فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب {وثيابك فطهر} [المدثر: 4]

باب { وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}
هذا ( باب) بالتنوين أي في قوله تعالى: ( { وثيابك فطهّر} ) [المدثر: 4] أي عن النجاسة أو قصرها خلاف جر العرب ثيابهم خيلاء فربما أصابتها النجاسة وسقط لفظ باب لغير أبي ذر.


[ قــ :4659 ... غــ : 4925 ]
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ، فَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهْوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ، فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: «فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَجَثِثْتُ مِنْهُ رُعْبًا، فَرَجَعْتُ فَقُلْتُ زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَدَثَّرُونِي.
فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} -إِلَى- { وَالرِّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 1 - 5] قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلاَةُ وَهْيَ الأَوْثَانُ».

وبه قال: ( حدّثنا يحيى بن بكير) هو يحيى بن عبد الله بن بكير المصري قال: ( حدّثنا الليث) بن سعد الإمام ( عن عقيل) بضم العين مصغرًا ابن خالد ( عن ابن شهاب) الزهري قال المصنف: ( وحدّثني) بالإفراد وفي بعض النسخ ح لتحويل السند.
وحدّثني بالإفراد أيضًا ( عبد الله بن محمد) المسندي قال ( حدّثنا عبد الرزاق) بن همام الصنعاني قال: ( أخبرنا معمر) هو ابن راشد ( عن الزهري فأخبرني) بالإفراد.
ولأبي ذر قال الزهري: قال أخبرني بالإفراد وفي غير اليونينية قال الزهري فأخبرني ( أبو سلمة بن عبد الرحمن) بن عوف ( عن جابر بن عبد الله) الأنصاري -رضي الله عنهما- أنه ( قال: سمعت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وهو يحدّث عن فترة الوحي) أي في حال التحديث عن احتباس الوحي عن النزول ( فقال في حديثه) :
( فبينا) بغير ميم ( أنا أمشي) جواب بينا قوله ( إذ سمعت صوتًا من السماء فرفعت رأسي فإذا الملك الذي جاءني بحراء) هو جبريل ( جالس على كرسي بين السماء والأرض فجثثت) بجيم مفتوحة في الفرع كأصله مضمومة في غيرهما فهمزة مكسورة فمثلثة ساكنة ففوقية فزعت ( منه رعبًا) أي خوفًا ولأبي ذر: فجثثت بمثلثتين ففوقية من غير همزة قاله الكرماني.
من الجث وهو القطع ( فرجعت) إلى خديجة ( فقلت زملوني زملوني) مرتين ( فدثروني) غطّوني ( فأنزل الله تعالى) ولأبي ذر عز وجل ( { يا أيها المدثر} -إلى-) قوله: ( { والرجز فاهجر} قبل أن تفرض الصلاة) فيه إشعار بأن الأمر بتطهير الثياب كان قبل فرض الصلاة ( و) الرجز ( هي الأوثان) وأنّث الضمير في قوله وهي باعتبار أن الخبر جمع وفسر بالجمع نظرًا إلى الجنس قاله الكرماني.