فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب الوكالة في البدن وتعاهدها

باب الْوَكَالَةِ فِي الْبُدْنِ وَتَعَاهُدِهَا
( باب) حكم ( الوكالة في) أمر ( البدن) التي تهدى ( و) حكم ( تعاهدها) .


[ قــ :2220 ... غــ : 2317 ]
- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ: "قَالَتْ عَائِشَةُ -رضي الله عنها- أَنَا فَتَلْتُ قَلاَئِدَ هَدْيِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدَىَّ، ثُمَّ قَلَّدَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدَيْهِ، ثُمَّ بَعَثَ بِهَا مَعَ أَبِي، فَلَمْ يَحْرُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَىْءٌ أَحَلَّهُ اللَّهُ لَهُ حَتَّى نُحِرَ الْهَدْيُ".

وبه قال: ( حدّثنا إسماعيل بن عبد الله) الأويسي المدني ابن أخت الإمام مالك ( قال: حدّثني) بالإفراد ( مالك) هو ابن أنس إمام دار الهجرة ( عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم) بفتح الحاء المهملة وسكون الزاي ( عن) خالته ( عمرة بنت عبد الرحمن) الأنصارية ( أنها أخبرته قالت عائشة) -رضي الله عنها-: ( أنا فتلت قلائد هدي رسول الله-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بيدي) بتشديد الياء على التثنية.
وهذا الحديث ساقه هنا مختصرًا، وفي باب من قلد القلائد بيده من كتاب الحج أطول من هذا ولفظه: عن عمرة بنت عبد الرحمن أنها أخبرته أن زياد بن أبي سفيان كتب إلى عائشة -رضي الله عنها- أن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: من أهدى هديًا حرم عليه ما يحرم على الحاج حتى ينحر هديه.
قالت عمرة فقالت عائشة -رضي الله عنها-: ليس كما قال ابن عباس أنا فتلت قلائد هدي رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بيديّ.

( ثم قلدها رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بيديه) بالتثنية ( ثم بعث) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( بها) أي بالهدي وأنّث الضمير باعتبار البدنة لأن هديه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الذي بعث به كان بدنة ( مع أبي) أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- سنة تسع عام

حج أبو بكر -رضي الله عنه- بالناس ( فلم يحرم على رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شيء أحلّه الله له حتى نحر الهدي) بضم النون مبنيًا للمجهول والهدي رفع نائب عن الفاعل أي حتى نحره أبو بكر -رضي الله عنه-، والحديث ظاهر فيما ترجم له من الوكالة في البدن وأما تعاهدها فيحتمل أن يكون من مباشرة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إياها بنفسه حتى قلدها بيده.