فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب

باب مَنَاقِبُ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ -رضي الله عنه-
( باب مناقب خالد بن الوليد) بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بفتح التحتية والقاف والظاء المشالة ابن مرة بن كعب، يجتمع مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومع أبي بكر في مرة بن كعب، ويكنى أبا سليمان أسلم في هدنة الحديبية وعزماته يوم مؤتة وفي الردة وبدء فتوح العراق وجميع فتوح الشام أكثر من أن تحصى إذ كان له فيها العناء العظيم الحفيل والبلاء الحسن الجميل، وتوفي بحمص سنة إحدى وعشرين حتف أنفه وعمره بضع وأربعون سنة ( -رضي الله عنه-) وسقط باب لأبي ذر.


[ قــ :3580 ... غــ : 3757 ]
- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ وَاقِدٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه-: «أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَعَى زَيْدًا وَجَعْفَرًا وَابْنَ رَوَاحَةَ لِلنَّاسِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ فَقَالَ: أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَ ابْنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ وَعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ - حَتَّى أَخَذَها سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ».

وبه قال: ( حدّثنا أحمد بن واقد) بالقاف المكسورة والدال المهملة أبو يحيى الأسدي مولاهم الحراني واسم أبيه عبد الملك ونسبه لجده قال: ( حدّثنا حماد بن زيد) أي ابن درهم الجهضمي أبو إسماعيل البصري ( عن أيوب) السختياني ( عن حميد بن هلال) العدوي أبي نصر البصري الثقة العالم لكن توقف فيه ابن سيرين لدخوله في عمل السلطان ( عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نعى زيدًا) أي ابن حارثة ( وجعفرًا) أي ابن أبي طالب ( وابن رواحة) بفتح الراء والواو المخففة عبد الله ( للناس) أي أخبرهم بموتهم في غزوة مؤتة ( قبل أن يأتيهم خبرهم) وذلك أنه عليه الصلاة والسلام أرسل سرية إليها واستعمل عليهم زيدًا وقال: إن أصيب فجعفر فإن أصيب فابن رواحة فخرجوا وهم ثلاثة آلاف فتلاقوا مع الكفار فاقتتلوا فكان كما قال عليه الصلاة والسلام ( فقال) :
( أخد الراية زيد فأصيب) أي قتل ( ثم أخذ جعفر) بإسقاط ضمير المفعول ولأبي ذر عن الكشميهني ثم أخذها جعفر ( فأصيب) بإسقاط الضمير قال ذلك ( وعيناه) عليه الصلاة والسلام ( تذرفان) بذال معجمة وراء مكسورة وفاء تسيلان بالدموع ( حتى أخذ سيف) بإسقاط المفعول ولأبي ذر عن الكشميهني حتى أخذها سيف ( من سيوف الله) عز وجل.
وفي الجنائز فأخذها خالد بن الوليد من غير إمرة أي من غير تأمير منه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لكنه رأى المصلحة في ذلك فأخذ الراية ( حتى فتح الله عليهم) على يد خالد، فانحاز بالمسلمين حتى رجعوا سالمين.
وفي حديث أبي قتادة ثم قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اللهم إنه سيف من سيوفك فأنت تنصره" فمن يومئذٍ سمي سيف الله.

وفي حديث عبد الله بن أبي أوفى مما أخرجه الحاكم وابن حبان قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لا تؤذوا خالدًا فإنه سيف من سيوف الله صبه على الكفار".

وهذا الحديث قد سبق في الجنائز والجهاد وعلامات النبوة ويأتي إن شاء الله تعالى في المغازي بعون الله وقوته.