فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب: أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، وأحب الصيام إلى الله صيام داود: كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يوما ويفطر يوما

باب أَحَبُّ الصَّلاَةِ إِلَى اللَّهِ صَلاَةُ دَاوُدَ، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ: كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ.
وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا قَالَ عَلِيٌّ: وَهْوَ قَوْلُ عَائِشَةَ: "مَا أَلْفَاهُ السَّحَرُ عِنْدِي إِلاَّ نَائِمًا"
هذا ( باب) بالتنوين وسقط لفظ باب للمستملي والكشميهني ( أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، وأحب الصيام إلى الله صيام داود) أحب بمعنى المحبوب وهو قليل إذ غالب أفعل التفضيل أن يكون بمعنى الفاعل ومعنى المحبة هنا إرادة الخير لفاعل ذلك ( كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه) في الوقت الذي ينادي فيه الرب عز وجل: هل من سائل هل من مستغفر، ( وينام سدسه) الأخير ليستريح من نصب القيام في بقية الليل ( ويصوم يومًا ويفطر يومًا) وإنما صار ذلك أحب إلى الله تعالى من أجل الأخذ بالرفق على النفوس التي يخشى منها السآمة التي هي سبب إلى ترك العبادة والله تعالى يحب أن يديم فضله ويوالي إحسانه قال في الكواكب.

( قال علي) : غير منسوب.
قال في الفتح: وأظنه ابن عبد الله المديني شيخ المؤلّف ( وهو) أي قوله وينام سدسه ( قول عائشة) -رضي الله عنها- ( ما ألفاه) بالفاء أي ما وجده -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( السحر) رفع على الفاعلية أي لم يجيء السحر والنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( عندي إلاّ) وجده ( نائمًا) بعد القيام وهذا كله ثابت عند المستملي والكشميهني.


[ قــ :3264 ... غــ : 3420 ]
- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ الثَّقَفِيِّ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو قَالَ: «قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ، كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا.
وَأَحَبُّ الصَّلاَةِ إِلَى اللَّهِ صَلاَةُ دَاوُدَ، كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ».

وبه قال: ( حدّثنا قتيبة بن سعيد) أبو رجاء الثقفي مولاهم البلخي قال: ( حدّثنا سفيان) بن
عيينة ( عن عمرو بن دينار) المكي ( عن عمرو بن أوس الثقفي) الطائفي أنه ( سمع عبد الله بن عمرو) يعني ابن العاص ( قال: قال لي رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( أحب الصيام إلى الله صيام داود) عليه السلام ( كان يصوم يومًا ويفطر يومًا) لما فيه من المشقّة ( وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه) لأن النوم بعد القيام يريح البدن ويذهب ضرر السهر.