فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب ترك القيام للمريض

باب تَرْكِ الْقِيَامِ لِلْمَرِيضِ
( باب ترك القيام) أي: قيام الليل ( للمريض) .


[ قــ :1085 ... غــ : 1124 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَسْوَدِ قَالَ سَمِعْتُ جُنْدَبًا يَقُولُ: "اشْتَكَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَلَمْ يَقُمْ لَيْلَةً أَوْ لَيْلَتَيْنِ".
[الحديث 1124 - أطرافه في: 1125، 4950، 4951، 4983] .

وبه قال: ( حدّثنا أبو نعيم) الفضل بن دكين ( قال: حدّثنا سفيان) الثوري ( عن الأسود) بن قيس ( قال: سمعت جندبًا) بضم الجيم وسكون النون وفتح الدال وضمها آخره موحدة، ابن عبد الله البجلي ( يقول) :
( اشتكى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) أي: مرض، ( فلم يقم) لصلاة الليل ( ليلة أو ليلتين) نصب على الظرفية.

وزاد في فضائل القرآن: فأتته امرأة فقالت: يا محمد! ما أرى شيطانك إلا قد تركك، فأنزل الله تعالى { وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ} إلى قوله: { وَمَا قَلَى} ورواته الأربعة كوفيون، وفيه: التحديث والعنعنة والسماع والقول، وأخرجه في قيام الليل أيضًا، وفضائل القرآن، والتفسير.
ومسلم في المغازي، والترمذي، والنسائي في التعبير.





[ قــ :1086 ... غــ : 115 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ قَالَ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ جُنْدَبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنه- قَالَ: "احْتَبَسَ جِبْرِيلُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَبْطَأَ عَلَيْهِ شَيْطَانُهُ"، فَنَزَلَتْ: { وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} .

وبه قال: ( حدّثنا محمد بن كثير) بالمثلثة ( قال: أخبرنا سفيان) الثوري ( عن الأسود بن قيس، عن جندب بن عبد الله) البجلي ( رضي الله عنه، قال احتبس جبريل -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، على) ولأبي ذر، والأصيلي: عن ( النبي،-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقالت امرأة من قريش) هي: أم جميل بنت حرب أخت أبي سفيان، امرأة أبي لهب { حمالة الحطب} [المسد: 4] كما رواه الحاكم: ( أبطأ عليه شيطانه) برفع النون فاعل، أبطأ ( فنزلت) سورة ( { والضحى} ) صدر النهار، أو: النهار كله ( { والليل إذا سجى} ) أقبل بظلامه ( { ما ودعك} ) جواب القسم، أي ما قطعك ( { ربك وما قلى} ) [الضحى: 1 - ] أي: ما قلاك، أي: ما أبغضك.

وهذا الحديث قد رواه شعبة عن الأسود بلفظ آخر أخرجه المصنف في التفسير، قال: قالت امرأة: يا رسول الله ما أرى صاحبك إلا أبطأ عنك، قال في الفتح: وهذه المرأة فيما يظهر لي غير المرأة المذكورة في حديث سفيان، لأن هذه عبرت بقولها: صاحبك، وتلك، عبرت بقولها: شيطانك.
وهذه عبرت بقولها: يا رسول الله وتلك عبرت بقولها: يا محمد، وسياق هذه يشعر بأنها قالته توجعًا وتأسفًا، وتلك قالته شماتة وتهكمًا.

وفي تفسير بقيّ بن مخلد، قال: قالت خديجة للنبي، -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، حين أبطأ عليه الوحي: إن ربك قد قلاك، فنزلت: { والضحى} .

وأخرجه إسماعيل القاضي في أحكامه، والطبري في تفسيره، وأبو داود في أعلام النبوة وإسناد قويّ وتعقب بالإنكار، لأن خديجة قوية الإيمان لا يليق نسبة هذا القول إليها.

وأجيب: بأنه ليس فيه ما ينكر، لأن المستنكر قول المرأة: شيطانك، وليست عند أحد منهم.

وفي رواية إسماعيل القاضي، وغيره: ما أرى صاحبك، بدل: ربك، والظاهر أنها عنت بذلك: جبريل عليه السلام.

فإن قلت: ما موضع الترجمة من الحديث؟
أجيب: بأنه من حيث كونه تتمة الحديث السابق، وذلك أنه أراد أن ينبه على أن الحديث واحد لاتحاد مخرجه، وإن كان السبب مختلفًا.

وعند ابن أبي حاتم عن جندب: رمى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بحجر في أصبعه، فقال:
هل أنت إلا أصبع دميتِ ... وفي سبيل الله ما لقيتِ

قال: فمكث ليلتين أو ثلاثًا لم يقم، فقالت له امرأة: ما أرى شيطانك إلا قد تركك، فنزلت { وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: 1 - 3] .