أي الأسير بدل يعني ( وأطعموا الجائع) آدميًّا وغيره ( وعودوا المريض) وهذه الأخيرة سنة مؤكدة والأوليان فرض كفاية كما نبّه عليه كافّة العلماء.




[ قــ :911 ... غــ : 3047 ]
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا مُطَرِّفٌ أَنَّ عَامِرًا حَدَّثَهُمْ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: "قُلْتُ لِعَلِيٍّ -رضي الله عنه-: هَلْ عِنْدَكُمْ شَىْءٌ مِنَ الْوَحْيِ إِلاَّ مَا فِي كِتَابِ اللَّهِ؟ قَالَ: لاَ وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ، مَا أَعْلَمُهُ إِلاَّ فَهْمًا يُعْطِيهِ اللَّهُ رَجُلاً فِي الْقُرْآنِ، وَمَا فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ.
قُلْتُ: وَمَا فِي الصَّحِيفَةِ قَالَ: الْعَقْلُ، وَفَكَاكُ الأَسِيرِ، وَأَنْ لاَ يُقْتَلَ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ".

وبه قال: ( حدّثنا أحمد بن يونس) هو أحمد بن عبد الله بن يونس التميمي اليربوعي الكوفي قال: ( حدّثنا زهير) هو ابن معاوية أبو خيثمة الجعفي الكوفي قال: ( حدّثنا مطرف) بضم الميم وفتح
الطاء المهملة وكسر الراء المشدّدة بعدها فاء ابن طريف الحارثي الكوفي ( أن عامرًا) الشعبي ( حدّثهم عن أبي جحيفة) بضم الجيم وفتح الحاء المهملة وبعد التحتية الساكنة فاء وهب بن عبد الله السوائي ( -رضي الله عنه-) أنه ( قال: قلت لعلي -رضي الله عنه- هل عندكم) أهل البيت النبوي ( شيء من الوحي) خصّكم به النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دون غيركم كما تزعم الشيعة ( إلا ما في كتاب الله؟ قال) عليّ ( لا والذي فلق الحبة) أي شقها في الأرض حتى نبتت ثم أثمرت فكان منها حب كثير ( وبرأ النسمة) أي خلقها ( وما أعلمه) عندنا ( إلا فهمًا) بسكون الهاء وفتحها والنصب ولأبي ذر إلا فهم بالرفع وفتح الهاء وسكونها قاله ابن سيده ( يعطيه الله رجلاً في القرآن) فيه جواز استخراج العالم من القرآن بفهمه ما لم يكن منقولاً عن المفسرين إذا وافق أصول الشريعة وهذا فيه تأييد لقول إمام دار الهجرة مالك رحمه الله ليس العلم بكثرة الرواية وإنما هو نور وفهم يضعه الله في قلب من يشاء ( وما في هذه الصحيفة) وهي الورقة المكتوبة وكانت معلقة بقبضة سيفه وعند النسائي فأخرج كتابًا من قراب سيفه.
قال أبو جحيفة ( قلت) لعليّ -رضي الله عنه- ( وما) أي أيّ شيء ( في) هذه ( الصحيفة؟ قال) : فيها ( العقل) أي حكم العقل وهو الدية أي أحكامها ومقاديرها وأصنافها وأسنانها ( وفكاك الأسير) وهو ما يحصل به خلاصه ( وأن لا يقتل مسلم بكافر) أي: وفي الصحيفة حكم العقل وحكم تحريم قتل المسلم بالكافر، وهذا مذهب الجمهور خلافًا للحنفية مستدلين بأنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قتل مسلمًا بمعاهد رواه الدارقطني لكنه حديث ضعيف لا يحتج به.

وهذا الحديث سبق في باب كتابة العلم من كتاب العلم.