فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب

باب ذِكْرُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ
( باب ذكر أسامة بن زيد) قال البرماوي كالكرماني: إنما لم يقل مناقب كما قال فيما سبق لأن المذكور في الباب أعم من المناقب كالحديث الثاني، وسقط باب لأبي ذر فاللاحق مرفوع.


[ قــ :3559 ... غــ : 3732 ]
- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- "أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَخْزُومِيَّةِ فَقَالُوا: مَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلاَّ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-".

وبه قال: ( حدّثنا قتيبة بن سعيد) أبو رجاء الثقفي مولاهم البغلاني وسقط ابن سعيد لأبي ذر قال: ( حدّثنا ليث) هو ابن سعد الإمام ( عن الزهري) محمد بن مسلم بن شهاب ( عن
عروة)
بن الزبير ( عن عائشة -رضي الله عنها- أن قريشًا أهمهم شأن المخزومية) فاطمة بنت الأسود التي سرقت حليًّا في غزوة الفتح ( فقالوا: من يجترئ) يتجاسر بطريق الادلال ( عليه) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( إلا أسامة بن زيد حِب رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) بكسر حاء حب أي محبوبه، وقد مرّ في ذكر بني إسرائيل.




[ قــ :3559 ... غــ : 3733 ]
- وحَدَّثَنَا عَلِيٌّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: ذَهَبْتُ أَسْأَلُ الزُّهْرِيَّ عَنْ حَدِيثِ الْمَخْزُومِيَّةِ فَصَاحَ بِي،.

قُلْتُ لِسُفْيَانَ: فَلَمْ تَحْتَمِلْهُ عَنْ أَحَدٍ؟ قَالَ: وَجَدْتُهُ فِي كِتَابٍ كَانَ كَتَبَهُ أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها- «أَنَّ امْرَأَةً مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ سَرَقَتْ، فَقَالُوا: مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ فَلَمْ يَجْتَرِئْ أَحَدٌ أَنْ يُكَلِّمَهُ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، فَقَالَ: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فيهمُ الضَّعِيفُ قَطَعُوهُ.
لَوْ كَانَتْ فَاطِمَةُ لَقَطَعْتُ يَدَهَا».

وبه قال: ( وحدّثنا علي) هو ابن عبد الله المديني قال: ( حدّثنا سفيان) بن عيينة ( قال: ذهبت أسأل الزهري) محمد بن مسلم بن شهاب ( عن حديث المخزومية) فاطمة ( فصاح بي) قال عليّ ( قلت: لسفيان) بن عيينة ( فلم تحتمله) ولأبي ذر: فلم تحمله أي فلم ترو حديث المخزومية ( عن أحد.
قال)
: سفيان ( وجدته) أي حديثها ( في كتاب كان كتبه أيوب بن موسى) بن عمرو بن سعيد بن العاصي الأموي ( عن الزهري) محمد ( عن عروة) بن الزبير ( عن عائشة -رضي الله عنها- أن امرأة) تسمى فاطمة ( من بني مخزوم سرقت) حليًّا ( فقالوا: منَ يكلم فيها النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟) حتى لا يقطع يدها ( فلم يجترئ) يجسر ( أحد أن يكلمه) في ذلك ( فكلمه أسامة بن زيد فقال) : عليه الصلاة والسلام له ولغيره.

( إن بني إسرائيل كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه) فلم يقطعوا يده ( وإذا سرق فيهم الضعيف قطعوه) ثبت قوله فيهم لأبي ذر عن الكشميهني ( لو كانت) أي السارقة ( فاطمة) بنته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سرقت ( لقطعت يدها) وخصّ المثل بفاطمة -رضي الله عنها- لأنها كانت أعز أهله وفيه منقبة عظيمة ظاهرة لأسامة.

هذا ( باب) بالتنوين وسقط لفظ باب لأبي ذر بغير ترجمة.




[ قــ :3560 ... غــ : 3734 ]
- حَدَّثَنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَبَّادٍ يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ حَدَّثَنَا الْمَاجِشُونُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: "نَظَرَ ابْنُ عُمَرَ يَوْمًا -وَهْوَ فِي الْمَسْجِدِ- إِلَى رَجُلٍ يَسْحَبُ ثِيَابَهُ فِي نَاحِيَةٍ مِنَ الْمَسْجِدِ فَقَالَ: انْظُرْ مَنْ هَذَا؟ لَيْتَ هَذَا عِنْدِي.
قَالَ لَهُ إِنْسَانٌ: أَمَا تَعْرِفُ هَذَا يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ أُسَامَةَ.
قَالَ: فَطَأْطَأَ ابْنُ عُمَرَ رَأْسَهُ وَنَقَرَ بِيَدَيْهِ فِي الأَرْضِ، ثُمَّ قَالَ: لَوْ رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأَحَبَّهُ".

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد، ولأبي ذر: حدّثنا ( الحسن بن محمد) بفتح الحاء ابن الصباح
الزعفراني ( قال: حدّثنا أبو عباد يحيي بن عباد) بفتح العين وتشديد الموحدة فيهما الضبعي البصري قال: ( حدّثنا الماجشون) عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة قال: ( أخبرنا عبد الله بن دينار قال: نظر ابن عمر يومًا وهو في المسجد) الواو للحال ( إلى رجل يسحب ثيابه) بالمثناة التحتية وثيابه نصب على المفعولية، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: تسحب بالمثناة الفوقية ثيابه رفع على الفاعلية ( في ناحية من المسجد فقال: انظر من هذا ليت هذا عندي) بالنون أي قريبًا مني حتى أنصحه رأيي.
وقال في الفتح: وقد روي بالباء الموحدة من العبودية قال: وكأنه على ما قيل كان أسود اللون ( قال له) : أي لابن عمر ( إنسان) : لم يقف الحافظ ابن حجر على اسمه ( أما) بتخفيف الميم ( تعرف هذا يا أبا عبد الرحمن؟) وهي كنية عبد الله بن عمر ( هذا محمد بن أسامة) بن زيد بن حارثة ( قال) : ابن دينار ( فطأطأ ابن عمر) أي خفض ( رأسه ونقر بيديه في الأرض) بالقاف المخففة ويديه بالتثنية فعل ذلك تعظيمًا له ( ثم قال: لو رآه رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأحبه) كحبه لأسامة وأبيه زيد.

وهذا الحديث من أفراده.




[ قــ :3561 ... غــ : 3735 ]
- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ -رضي الله عنهما- حَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «أَنَّهُ كَانَ يَأْخُذُهُ وَالْحَسَنَ فَيَقُولُ: اللَّهُمَّ أَحِبَّهُمَا فَإِنِّي أُحِبُّهُمَا».
[الحديث 3735 - طرفاه في: 3747، 6003] .

وبه قال: ( حدّثنا موسى بن إسماعيل) التبوذكي قال: ( حدّثنا معتمر قال: سمعت أبي) سليمان قال: ( حدّثنا أبو عثمان) عبد الرحمن النهدي ( عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما-) أنه ( حدّث النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه كان يأخذه والحسن) بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- ( فيقول) :
( اللهم أحبهما) بفتح الهمزة وكسر الحاء المهملة وفتح الموحدة المشددة ( فإني أحبهما) بضم الهمزة والموحدة وهذه منقبة عظيمة لأسامة والحسن.

وهذا الحديث أخرجه المؤلّف أيضًا في فضائل الحسن والأدب والنسائي في المناقب.




[ قــ :356 ... غــ : 3736 ]
- وَقَالَ نُعَيْمٌ عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي مَوْلًى لأُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ أَيْمَنَ ابْنِ أُمِّ أَيْمَنَ -وَكَانَ أَيْمَنُ ابْنُ أُمِّ أَيْمَنَ أَخَا أُسَامَةَ لأُمِّهِ- وَهْوَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَرَآهُ ابْنُ عُمَرَ لَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهُ وَلاَ سُجُودَهُ فَقَالَ أَعِدْ".
[الحديث 3736 - طرفه في: 3737] .

( وقال نعيم) : بضم النون وفتح العين المهملة ابن حماد بن معاوية شيخ المؤلّف ( عن ابن المبارك) عبد الله قال: ( أخبرنا معمر) بفتح الميمين بينهما عين مهملة ساكنة ابن رشاد ( عن الزهري) محمد بن مسلم الزهري أنه قال: ( أخبرني) بالإفراد ( مولى) بالتنوين ( لأسامة بن زيد) هو
حرملة بفتح الحاء وسكون الراء وفتح الميم ( أن الحجاج) بفتح الحاء وتشديد الجيم الأولى ( ابن أيمن) بن عبيد ( ابن أم أيمن) حاضنة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- واسمها بركة ونسب أيمن إلى أمه لأنها كانت أشهر من أبيه عبيد بضم العين ابن عمر وبفتحها ابن هلال الخزرجي الأنصاري ولشرفها بحضانته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( وكان أيمن ابن أم أيمن) والد الحجاج ( أخا أسامة بن زيد) لأمه أم أيمن لأن زيد بن حارثة كان تزوجها بعد عبيدة فولدت له أسامة ( وهو) أي أيمن ( رجل من الأنصار فرآه) بالفاء عطفًا على مقدر تقديره أن الحجاج بن أيمن دخل المسجد فصلّى فرآه ( ابن عمر لم يتم ركوعه ولا سجوده) سقط لأبي ذر ولا سجوده ( فقال) : ابن عمر له ( أعِد) صلاتك.




[ قــ :356 ... غــ : 3737 ]
- قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَحَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بن مسلم حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَمِرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ مَوْلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ بَيْنَمَا هُوَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ إِذْ دَخَلَ الْحَجَّاجُ بْنُ أَيْمَنَ، فَلَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهُ وَلاَ سُجُودَهُ فَقَالَ: أَعِدْ.
فَلَمَّا وَلَّى قَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ: مَنْ هَذَا؟ قُلْتُ: الْحَجَّاجُ بْنُ أَيْمَنَ ابْنِ أُمِّ أَيْمَنَ.
فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: لَوْ رَأَى هَذَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأَحَبَّهُ.
فَذَكَرَ حُبَّهُ وَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّ أَيْمَنَ".

قَالَ: وزادَني بَعْضُ أَصْحَابِي عَنْ سُلَيْمَانَ "وَكَانَتْ حَاضِنَةَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-".

( قال أبو عبد الله) أي البخاري وهذا ساقط لأبي ذر ( وحدّثني) بالإفراد ( سليمان بن عبد الرحمن) بالمعروف بابن ابنة شرحبيل أبو أيوب الدمشقي قال: ( حدّثنا الوليد بن مسلم) القرشي الأموي الدمشقي، وثبت ابن مسلم لأبي ذر قال: ( حدّثنا عبد الرحمن بن نمر) بفتح النون وكسر الميم اليحصبي الدمشقي ( عن الزهري) محمد بن مسلم بن شهاب قال: ( حدّثني) بالإفراد ( حرملة) بفتح الحاء المهملة وسكون الراء وفتح الميم ( مولى أسامة بن زيد أنه بينما) بالميم ( هو مع عبد الله بن عمر) -رضي الله عنه- قيل فيه تجريد كان حق حرملة أن يقول: بينما أنا فجرد من نفسه شخصًا فقال: بينما هو وقيل التفات من الحاضر إلى الغائب ( إذ دخل الحجاج بن أيمن) المسجد فصلّى، ولأبي ذر عن الكشميهني الحجاج بن الأيمن ابن أم أيمن ( فلم يتم ركوعه ولا سجوده فقال) : له ابن عمر: ( أعِد) صلاتك ( فلما ولى) الحجاج ( قال لي ابن عمر) : يا حرملة ( من هذا؟) الذي صلّى ( قلت) له هو ( الحجاج بن أيمن ابن أم أيمن) بركة بنت ثعلبة أسلمت قديمًا ( فقال ابن عمر: لو رأى هذا) يعني الحجاج ( رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأحبه) لمحبة أيمن وأمه ( فذكر حبه وما ولدته أم أيمن) من ذكر وأنثى، وقوله وما بواو العطف في الفرع وعزاها في الفتح لرواية أبي ذر والضمير على هذا في قوله فذكر حبه لأسامة أي ميله، وضبب في اليونينية على واو وما ولغير أبي ذر فذكر حبه ما ولدته فحذف الواو فالضمير على هذا للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وما ولدته هو المفعول.

( قال) : أي البخاري ( وحدّثني) ولأبي ذر زادني بغير واو وهي بدل وحدّثني ولغيره وزادني ( بعض أصحابي) هو يعقوب بن سفيان أو الذهلي فإن كلاًّ منهما كما قاله في الفتح أخرجه ( عن
سليمان)
بن عبد الرحمن المذكور ( وكانت) أي أم أيمن ( حاضنة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) قال ابن حجر: وكأن هذا القدر لم يسمعه البخاري من سليمان فحمله عن بعض أصحابه فبين ما سمعه مما لم يسمعه.