فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب: أهل العلم والفضل أحق بالإمامة

باب أَهْلُ الْعِلْمِ وَالْفَضْلِ أَحَقُّ بِالإِمَامَةِ
هذا ( باب) بالتنوين ( أهل العلم والفضل أحق بالإمامة) من غيرهم ممن ليس عنده علم.


[ قــ :657 ... غــ : 678 ]
- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: "مَرِضَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَاشْتَدَّ مَرَضُهُ، فَقَالَ: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ.
قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّهُ رَجُلٌ رَقِيقٌ، إِذَا قَامَ مَقَامَكَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ.
قَالَ: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ.
فَعَادَتْ.
فَقَالَ: مُرِي أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، فَأَتَاهُ الرَّسُولُ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-".
[الحديث 678 - طرفه في: 3385] .

وبالسند قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر: حدّثني ( إسحاق بن نصر) بالصاد المهملة الساكنة، نسبة إلى جده لشهرته به، واسم أبيه إبراهيم ( قال: حدّثنا حسين) هو ابن علي بن الوليد الجعفي الكوفي ( عن زائدة) بن قدامة ( عن عبد الملك بن عمير) بضم العين وفتح الميم، ابن سويد الكوفي، ( قال:

حدّثني)
بالإفراد ( أبو بردة) عامر بن أبي موسى ( عن أبي موسى) عبد الله الأشعري ( قال: مرض النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) مرضه الذي مات فيه ( فاشتد مرضه) وحضرت الصلاة ( فقال) لمن حضره:
( مروا أبا بكر) رضي الله عنه ( فليصل بالناس) بسكون اللام، ولابن عساكر: فليصلّي بكسرها، وإثبات ياء مفتوحة بعد الثانية، أي: فقولوا له قولي: فليصل بالناس.

( قالت عائشة) ابنته رضي الله عنها: ( إنه رجل رقيق) قلبه ( إذا قام مقامك لم يستطع) من البكاء لكثرة حزنه ورقة قلبه ( أن يصلّي بالناس) ( قال) عليه الصلاة والسلام للحاضرين ( مروا) وللأربعة: مري ( أبا بكر) أمرًا لعائشة ( فليصل بالناس) بسكون اللام مع الجزم بحذف حرف العلة، ولابن عساكر والأصيلي: فليصلّي بالناس، بكسرها وإثبات الياء المفتوحة، كقراءة: يتقي ويصبر، برفع يتقي، وجزم يصبر.
( فعادت) عائشة إلى قوله: إنه رجل رقيق إلخ.

( فقال) عليه الصلاة والسلام لها ( مري أبا بكر فليصلِّ بالناس) بسكون اللام، ولابن عساكر: فليصلّي بكسر اللام مع زيادة الياء المفتوحة آخره، ( فإنكن) بلفظ الجمع على إرادة الجنس، وإلا فالقياس أن يقول: فإنك، بلفظ المفردة ( صواحب يوسف) الصديق عليه الصلاة والسلام، تظهرن خلاف ما تبطن كهنّ.
وكان مقصود عائشة أن لا يتطيّر الناس بوقوف أبيها مكان رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كإظهار زليخا إكرام النسوة بالضيافة، ومقصودها أن ينظرن إلى حُسْن يوسف ليعذرنها في محبته ( فأتاه الرسول) بلال بتبليغ الأمر، والضمير المنصوب لأبي بكر فحضر ( فصلّى بالناس في حياة النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) إلى أن توفاه الله تعالى.

والإمامة الصغرى تدل على الكبرى، ومطابقة الحديث للترجمة ظاهرة، فإن أبا بكر أفضل الصحابة، وأعلمهم وأفقههم، كما يدل عليه مراجعة الشارع بأنه هو الذي يصلّي، والأصح أن الأفقه أولى بالإمامة من الإقرار الأورع، وقيل: الأقرأ أولى من الآخرين، حكاه في شرح المهذّب.

ويدل له فيما قيل حديث مسلم: إذا كانوا ثلاثة فليؤمّهم أحدهم، وأحقهم بالإمامة أقرؤهم.
وأجيب بأنه في المستوين في غير القراءة كالفقه، لأن أهل العصر الأول كانوا يتفقهون مع القراءة فلا يوجد قارئ إلاّ وهو فقيه، فالحديث في تقديم الأقرأ من الفقهاء المستوين على غيره.

ورواة حديث الباب الستة كوفيون غير شيخ المؤلّف، وفيه رواية تابعى عن تابعي عن صحابي، والتحديث بالإفراد والجمع، والعنعنة والقول، وأخرجه أيضًا في أحاديث الأنبياء، ومسلم في الصلاة.




[ قــ :658 ... غــ : 679 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ -رضي الله عنها- أَنَّهَا قَالَتْ: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ فِي مَرَضِهِ: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ.
قَالَتْ عَائِشَةُ:.

قُلْتُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ، فَمُرْ عُمَرَ

فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ.
فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ لِحَفْصَةَ قُولِي لَهُ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ فَمُرْ عُمَرَ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ.
فَفَعَلَتْ حَفْصَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَهْ، إِنَّكُنَّ لأَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ.
فَقَالَتْ حَفْصَةُ لِعَائِشَةَ: مَا كُنْتُ لأُصِيبَ مِنْكِ خَيْرًا".

وبه قال ( حدّثنا عبد الله بن يوسف) التنيسي ( قال: أخبرنا مالك) إمام دار الهجرة ( عن هشام بن عروة عن أبيه) عروة ( عن عائشة أم المؤمنين) رضي الله عنها، كذا رواه حماد عن مالك موصولاً، وهو في أكثر نسخ الموطأ مرسلاً لم يذكر عائشة، وسقط أم المؤمنين لأبي ذر ( أنها قالت: إن رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال في مرضه:) الذي توفي فيه:
( مروا أبا بكر يصلّي بالناس) ( قالت عائشة) رضي الله عنها: ( قلت: إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء) لرقة قلبه، ( فمر عمر) بن الخطاب ( فليصل بالناس) بالموحدة، وللكشميهني.
للناس باللام بدلها، ولابن عساكر: فليصلّي بكسر اللام وإثبات ياء مفتوحة بعد الثانية ( فقالت) ولأبوي ذر والوقت: قالت ( عائشة) رضي الله عنها: ( فقلت) بالفاء، ولأبي ذر: قلت ( لحفصة) بنت عمر: ( قولي له) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء، فمر عمر فليصل) بالجزم، ولابن عساكر: فليصلّي ( للناس) ولأبوي ذر والوقت وابن عساكر: بالناس، بالموحدة بدل اللام، ولأبي ذر: يصلّي بالناس بإسقاط الفاء واللام ( ففعلت حفصة) ذلك ( فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) ( مه) اسم فعل مبني على السكون، زجر بمعنى: اكففي ( إنكن) ولأبي ذر في نسخة: فإنكن ( لأنتنّ صواحب يوسف) عليه الصلاة والسلام، أي مثلهن.
قال الشيخ عز الدّين ابن عبد السلام: وجه التشبيه بهنّ وجود مكر في القصتين، وهو مخالفة الظاهر لما في الباطن، فصواحب يوسف أتين زليخا ليعتبنها، ومقصودهنّ أن يدعون يوسف لأنفسهن، وعائشة رضي الله عنها، كان مرادها أن لا يطير الناس بأبيها لوقوفه مكان رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لكن تعقبه الحافظ ابن حجر بأن سياق الآية ليس فيه ما يساعده على ما قاله: ( مروا أبا بكر فليصل بالناس) وللكشميهني: للناس باللام، ولابن عساكر: فليصلّي بالناس.

( فقالت حفصة لعائشة) رضي الله عنها ( ما كنت لأصيب منك خيرًا) .




[ قــ :659 ... غــ : 680 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّ -وَكَانَ تَبِعَ النَّبِيَّ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَخَدَمَهُ وَصَحِبَهُ- أَنَّ أَبَا بَكْرٍ كَانَ يُصَلِّي لَهُمْ فِي وَجَعِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الاِثْنَيْنِ وَهُمْ صُفُوفٌ فِي الصَّلاَةِ، فَكَشَفَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سِتْرَ الْحُجْرَةِ يَنْظُرُ إِلَيْنَا وَهْوَ قَائِمٌ كَأَنَّ وَجْهَهُ وَرَقَةُ مُصْحَفٍ، ثُمَّ تَبَسَّمَ يَضْحَكُ.
فَهَمَمْنَا أَنْ نَفْتَتِنَ مِنَ الْفَرَحِ بِرُؤْيَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ، وَظَنَّ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خَارِجٌ إِلَى الصَّلاَةِ، فَأَشَارَ

إِلَيْنَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ أَتِمُّوا صَلاَتَكُمْ، وَأَرْخَى السِّتْرَ، فَتُوُفِّيَ مِنْ يَوْمِهِ".
[الحديث 680 - أطرافه في: 681، 754، 105، 4448] .

وبه قال ( حدّثنا أبو اليمان) الحكم بن نافع الحمصي ( قال: أخبرنا شعيب) هو ابن أبي حمزة ( عن) ابن شهاب ( الزهري قال: أخبرني) بالإفراد ( أنس بن مالك الأنصاري) رضي الله عنه، ( وكان تبع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) في العقائد والأفعال والأقوال والأذكار والأخلاق ( وخدمه) عشر سنين، ( وصحبه) فشرف بترقّيه في مدارج السعادة، وفاز بالحسنى وزيادة، ( أن أبا بكر) الصديق رضي الله عنه ( كان يصلّي بهم) إمامًا في المسجد النبوي، ولغير أبي ذر: يصلّي لهم ( في وجع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الذي توفي فيه، حتى إذا كان يوم الاثنين) يرفع يوم على أن كان تامة، وبنصبه على الخبرية ( وهم صفوف في الصلاة) جملة حالية ( فكشف النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ستر الحجرة) حال كونه ( ينظر إلينا) وللكشميهني: فنظر إلينا، ( وهو قائم، كأن وجهه ورقة مصحف) بفتح الراء وتثليث ميم مصحف، ووجه التشبيه: رقة الجلد وصفاء البشرة، والجمال البارع ( ثم تبسم) عليه الصلاة والسلام حال كونه ( يضحك) أي ضاحكًا فرحًا باجتماعهم على الصلاة، واتفاق كلمتهم، وإقامة شريعته: ولهذا استنار وجهه الكريم، لأنه كان إذا سر استنار وجهه، ولابن عساكر: ثم تبسم فضحك، بفاء العطف ( فهممنا) أي قصدنا ( أن نفتتن) بأن نخرج من الصلاة ( من الفرح برؤية النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فنكص أبو بكر رضي الله عنه على عقبيه) بالتثنية أي رجع القهقرى ( ليصل الصف) أي: ليأتي إلى الصف ( وظن أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خارج إلى الصلاة، فأشار إلينا النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: أن أتموا صلاتكم، وأرخى الستر، فتوفي) عليه الصلاة والسلام، وللكشميهني: وتوفي ( من يومه) .




[ قــ :660 ... غــ : 681 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: "لَمْ يَخْرُجِ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَلاَثًا، فَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ، فَذَهَبَ أَبُو بَكْرٍ يَتَقَدَّمُ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالْحِجَابِ فَرَفَعَهُ، فَلَمَّا وَضَحَ وَجْهُ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مَا نَظَرْنَا مَنْظَرًا كَانَ أَعْجَبَ إِلَيْنَا مِنْ وَجْهِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ وَضَحَ لَنَا.
فَأَوْمَأَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنْ يَتَقَدَّمَ، وَأَرْخَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْحِجَابَ فَلَمْ يُقْدَرْ عَلَيْهِ حَتَّى مَاتَ".

وبه قال: ( حدّثنا أبو معمر) بفتح الميمين، عبد الله بن عمر المنقري المقعد البصري ( قال: حدّثنا عبد الوارث) بن سعيد ( قال: حدّثنا عبد العزيز) بن صهيب ( عن أنس) وللأصيلي: أنس بن مالك ( قال: لم يخرج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثلاثًا) أي ثلاثة أيام، وكان ابتداؤها من حين خرج عليه الصلاة والسلام فصلّى بهم قاعدًا ( فأقيمت الصلاة، فذهب أبو بكر) حال كونه ( يتقدم) ولأبي ذر: فتقدم، ( فقال) أي أخذ ( نبيّ الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالحجاب) الذي على الحجرة ( فرفعه، فلما وضح) أي ظهر ( وجه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ما رأينا) وللكشميهني: ما نظرنا ( منظرًا كان أعجب إلينا من وجه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين وضح) أي ظهر ( لنا، فأومأ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بيده إلى أبي بكر أن يتقدم) أي بالتقدم إلى الصلاة ليؤم بهم ( وأرخى النبي-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-الحجاب فلم يقدر عليه حتى مات) بضم المثناة التحتية وسكون القاف وفتح الدال مبنيًّا

للمفعول، وللأصيلي: نقدر بالنون المفتوحة وكسر الدال، وفيه أن أبا بكر كان خليفة في الصلاة إلى موته عليه الصلاة والسلام ولم يعزل كما زعمت الشيعة أنه عزل بخروجه عليه الصلاة والسلام وتقدمه وتخلف أبي بكر.

ورواة هذا الحديث كلهم بصريون، وأخرجه مسلم في الصلاة.




[ قــ :661 ... غــ : 68 ]
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: "لَمَّا اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَجَعُهُ قِيلَ لَهُ فِي الصَّلاَةِ فَقَالَ: مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقٌ إِذَا قَرَأَ غَلَبَهُ الْبُكَاءُ.
قَالَ: مُرُوهُ فَيُصَلِّي.
فَعَاوَدَتْهُ قَالَ: مُرُوهُ فَيُصَلِّي، إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ".
تَابَعَهُ الزُّبَيْدِيُّ وَابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ وَإِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى الْكَلْبِيُّ عَنِ الزُّهْرِيِّ.
.

     وَقَالَ  عُقَيْلٌ وَمَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ حَمْزَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وبه قال ( حدّثنا يحيى بن سليمان) الجعفي الكوفي، نزيل مصر، المتوفى بها سنة ثمان أو سبع وثلاثين ومائتين ( قال: حدّثنا) ولأبوي ذر والوقت والأصيلي: حدّثني ( ابن وهب) عبد الله المصري ( قال: حدّثني) بالإفراد ( يونس) بن يزيد الأيلي ( عن ابن شهاب) الزهري ( عن حمزة) بالزاي أخي سالم ( بن عبد الله، أنه أخبره عن أبيه) عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ( قال: لما اشتد برسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وجعه) الذي مات فيه ( قيل له في) شأن ( الصلاة، فقال:) عليه الصلاة والسلام ولأبي ذر قال:
( مروا أبا بكر فليصل بالناس) بالباء، ولابن عساكر: فليصلّي، بكسر اللام الأولى وياء بعد الثانية.

( قالت عائشة: إن أبا بكر رجل رقيق) قلبه ( إذا قرأ غلبه البكاء، قال:) ( مروه فيصلّي) بغير لام بعد الفاء، ولابن عساكر: فيصلّي بلام مكسورة بعد الفاء، وياء مفتوحة بعد اللام الثانية، ولأبي ذر والأصيلي، وفي نسخة لابن عساكر: فليصل، بسكون اللام الأولى وحذف الياء الأخيرة، ( فعاودته) عائشة، ولأبي ذر: بنون الجمع.
أي عائشة ومن حضر معها من النساء.
( قال) عليه الصلاة والسلام، ولأبي ذر والأصيلي: فقال: ( مروه فيصلّي) وللأصيلي وأبي ذر: فليصل، ولابن عساكر: بالياء المفتوحة بعد اللام ( إنكن) ولأبي ذر والأصيلي: فإنكن ( صواحب يوسف) .

ورواة هذا الحديث ما بين كوفي ومصري ومدني، وفيه التحديث والعنعنة والقول، وأخرجه النسائي في عشرة النساء ( تابعه) أيّ تابع يونس بن يزيد ( الزبيدي) بضم الزاي وفتح الموحدة، محمد بن الوليد الحمصي، مما وصله الطبراني في مسند الشاميين من طريق عبد الله بن سالم الحمصي.
عنه موصولاً موقوفًا ( وابن أخي الزهري) محمد بن مسلم، مما وصله ابن عدي من رواية

الدراوردي عنه، ( وإسحاق بن يحيى الكلبي) الحمصي، مما وصله أبو بكر بن شاذان البغدادي، في نسخة: إسحاق بن يحيى، رواية يحيى بن صالح، الثلاثة ( عن الزهري) محمد بن مسلم بن شهاب.

( وقال عقيل) بضم العين وفتح القاف، ابن خالد الأيلي مما وصله الذهلي في الزهريات ( وقال معمر) : بفتح الميمين بينهما عين مهملة ساكنة، ابن راشد، مما اختلف فيه فرواه عنه عبد الله بن المبارك مرسلاً، مما أخرجه ابن سعد وأبو يعلى من طريقه، ورواه عبد الرزاق عن معمر موصولاً، إلا أنه قال: عن عائشة بدل قوله: عن أبيه.
كذا أخرجه مسلم ( عن الزهري عن حمزة) بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ( عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) .