فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب الأكسية والخمائص

باب الأَكْسِيَةِ وَالْخَمَائِصِ
( باب الأكسية والخمائص) جمع خميصة بالخاء المعجمة والصاد المهملة كساء من صوف أسود أو خز مربعة لها أعلام.


[ قــ :5502 ... غــ : 5815 - 5816 ]
- حَدَّثَنِى يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِى عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رضى الله عنهم قَالاَ: لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ فَإِذَا اغْتَمَّ كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ فَقَالَ وَهْوَ كَذَلِكَ: «لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا.

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد، ولأبي ذر: بالجمع ( يحيى بن بكير) هو يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي ونسبه لجدّه لشهرته به قال: ( حدّثنا الليث) بن سعد الإمام ( عن عقيل) بضم العين وفتح القاف ابن خالد ( عن ابن شهاب) الزهري أنه ( قال: أخبرني) بالإفراد ( عبيد الله) بضم العين ( ابن عبد الله بن عتبة) بن مسعود ( أن عائشة وعبد الله بن عباس -رضي الله عنهم- قالا: لما نزل برسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) مرض الموت ونزل بفتحتين وفي غير الفرع بضم أوّله مبنيًّا للمجهول ( طفق) بكسر الفاء جعل ( يطرح خميصة له على وجهه) الكريم من الحمى ( فإذا اغتم) باحتباس نفسه ( كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك) الواو للحال.

( لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) حال كونه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( يحذر) أمته ( ما صنعوا) من اتخاذ قبور أنبيائهم مساجد لأنه بالتدريج يصير مثل عبادة الأصنام، والحديث سبق في الجنائز.




[ قــ :5503 ... غــ : 5817 ]
- حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ
عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِى خَمِيصَةٍ لَهُ لَهَا أَعْلاَمٌ فَنَظَرَ إِلَى أَعْلاَمِهَا نَظْرَةً فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: «اذْهَبُوا بِخَمِيصَتِى هَذِهِ إِلَى أَبِى جَهْمٍ فَإِنَّهَا أَلْهَتْنِى آنِفًا عَنْ صَلاَتِى وَائْتُونِى بِأَنْبِجَانِيَّةِ أَبِى جَهْمِ» بْنِ حُذَيْفَةَ بْنِ غَانِمٍ مِنْ بَنِى عَدِىِّ بْنِ كَعْبٍ.

وبه قال: ( حدّثنا موسى بن إسماعيل) التبوذكي قال: ( حدّثنا إبراهيم بن سعد) هو ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال: ( حدّثنا ابن شهاب) محمد بن مسلم ( عن عروة) بن الزبير ( عن عائشة) -رضي الله عنها- أنها ( قالت: صلى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في خميصة له لها أعلام فنظر) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( إلى أعلامها نظرة فلما سلم) من صلاته ( قال) :
( اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم) بفتح الجيم وسكون الهاء ( فإنها) أي الخميصة ( ألهتني) أي شغلتني ( آنفًا) بمد الهمزة وكسر النون بعدها فاء أي قريبًا ( عن صلاتي) .
وفي الموطأ فإني نظرت إلى عملها في الصلاة فكاد يفتنني فيحمل قوله هنا بألهتني على قوله فكاد والإطلاق للمبالغة في القرب لا لتحقق وقوع الإلهاء وهو تشريع لترك كل شاغل وإرساله بها لأن جهم لينتفع بها لا ليصلّي فيها فهو كإرساله الحلة لعمر.

وسبق مزيد لهذا في الصلاة.

( وائتوني بأنبجانية أبي جهم بن حذيفة بن غانم من بني عدي بن كعب) القرشي، والأنبجانية بهمزة مفتوحة فنون ساكنة فموحدة مكسورة فجيم مفتوحة مخففة فألف وبعد النون تحتية مشدّدة كساء غليظ لا علم له.
قال الحافظ ابن حجر وانتهى آخر الحديث عند قوله بأنبجانية أبي جهم وبقية نسبه مدرج في الخبر من كلام ابن شهاب.




[ قــ :5504 ... غــ : 5818 ]
- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنْ أَبِى بُرْدَةَ قَالَ: أَخْرَجَتْ إِلَيْنَا عَائِشَةُ كِسَاءً وَإِزَارًا غَلِيظًا قَالَتْ: قُبِضَ رُوحُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِى هَذَيْنِ.

وبه قال: ( حدّثنا مسدد) هو ابن مسرهد قال: ( حدّثنا إسماعيل) ابن علية قال: ( حدّثنا أيوب) السختياني ( عن حميد بن هلال) بضم الحاء المهملة مصغرًا الأسدي البصري ( عن أبي بردة) بضم الموحدة وسكون الراء ابن أبي موسى قاضي الكوفة الحارث وقيل عامر إنه ( قال أخرجت إلينا عائشة) -رضي الله عنها- ( كساءً وإزارًا غليظًا) ، وفي الخمس إزارًا مما يصنع باليمن وكساء من هذه التي يدعونها الملبدة والملبدة اسم مفعول من التلبيد أي مرقعًا يقال لبدت القميص ألبده ولبدته ويقال للخرقة التي يرقع بها صدر القميص اللبدة كالقبيلة التي يرقع بها قبة كذا في القاموس وقيل الملبد الذي ثخن وسطه وصفق حتى صار يشبه اللبد ( قالت) عائشة ( قبض روح النبي) ولأبي ذر: رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في هذين) الكساء والإزار، وفيه بيان ما كان عليه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من الزهد في الدنيا والإعراض عن متاعها وملاذها فيا طوبى لمن اقتدى به -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وهذا الحديث سبق في الخمس.