فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب مناقب سعد بن أبي وقاص الزهري وبنو زهرة أخوال

باب مَنَاقِبُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيِّ وَبَنُو زُهْرَةَ أَخْوَالُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهْوَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ
( باب مناقب سعد بن أبي وقاص) -رضي الله عنه- بتشديد القاف ( الزهري.
وبنو زهرة أخوال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-)
لأن أمه آمنة منهم وأقارب الأم أخوال ( وهو سعد بن مالك) يريد أن اسم أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرّة، يجتمع مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في كلاب بن
مرة، وأهيب جدّ سعد عمّ آمنة أم رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أخو أبيها وهب، وأم وهب حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس بنت عم أبي سفيان بن حرب وشهد بدرًا والحديبية وسائر المشاهد، وهو أحد الستة الذين جعل عمر فيهم الشورى، وكان مجاب الدعوة مشهورًا بذلك تجاب دعوته وترجى، وتوفي سنة خمس وخمسين عن ثلاث وثمانين سنة، وسقط باب لأبي ذر فقوله مناقب مرفوع.


[ قــ :3552 ... غــ : 3725 ]
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ قَالَ سَمِعْتُ يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا يَقُولُ: "جَمَعَ لِي النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَبَوَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ".
[الحديث 3725 - أطرافه في: 4055، 4056، 4057] .

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد، ولأبي ذر: حدّثنا ( محمد بن المثنى) العنزي قال: ( حدّثنا عبد الوهاب) بن عبد المجيد الثقفي ( قال: سمعت يحيي) بن إسماعيل القطان ( قال: سمعت سعيد بن المسيب قال: سمعت سعدًا) هو ابن أبي وقاص -رضي الله عنه- ( يقول) : ( جمع لي النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) في التفدية ( أبويه) فقال: "فداك أبي وأمي" ( يوم أُحُد) كما فعل ذلك للزبير.

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في المغازي، ومسلم في الفضائل، والترمذي في الاستئذان والمناقب، والنسائي في السُّنّة.




[ قــ :3553 ... غــ : 376 ]
- حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَأَنَا ثُلُثُ الإِسْلاَمِ".
[الحديث 376 - طرفاه في: 377، 3858] .

وبه قال: ( حدّثنا مكي بن إبراهيم) الحنظلي، ولأبي ذر المكي بن إبراهيم بزيادة أل قال:
( حدّثنا هشام بن هاشم) بكسر الهاء بعدها معجمة في الأول كذا في فرع اليونينية وفي غيره بفتح الهاء فألف فشين كالثاني المتفق عليه وهو الذي في اليونينية فالظاهر أن الذي في الفرع سهو وهو ابن عتبة بن أبي وقاص الزهري ( عن عامر بن سعد) بسكون العين ( عن أبيه) سعد بن أبي وقاص أنه ( قال) : والله ( لقد رأيتني وأنا ثلث الإسلام) أي أنه كان ثالث من أسلم أوّلاً أي من الرجال.




[ قــ :3554 ... غــ : 377 ]
- حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ: سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ يَقُولُ: "مَا أَسْلَمَ أَحَدٌ إِلاَّ فِي الْيَوْمِ الَّذِي أَسْلَمْتُ فِيهِ، وَلَقَدْ مَكَثْتُ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَإِنِّي لَثُلُثُ الإِسْلاَمِ".
تَابَعَهُ أَبُو أُسَامَةَ حَدَّثَنَا هَاشِمٌ.

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد، ولأبي ذر: حدّثنا ( إبراهيم بن موسى) الفرّاء الصغير الرازي قال: ( أخبرنا ابن أبي زائدة) هو يحيى بن زكريا بن أبي زائدة واسمه ميمون الهمداني الكوفي قال: ( حدّثنا هاشم بن هاشم بن عتبة) بفتح الهاء بعدها ألف في الاثنين وعتبة بضم العين المهملة
وسكون الفوقية بعدها موحدة ( ابن أبي وقاص قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: سمعت سعد بن أبي وقاص) -رضي الله عنه- ( يقول: ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه) قاله بحسب ما علمه، وإلاّ فقد أسلم قبله غيره ( ولقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام) وهذا محمول على الأحرار البالغين لتخرج خديجة وعليّ، أو قاله بحسب ما اطلع عليه لأن من أسلم إذ ذاك كان يخفي إسلامه.
وقال أبو عمر بن عبد البرّ: إنه أسلم قديمًا بعد ستة هو سابعهم وهو ابن سبع عشرة سنة قبل أن تفرض الصلاة على يد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- ( تابعه) أي تابع ابن أبي زائدة ( أبو أسامة) حماد بن أسامة قال: ( حدّثنا هاشم) هو ابن هاشم بن عتبة السابق، وهذه المتابعة وصلها المؤلّف في إسلام سعد.




[ قــ :3555 ... غــ : 378 ]
- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعْدًا -رضي الله عنه- يَقُولُ: "إِنِّي لأَوَّلُ الْعَرَبِ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَكُنَّا نَغْزُو مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَا لَنَا طَعَامٌ إِلاَّ وَرَقُ الشَّجَرِ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَنَا لَيَضَعُ كَمَا يَضَعُ الْبَعِيرُ أَوِ الشَّاةُ مَا لَهُ خِلْطٌ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِي عَلَى الإِسْلاَمِ لَقَدْ خِبْتُ إِذًا وَضَلَّ عَمَلِي.
وَكَانُوا وَشَوْا بِهِ إِلَى عُمَرَ قَالُوا: لاَ يُحْسِنُ يُصَلِّي".

وبه قال: ( حدّثنا عمرو بن عون) بفتح العين فيهما وبالنون في آخره ابن أوس الواسطي البزاز قال: ( حدّثنا خالد بن عبد الله) الواسطي ( عن إسماعيل) بن أبي خالد البجلي ( عن قيس) هو ابن أبي حازم أنه ( قال: سمعت سعدًا) هو ابن أبي وقاص ( -رضي الله عنه- يقول) : ( إني لأوّل العرب رمى بسهم في سبيل الله) عز وجل، وذلك في سرية عبيدة بضم العين ابن الحرث بن المطلب بن عبد مناف الذي بعثه فيها رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في ستين راكبًا من المهاجرين فيهم سعد بن أبي وقاص إلى رابع ليلقوا عيرًا لقريش في السنة الأولى من الهجرة فتراموا بالسهام فكان سعد أول من رمى في سبيل الله، قال: ( وكنا نغزو مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وما لنا طعام إلاّ ورق الشجر حتى أن أحدنا ليضع) عند قضاء الحاجة ( كما يضع البعير أو الشاة) أي نحوهم يخرج منهم مثل البعر ليبسه وعدم الغذاء المألوف ( ما له خلط) بكسر الخاء المعجمة وسكون اللام أي لا يختلط بعضه ببعض لجفافه ( ثم أصبحت بنو أسد تعزرني) بعين مهملة فزاي فراء تؤذيني من التأديب ( على الإسلام) أو تعلمني الصلاة أو تعيرني بأني لا أحسنها فعبّر عن الصلاة بالإسلام كما عبّر عنها بالإيمان في قوله تعالى: { وما كان الله ليضيع إيمانكم} [البقرة: 143] .
إيذانًا بأنها عماد الدين ورأس الإسلام ( لقد خبت إذًا) بالتنوين ( وضلّ عملي) مع سابقتي في الإسلام إن كنت لم أحسن الصلاة وأفتقر إلى تعليم بني أسد ( وكانوا وشوا) بفتح الواو والشين المعجمة وسكون الواو ( به) بسعد ( إلى عمر) بن الخطاب -رضي الله عنه- ( قالوا: لا يحسن يصلّي) وقصته مع الذين زعموا أنه لا يحسن الصلاة مرت في صفة الصلاة.

وهذا الحديث أخرجه في الأطعمة والرقاق، ومسلم في آخر الكتاب، والترمذي في الزهد،
والنسائي في المناقب والرقاق، وابن ماجه في السنن.