فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب الإنصات للعلماء

باب الإِنْصَاتِ لِلْعُلَمَاءِ
هذا ( باب الإنصات) بكسر الهمزة أي السكوت والاستماع ( للعلماء) أي لأجل ما يقولونه.



[ قــ :120 ... غــ : 121 ]
- حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُدْرِكٍ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ جَرِيرٍ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ لَهُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: اسْتَنْصِتِ النَّاسَ.
فَقَالَ: «لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ».
[الحديث 121 - أطرافه في: 4405، 6869، 7080] .

وبالسند إلى المؤلف قال: ( حدّثنا حجاج) هو ابن منهال ( قال: حدّثنا شعبة) أي ابن الحجاج ( قال: أخبرني) بالتوحيد ( علي بن مدرك) بضم الميم وكسر الراء النخعي الكوفي، المتوفى سنة عشرين ومائة ( عن أبي زرعة) هرم بفتح الهاء وكسر الراء، زاد في رواية أبي ذر والأصيلي ابن عمرو ( عن جرير) هو ابن عبد الله البجلي، وهو جدّ أبي زرعة الراوي عنه هنا لأبيه وكان بديع الجمال طويل القامة بحيث يصل إلى سنام البعير وكان نعله ذراعًا وسبق في باب الدين النصيحة.

( أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال له) وعند المؤلف في حجة الوداع أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال لجرير ( في حجة الوداع) بفتح الحاء والواو عند جمرة العقبة واجتماع الناس للرمي وغيره ( استنصت الناس) استفعال من الإنصات ومعناه طلب السكوت، وقد أنكر بعضهم لفظه له من قوله قال له في حجة الوداع معلّلاً بأن جريرًا أسلم قبل وفاته عليه الصلاة والسلام بأربعين يومًا، وتوقف المنذري لثبوتها في الطرف الصحيحة وقد ذكر غير واحد أنه أسلم في رمضان سنة عشر فأمكن حضوره مسلمًا لحجة الوداع وحينئذ فلا خلل في الحديث ( فقال) عليه الصلاة والسلام بعد أن أنصتوا: ( لا ترجعوا) أي لا تصيروا ( بعدي) أي بعد موقفي هذا أو بعد موتي ( كفارًا) نصب خبر لا ترجعوا المفسر بلا تصيروا ( يضرب بعضكم رقاب بعض) مستحلين لذلك ويضرب بالرفع على الاستئناف بيانًا لقوله: لا

ترجعوا أو حالاً من ضمير ترجعوا أي لا ترجعوا بعدي كفّارًا حال ضرب بعضكم رقاب بعض أو صفة.
أي لا ترجعوا بعدي كفارًاً متصفين بهذه الصفة القبيحة أي ضرب بعضكم، وجوّز ابن مالك وأبو البقاء جزم الباء بتقدير شرط أي: فإن ترجعوا يضرب بعضكم بعضًا، والمعنى لا تتشبهوا بالكفار في قتل بعضهم بعضًا، ويأتي تمام البحث إن شاء الله تعالى في الفتن أعاذ الله تعالى منها.