فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب ما ينهى من الاحتيال للولي في اليتيمة المرغوبة، وأن لا يكمل لها صداقها

باب مَا يُنْهَى مِنَ الاِحْتِيَالِ لِلْوَلِىِّ فِى الْيَتِيمَةِ الْمَرْغُوبَةِ
وَأَنْ لاَ يُكَمِّلَ صَدَاقَهَا.

( باب ما ينهى عن الاحتيال للولي في اليتيمة المرغوبة) التي ترغب وليها فيها ( وأن لا يكمل) بكسر الميم مشددة ( صداقها) ولأبي ذر لها صداقها.


[ قــ :6599 ... غــ : 6965 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ: كَانَ عُرْوَةُ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ: { وَإِنْ خِفْتُمْ أَنْ لاَ تُقْسِطُوا فِى الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} [النساء: 127] قَالَتْ: هِىَ الْيَتِيمَةُ فِى حَجْرِ وَلِيِّهَا.
فَيَرْغَبُ فِى مَالِهَا وَجَمَالِهَا فَيُرِيدُ أَنْ يَتَزَوَّجَهَا بِأَدْنَى مِنْ سُنَّةِ نِسَائِهَا فَنُهُوا عَنْ نِكَاحِهِنَّ إِلاَّ أَنْ يُقْسِطُوا لَهُنَّ فِى إِكْمَالِ الصَّدَاقِ، ثُمَّ اسْتَفْتَى النَّاسُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بَعْدُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ: { وَيَسْتَفْتُونَكَ فِى النِّسَاءِ} [النساء: 127] فَذَكَرَ الْحَدِيثَ.

وبه قال: ( حدّثنا أبو اليمان) الحكم بن نافع قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر أخبرنا ( شعيب) هو ابن أبي حمزة ( عن الزهري) محمد بن مسلم ( قال: كان عروة) بن الزبير ( يحدّث أنه سأل عائشة) -رضي الله عنها- عن معنى قوله تعالى: ( { وإن خفتم أن لا تقسطوا} ) نكاح ( { اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء} ) [النساء: 3] أي من سواهن، وسقط لأبي ذر: من النساء ( قالت) عائشة -رضي الله عنها- ( هي اليتيمة) التي مات أبوها تكون ( في حجر وليها) القائم بأمورها ( فيرغب في مالها وجمالها فيريد أن يتزوجها بأدنى) بأقل ( من سنّة نسائها) من مهر مثل أقاربها ( فنهوا) بضم النون ( عن نكاحهن إلا أن يقسطوا لهن) بضم التحتية وسكون القاف أي يعدلوا ( في إكمال الصداق) على عادتهن في ذلك.
( ثم استفتى الناس رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعد) بالبناء على الضم أي بعد ذلك كما في إحدى الروايات ( فأنزل الله) تعالى ( { ويستفتونك} ) بالواو ولأبي ذر يستفتونك بإسقاطها ( { في النساء} ) [النساء: 127] ( فذكر الحديث) وفي باب الأكفاء من كتاب النكاح بلفظ: إلى ترغبون أن تنكحوهن فأنزل الله لهن: إن اليتيمة إذا كانت ذات جمال ومال رغبوا في نكاحها ونسبها في إكمال الصداق وإذا كانت مرغوبة عنها في قلة المال والجمال تركوها وأخذوا غيرها من النساء قالت: فكما يتركونها حين يرغبون عنها فليس لهم أن ينكحوها إذا رغبوا فيها إلا أن يقسطوا لها ويعطوها حقها الأوفى من الصداق، وقال ابن بطال: فيه أنه لا يجوز للولي أن يتزوج يتيمة بأقل من صداقها ولا أن يعطيها من العروض في صداقها ما لا يفي بقيمة صداق مثلها.

ومطابقة الحديث للترجمة واضحة.