فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب منقبة سعد بن عبادة رضي الله عنه

باب مَنْقَبَةُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ -رضي الله عنه- .

     وَقَالَتْ  عَائِشَةُ: "وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ رَجُلاً صَالِحًا"
( منقبة) وفي نسخة: باب منقبة ( سعد بن عبادة) بضم العين وتخفيف الموحدة ابن دليم بن حارثة بن أبي حزيمة بفتح الحاء المهملة وكسر الزاي بعدها تحتية ثم ميم ابن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الساعدي نقيب بني ساعدة شهد بدرًا كما في صحيح مسلم، لكن المعروف عند أهل المغازي أنه تهيأ للخروج فنهش فأقام.
نعم ذكره في البدريين الواقدي والمدائني وابن الكلبي، وكان سيدًا جوادًا ذا رياسة، ومات بحوران من أرض الشام سنة أربع عشرة أو خمس عشرة في خلافة عمر.

قال ابن الأثير في أسد الغابة: ولم يختلفوا أنه وجد ميتًا على مغتسله، وقد اخضرّ جسده ولم يشعروا بموته بالمدينة حتى سمعوا قائلاً يقول من بئر ولا يرون أحدًا:
نحن قتلنا سيد الخز ... رج سعد بن عباده
فرميناه بسهم ... فلم يخط فؤاده
فلما سمع الغلمان ذلك ذعروا فحفظ ذلك اليوم فوجدوه اليوم الذي مات فيه سعد بالشام.

قال ابن سيرين: بينا سعد يبول قائمًا إذ اتكأ فمات قتلته الجن وقبره بالمنيحة قرية من غوطة دمشق مشهور يزار إلى اليوم ( -رضي الله عنه-) .

( وقالت عائشة) : -رضي الله عنها- في سعد ( وكان قبل ذلك) الذي قاله في حديث الإفك ( رجلاً صالحًا) ولكن احتملته الحمية وذلك أنه لما قال -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يا معشر المسلمين من يعذرني في رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت على أهل بيتي إلا خيرًا فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال: يا رسول الله أنا أعذرك منه إن كان من الأوس ضربت عنقه، وإن كان من إخواننا من الخزرج أمرتنا فعلنا أمرك، فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج فقال لسعد: كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله، وليس مراد عائشة -رضي الله عنها- الغض منه لأن سعدًا لم يكن منه إلا الرد على سعد بن معاذ، ولا يلزم منه زوال تلك الصفة عنه في وقت صدور الإفك، وقد كان في هذه المقالة متأولاً، فلذلك أورد المؤلّف ذلك في مناقبه.


[ قــ :3631 ... غــ : 3807 ]
- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ أَبُو أُسَيْدٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «خَيْرُ دُورِ الأَنْصَارِ بَنُو النَّجَّارِ، ثُمَّ بَنُو عَبْدِ الأَشْهَلِ، ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ، وَفِي كُلِّ دُورِ الأَنْصَارِ خَيْرٌ.
فَقَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ -وَكَانَ ذَا قِدَمٍ فِي الإِسْلاَمِ -: أَرَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ فَضَّلَ عَلَيْنَا.
فَقِيلَ لَهُ "قَدْ فَضَّلَكُمْ عَلَى نَاسٍ كَثِيرٍ"».

وبه قال: ( حدّثنا إسحاق) هو ابن منصور الكوسج المروزي قال: ( حدّثنا عبد الصمد) بن عبد الوارث التنوري قال: ( حدّثنا شعبة) بن الحجاج قال: ( حدّثنا قتادة) بن دعامة ( قال: سمعت أنس بن مالك -رضي الله عنه-) يقول ( قال أبو أسيد) : بضم الهمزة وفتح السين مالك بن ربيعة الساعدي ( قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( خير دور الأنصار) أي قبائلهم فهو من باب إطلاق المحل وإرادة الحال ( بني) أي دور بني كذا في الفرع بني بالياء وفي اليونينية وغيرها بنو ( النجار) بالجيم من الخزرج ( ثم بنو عبد الأشهل) بالثمين المعجمة من الأوس ( ثم بنو الحرث بن الخزرج ثم بنو ساعدة) من الخزرج ( وفي كل دور الأنصار خير) وإن تفاوتت مراتبه فخير الأولى بمعنى أفعل التفضيل وهذه الأخيرة اسم ( فقال سعد بن عبادة وكان ذا قدم في الإسلام) : بكسر القاف وضبطه القابسي بفتحها ولكل وجه صحيح كما لا يخفى ( أرى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قد فضّل علينا) بعض القبائل ( فقيل له: قد فضلكم) عليه الصلاة والسلام ( على ناس كثير) من قبائل الأنصار غير المذكورين.

هذا الحديث سبق قريبًا.