فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب إذا نذر، أو حلف: أن لا يكلم إنسانا في الجاهلية، ثم أسلم

باب إِذَا نَذَرَ أَوْ حَلَفَ أَنْ لاَ يُكَلِّمَ إِنْسَانًا فِى الْجَاهِلِيَّةِ ثُمَّ أَسْلَمَ
هذا ( باب) بالتنوين يذكر فيه ( إذا نذر) شخص ( أو حلف أن لا يكلم إنسانًا في الجاهلية) قبل الإسلام ( ثم أسلم) الناذر هل يجب عليه الوفاء أو لا؟

[ قــ :6347 ... غــ : 6697 ]
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَبُو الْحَسَنِ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى نَذَرْتُ فِى الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ أَعْتَكِفَ لَيْلَةً فِى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ قَالَ: «أَوْفِ بِنَذْرِكَ».

وبه قال: ( حدّثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن) المروزي قال: ( أخبرنا عبد الله) بن المبارك المروزي قال: ( أخبرنا عبيد الله بن عمر) بضم العين فيهما العمري ( عن نافع) مولى ابن عمر ( عن ابن عمر أن) أباه ( عمر) -رضي الله عنهما- ( قال: يا رسول الله إني نذرت في الجاهلية) أي الحال التي كنت عليها قبل الإِسلام من الجهل بالله ورسوله وشرائع الدين وغير ذلك ( أن أعتكف) أي الاعتكاف ( ليلة) لا يعارضه رواية يوفما لأن اليوم يطلق على مطلق الزمان ليلاً كان أو نهارًا أو أن النذر كان ليوم وليلة، ولكن يكتفى بذكر أحدهما عن ذكر الآخر فرواية يوم أي بليلته ورواية ليلة أي مع يومها، فعلى الأول يكون حجة على من شرط الصوم في الاعتكاف لأن الليل ليس محلاًّ للصوم ( في المسجد الحرام) حول الكعبة ولم يكن إذ ذاك جدار يحوط عليها ( قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- له:
( أوف بنذرك) بفتح الهمزة وهذا تمسك به من قال بصحة نذر الكافر ومن منع وهو الصحيح يحمل الحديث على أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لم يأمره بالاعتكاف إلا تشبيهًا بما نذر لا عين ما نذر وتسميته بالنذر من مجاز التشبيه أو من مجاز الحذف.

والحديث سبق في آخر الاعتكاف وسبق في غزوة حنين تعيين زمن سؤال عمر ولفظه لما قفلنا من حنين سأل عمر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن نذر كان نذره في الجاهلية اعتكاف وفي فرض الخمس قال عمر: فلم أعتكف حتى كان بعد حنين.