فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب ما يجوز أن يخلو الرجل بالمرأة عند الناس

باب مَا يَجُوزُ أَنْ يَخْلُوَ الرَّجُلُ بِالْمَرْأَةِ عِنْدَ النَّاسِ
( باب ما يجوز أن يخلو الرجل) الأمين ( بالمرأة) الأجنبية في ناحية ( عند الناس) لتسأله عن بواطن أمرها في دينها وغيره من أحوالها سرًّا حتى لا يسمع الناس ذلك إذ هو من الامور التي تستحيي المرأة من ذكرها بين الناس وليس المراد أنه يخلو بها بحيث تحتجب أشخاصهما عنهم.


[ قــ :4956 ... غــ : 5234 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ هِشَامٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَخَلاَ بِهَا، فَقَالَ: «وَاللَّهِ إِنَّكُنَّ لأَحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ».

وبه قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر حدّثني بالإفراد ( محمد بن بشار) بفتح الموحدة والشين المعجمة المشددة ابن عثمان العبدي الملقب ببندار قال: ( حدّثنا غندر) محمد بن جعفر قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج ( عن هشام) هو ابن زيد بن أنس أنه ( قال: سمعت أنس بن مالك -رضي الله عنه-) أنه ( قال: جاءت امرأة من الأنصار) قال الحافظ ابن حجر: لم أعرفها، وزاد بهز في فضائل الأنصار ومعها صبي لها ( إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فخلا بها) رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بحيث لا يسمع من حضر شكواها لا بحيث غاب عن أبصار من كان معه وفي مسلم أن امرأة كان في عقلها شيء قالت: يا رسول الله إن لي إليك حاجة فقال: "يا أم فلان انظري أيّ السكك شئت حتى أقضي لك حاجتك" ( فقال) لها عليه الصلاة والسلام:
( والله إنكن) بنون النسوة ولأبي ذر إنكم بالميم بدل النون ( لأحب الناس إليّ) يريد الأنصار، وفيه فضيلة عظيمة لهم وأن مفاوضة الأجنبية سرًّا لا تقدح في الدين عند أمن الفتنة وسعة حلمه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وتواضعه.