فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب (يعكفون على أصنام لهم) " {متبر} [الأعراف: 139]: خسران، {وليتبروا} [الإسراء: 7]: يدمروا، {ما علوا} [الإسراء: 7]: ما غلبوا "

باب { يَعْكِفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ} [الأعراف: 138] { مُتَبَّرٌ} : خُسْرَانٌ.
{ وَلِيُتَبِّرُوا} : يُدَمِّرُوا.
{ مَا عَلَوْا} : مَا غَلَبُوا
هذا ( باب) بالتنوين في قوله تعالى: ( { يعكفون على أصنام لهم} ) [الأعراف: 138] أي يقيمون على عبادتها قيل كانت تماثيل بقر، وذلك أول شأن العجل وكانوا من العمالقة الذي أمر موسى بقتالهم.

( { متبر} ) في قوله تعالى: { إن هؤلاء متبر ما هم فيه} [الأعراف: 139] أي ( خسران) أخرجه الطبري عن ابن عباس بلفظ: { إن هؤلاء متبر ما هم فيه} [الأعراف: 139] قال خسران والخسران تفسير التتبير الذي اشتق منه المتبر.
وقال في الأنوار: متبر مكسر مدمر يعني أن الله يهدم دينهم الذي هم فيه ويحطم أصنامهم ويجعلها رضاضًا.
( { وليتبروا} ) [الإسراء: 7] أي ( يدمروا { ما علوا} ) أي ( ما غلبوا) .
بفتح الغين المعجمة واللام وذكره استطرادًا.


[ قــ :3251 ... غــ : 3406 ]
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ يُونُسَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنهما- قَالَ: «كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَجْنِي الْكَبَاثَ، وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: عَلَيْكُمْ بِالأَسْوَدِ مِنْهُ فَإِنَّهُ أَطْيَبُهُ.
قَالُوا: أَكُنْتَ تَرْعَى الْغَنَمَ؟ قَالَ: وَهَلْ مِنْ نَبِيٍّ إِلاَّ وَقَدْ رَعَاهَا».
[الحديث 3406 - طرفه في: 5452] .

وبه قال: ( حدّثنا يحيى بن بكير) هو يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي مولاهم المصري قال: ( حدّثنا الليث) بن سعد الإمام ( عن يونس) بن يزيد الأيلي ( عن ابن شهاب) الزهري ( عن أبي سلمة بن عبد الرَّحمن) بن عوف ( أن جابر بن عبد الله) الأنصاري ( -رضي الله عنهما- قال: كنا مع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) بمرّ الظهران ( نجني الكباث) بكاف فموحدة مفتوحتين وبعد الألف مثلثة ثمر الأراك النضيج ( وأن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال) لمن معه من أصحابه:
( عليكم بالأسود منه فإنه أطيبه قالوا: أكنت ترعى الغنم) ؟ إذ لا يميز بين أنواعه غالبًا إلا من يلازم رعي الغنم ( قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ( وهل من نبي) موسى وغيره ( إلا وقد رعاها) ؟ ليترقى من سياستها إلى سياسة من يرسل إليه ويأخذ نفسه بالتواضع وتصفية القلب بالخلوة، وفيه إشارة إلى أن النبوة لم يضعها الله تعالى في أبناء الدنيا والمترفين منهم، وإنما جعلها في أهل التواضع قاله الخطابي ووقع عند النسائي في التفسير بإسناد رجاله ثقات افتخر أهل الإبل والشاء فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "بعث موسى وهو راعي غنم".
ووقع في رواية النسفيّ ذكر باب من غير ترجمة وحينئذٍ فهو كالفصل من باب قول الله تعالى { وواعدنا موسى} [الأعراف: 142] قيل فتكون مطابقة الحديث للترجمة من حيث إن فيه حالة من حالات موسى عليه السلام لدخوله في عموم قوله: "ما من نبي إلا رعاها" لا سيما.
ووقع التصريح بذكر موسى عند النسائي كما سبق.

وقال في فتح الباري: ومناسبة الحديث غير ظاهرة يعني لقوله { يعكفون على أصنام لهم} والذي يهجس في خاطري أنه كان بين التفسير المذكور والحديث بياض أخلاه لحديث يدخل في الترجمة والترجمة تصلح لحديث جابر، ثم وصل كما في نظائره وقيل غير ذلك مما لا يخلو عن تعسف فالله أعلم.

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في الأطعمة وكذا مسلم وأخرجه النسائي في الوليمة.