فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب الانتباذ في الأوعية والتور

باب الاِنْتِبَاذِ فِي الأَوْعِيَةِ وَالتَّوْرِ
( باب) حكم ( الانتباذ) أي اتخاذ النبيذ ( في الأوعية والتور) بفتح المثناة الفوقية إناء من حجارة أو نحاس أو خشب أو قدح كبير كالقدر أو الطست وعطفه على سابقه من عطف الخاص على العام.


[ قــ :5292 ... غــ : 5591 ]
- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَهْلًا يَقُولُ: أَتَى أَبُو أُسَيْدٍ السَّاعِدِيُّ فَدَعَا رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي عُرْسِهِ، فَكَانَتِ امْرَأَتُهُ خَادِمَهُمْ وَهْيَ الْعَرُوسُ قَالَ: أَتَدْرُونَ مَا سَقَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْقَعْتُ لَهُ تَمَرَاتٍ مِنَ اللَّيْلِ فِي تَوْرٍ.

وبه قال: ( حدّثنا قتيبة بن سعيد) البغلاني وسقط ابن سعيد لأبي ذر قال: ( حدّثنا يعقوب بن عبد الرحمن) الفارسي المدني نزيل الإسكندرية ( عن أبي حازم) سلمة بن دينار أنه ( قال: سمعت سهلًا) هو ابن سعد الأنصاري المدني آخر من مات بالمدينة من الصحابة ( يقول: أتى) بفتح الهمزة والفوقية ( أبو أسيد) بضم الهمزة وفتح المهملة مالك بن ربيعة ( الساعدي) -رضي الله عنه- ( فدعا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في عرسه) بضم العين والراء في الفرع وأصله ( فكانت امرأته) أم أسيد سلامة بنت وهب بن سلامة وقوله فكانت بالفاء ولأبي ذر وكانت امرأته ( خادمهم) والخادم بغير فوقية يطلق على الذكر والأنثى ( وهي العروس.
قال)
: أي سهل ( أتدرون ما سقت) بسكون المثناة الفوقية من غير تحتية أي المرأة، ولأبي ذر عن الكشميهني قالت أي المرأة: أتدرون ما سيقت ( رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-؟ أنقعت) بسكون العين وضم الفوقية ولغير الكشميهني أنقعت أي قال سهل: أنقعت المرأة ( له) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( تمرات من الليل في تور) زاد في الوليمة من حجارة أي لا من غيرها، وعند ابن أبي شيبة في رواية أشعث عن أبي الزبير عن جابر كان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ينبذ له في سقاء فإذا لم يكن سقاء ينبذ له في تور قال أشعث: والتور من لحاء الشجر.
وعند مسلم عن عائشة: كنا ننبذ لرسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في سقاء نوكئ أعلاه فيشربه عشاء وننبذه عشاء فيشربه غدوة، ولأبي داود من وجه آخر عن عائشة أنها كانت تنبذ للنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- غدوة فإذا كان من العشي تعشى فشرب على عشائه فإن فضل شيء صبته ثم ينبذ له بالليل، فإذا أصبح وتغدّى شرب على غدائه قالت: تغسل السقاء غدوة وعشية.

وحديث الباب سبق في باب قيام المرأة على الرجال من كتاب النكاح.