فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب من أهدي له هدية وعنده جلساؤه، فهو أحق

باب مَنْ أُهْدِيَ لَهُ هَدِيَّةٌ وَعِنْدَهُ جُلَسَاؤُهُ فَهْوَ أَحَقُّ
وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ جُلَسَاءَهُ شُرَكَاءُ.
وَلَمْ يَصِحَّ.

هذا ( باب) بالتنوين ( من أهدى له هدية) بضم الهمزة مبنيًّا للمفعول وهدية بالرفع نائبًا عن الفاعل ( وعنده جلساؤه) جمع جليس والجملة حالية وجواب من ( فهو أحق) أي بالهدية من جلسائه ( ويذكر) بضم أوّله وفتح ثالثه بصيغة التمريض ( عن ابن عباس) -رضي الله عنهما- مما روي مرفوعًا موصولاً عند عبد بن حميد بإسناد فيه مندل بن علي وهو ضعيف وموقوفًا وهو أصلح من المرفوع ( أن جلساءه شركاء) فيما يهدى له ندبًا وشركاء بحذف الضمير قال: البخاري ( ولم يصح) هذا عن ابن عباس أو لا يصح في هذا الباب شيء.


[ قــ :2495 ... غــ : 2609 ]
- حَدَّثَنَا ابْنُ مُقَاتِلٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-: "عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ أَخَذَ سِنًّا، فَجَاءَه صَاحِبُهُ يَتَقَاضَاهُ؛ فَقَالُوا لَهُ: فَقَالَ: إِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالاً، ثُمَّ قَضَاهُ أَفْضَلَ مِنْ سِنِّهِ.

     وَقَالَ : أَفْضَلُكُمْ أَحْسَنُكُمْ قَضَاءً".

وبه قال: ( حدّثنا ابن مقاتل) محمد المروزي المجاور بمكة قال: ( أخبرنا عبد الله) بن المبارك المروزي قال: ( أخبرنا شعبة) بن الحجاج ( عن سلمة بن كهيل) مصغرًا الحضرمي الكوفي ( عن أبي سلمة) بن عبد الرحمن ( عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه أخذ سنًّا) معينًا من الابل من رجل قرضًا ( فجاءه صاحبه يتقاضاه) أي يطلب من النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يقضيه جمله وأغلظ بالتشديد في

الطلب ( فقالوا) أي الصحابة ( له) وفي الاستقراض وغيره فهم به أصحابه وسقط لغير أبي ذر فقالوا له: ( فقال) عليه الصلاة والسلام:
( إن لصاحب الحق مقالا ثم قضاه أفضل من سنّه وقال) عليه الصلاة والسلام ( أفضلكم) في المعاملة ( أحسنكم قضاء) .

ووجه المطابقة أنه عليه الصلاة والسلام وهبه الفضل بين السنين فامتاز به دون الحاضرين بناء على أن الزيادة في الثمن تبرعًا حكمها حكم الهبة إلا الثمن أو فيها شائبة الهبة والثمن فنزل المؤلّف الأمر على ذلك.




[ قــ :496 ... غــ : 610 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرٍو: "عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- أَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ، فَكَانَ عَلَى بَكْرٍ لِعُمَرَ صَعْبٍ، فَكَانَ يَتَقَدَّمُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَيَقُولُ أَبُوهُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ لاَ يَتَقَدَّمِ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحَدٌ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: بِعْنِيهِ، فَقَالَ عُمَرُ: هُوَ لَكَ، ثُمَّ قَالَ: هُوَ لَكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ، فَاصْنَعْ بِهِ مَا شِئْتَ".

وبه قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر: حدّثني ( عبد الله بن محمد) المسندي قال: ( حدثنا ابن عيينة) سفيان ( عن عمرو) بفتح العين ابن دينار ( عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنه كان مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في سفر) قال ابن حجر: لم أقف على تعيينه انتهى، ( فكان) ولأبوي ذر والوقت: وكان بالواو بدل الفاء ( على بكر) بفتح الموحدة وسكون الكاف ولد الناقة أوّل ما يركب ( صعب) صفة لبكر أي نفور لكونه لم يذلل وكان ( لعمر) أبيه والذي في الفرع وأصله تقديم لعمر على قوله صعب ( فكان) البكر ( يتقدم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فيقول أبوه) عمر بن الخطاب ( يا عبد الله لا يتقدم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أحد فقال له) أي لعمر ( النيي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( بعنيه) أي الجمل ( فقال) ولأبوي ذر والوقت: قال بإسقاط الفاء ( عمر: هو لك) يا رسول الله ( فاشتراه) عليه الصلاة والسلام من عمر ( ثم قال) عليه الصلاة والسلام لابنه ( هو لك يا عبد الله فاصنع به ما شئت) من أنواع التصرفات.

ووجه المناسبة بين الحديث والترجمة فالذي يظهر كما قاله في فتح الباري أن البخاري أراد إلحاق المشاع في ذلك بغير المشاع وإلحاق الكثير بالقليل لعدم الفارق.
وقال ابن بطال: هبته لابن عمر مع الناس فلم يستحق أحد منهم فيه شركة هذا ما رأيته في وجه المناسبة لهم والله أعلم فليتأمل.

والحديث قد مرّ في باب إذا اشترى شيئًا فوهبه من ساعته قبل أن يتفرقا.