فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب: الاستئذان من أجل البصر

باب الاِسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ
هذا ( باب) بالتنوين ( الاستئذان) شرع ( من أجل البصر) لأن المستأذن لو دخل بغير إذن لرأى بعض ما يكره من يدخل إليه أن يطلع عليه.


[ قــ :6241 ... غــ : 6241 ]
- حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ الزُّهْرِىُّ: حَفِظْتُهُ كَمَا أَنَّكَ هَا هُنَا، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: اطَّلَعَ رَجُلٌ مِنْ جُحْرٍ فِى حُجَرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَمَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِدْرًى يَحُكُّ بِهِ رَأْسَهُ فَقَالَ: «لَوْ أَعْلَمُ أَنَّكَ تَنْظُرُ لَطَعَنْتُ بِهِ فِى عَيْنِكَ، إِنَّمَا جُعِلَ الاِسْتِئْذَانُ مِنْ أَجْلِ الْبَصَرِ».

وبه قال: ( حدّثنا علي بن عبد الله) المديني قال: ( حدّثنا سفيان) بن عيينة ( قال الزهري) : محمد بن مسلم ليس فيه التصريح بأن سفيان سمعه نعم أخرج الحديث مسلم والترمذي من طرق عن سفيان وفيها عن الزهري ورواه الحميدي وابن أبي عمر في مسنديهما فقالا حدّثنا الزهري قال سفيان ( حفظته) أي الحديث من الزهري ( كما أنك هاهنا) أي حفظًا ظاهرًا كالمحسوس من غير شك ولا شبهة فيه ( عن سهل بن سعد) الساعدي -رضي الله عنه- أنه ( قال: اطلع رجل) قيل هو الحكم بن أبي العاص بن أمية ( من جحر) بتقديم الجيم المضمومة على الحاء المهملة الساكنة ثقب مستدير ( في حجر النبي) بضم الحاء المهملة وفتح الجيم بلفظ الجمع ولأبي ذر عن الكشميهني في حجرة النبي ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مدرى) بكسر الميم وسكون الدال المهملة وتنوين الراء بوزن مفعل حديدة يسرح بها الشعر، وقال الجوهري: شيء كالمسلة يكون مع الماشطة تصلح بها قرون النساء والمدرى يذكر ويؤنث ( يحك به رأسه فقال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- له:
( لو أعلم أنك تنظر) أي إليّ ولأبي ذر عن الحموي والمستملي تنتظر بوزن تفتعل والأول أوجه ( لطعنت به) بالمدرى ( في عينك إنما جعل الاستئذان) بضم الجيم وكسر العين أي شرع الاستئذان في الدخول ( من أجل البصر) لئلا يقع على عورة أهل البيت ويطلع على أحوالهم.

والحديث سبق في باب الامتشاط من كتاب اللباس.




[ قــ :5913 ... غــ : 64 ]
- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى بَكْرٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ مِنْ بَعْضِ حُجَرِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَامَ إِلَيْهِ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِمِشْقَصٍ أَوْ بِمَشَاقِصَ فَكَأَنِّى أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَخْتِلُ الرَّجُلَ لِيَطْعُنَهُ.
[الحديث 64 - طرفاه في: 6889، 6900] .

وبه قال: ( حدّثنا مسدد) بضم الميم وفتح السين والدال الأولى المشددة المهملات ابن مسرهد قال: ( حدّثنا حماد بن زيد) أي ابن درهم الإمام أبو إسماعيل الأزدي أضر وكان يحفظ حديثه كالماء
( عن عبيد الله) بضم العين ( ابن أبي بكر عن) جده ( أنس بن مالك) -رضي الله عنه- وسقط لأبي ذر ابن مالك ( أن رجلاً اطلع من بعض حجر النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) بضم الحاء وفتح الجيم بلفظ الجمع ( فقام إليه النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بمشقص) بكسر الميم وسكون المعجمة وفتح القاف بعدها مهملة نصل سهم إذا كان طويلاً غير عريض ( أو) قال: ( بمشاقص) بلفظ الجمع والشك من الراوي قال: أنس ( فكأني أنظر إليه) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( يختل الرجل) بفتح أوله وسكون الخاء المعجمة وكسر الفوقية بعدها لام يأتيه من حيث لا يشعر ( ليطعنه) بضم العين في عينه وهو غافل والحديث أخرجه المؤلّف أيضًا في الدّيات ومسلم في الاستئذان وأبو داود في الأدب.