فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قوله: {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام} [البقرة: 144]

باب قَوْلِهِ { قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المَسْجِدِ الحَرَامِ} [البقرة: 144]
( باب) ( { قد نرى} ) ولأبي ذر باب قوله: قد نرى ( { تقلب وجهك في السماء} ) أي تردد وجهك في جهة السماء تطلعًا للوحي قبل، وقد يصرف المضارع إلى معنى المضي كهذه الآية وأشبهها، وقول الزمخشري { قد نرى} ربما نرى ومعناه كثرة الرؤية كقوله:
قد أترك القرن مصفرًا أنامله
تعقبه أبو حيان بأنه شرح قوله: { قد نرى} بربما نرى، ورب عند المحققين لتقليل الشيء في نفسه أو لتقليل نظيره، ثم قال: ومعناه كثرة الرؤية فهو مضاد لمدلول رب على مذهب الجمهور
ثم ما ادّعاه من كثرة الرؤية لا يدل عليه اللفظ لأنه لم يوضع للكثرة قد مع المضارع سواء أريد المضي أم لا، وإنما فهمت من التقلب.

( { فلنولينك قبلة ترضاها} ) تحبها وتتشوق إليها لمقاصد دينية وافقت مشيئة الله تعالى وحكمه والجملة في على نصب صفة لقبلة ( { فولّ وجهك شطر المسجد الحرام} ) [البقرة: 144] نحوه وجهته، ولغير أبي ذر بعد قوله: { في السماء} إلى { عما يعملون} وسقط ما بعدها.


[ قــ :4242 ... غــ : 4489 ]
- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: لَمْ يَبْقَ مِمَّنْ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ غَيْرِي.

وبه قال: ( حدّثنا علي بن عبد الله) المديني قال: ( حدّثنا معتمر) بضم الميم الأولى وسكون العين وفتح الفوقية وكسر الميم آخره راء ( عن أبيه) سليمان بن طرخان ( عن أنس رضي الله تعالى عنه) أنه ( قال: لم يبق ممن صلّى القبلتين) أي الصلاة إلى بيت المقدس وإلى الكعبة من المهاجرين والأنصار ( غيري) وهذا قاله أنس في آخر عمره.