فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب {وانشق القمر وإن يروا آية يعرضوا} [القمر: 2]

باب { وَانْشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا}
هذا ( باب) بالتنوين أي في قوله تعالى: ( { وانشق القمر} ) ماض على حقيقته وهو قول عامة المسلمين إلا من لا يلتفت إلى قوله حيث قال إنه سينشق يوم القيامة فأوقع الماضي موقع المستقبل لتحققه وهو خلاف الإجماع ( { وإن يروا} ) كفار قريش ( { آية} ) معجزة له -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( { يعرضوا} ) [القمر: 1، 2] عن تأملها والإيمان بها وسقط لفظ باب لغير أبي ذر وتاليه لغير المستملي.


[ قــ :4601 ... غــ : 4864 ]
- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ، وَسُفْيَانَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِرْقَتَيْنِ، فِرْقَةً فَوْقَ الْجَبَلِ، وَفِرْقَةً دُونَهُ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «اشْهَدُوا».

وبه قال: ( حدّثنا مسدد) هو ابن مسرهد قال: ( حدّثنا يحيى) بن سعيد القطان ( عن شعبة) بن الحجاج ( وسفيان) هو ابن عيينة أو الثوري لأن كلاًّ منهما يروي ( عن الأعمش) سليمان بن مهران ( عن إبراهيم) النخعي ( عن أبي معمر) بسكون العين بين فتحتين عبد الله بن سخبرة بفتح المهملة وسكون المعجمة ( عن ابن مسعود) عبد الله رضي الله- عنه أنه ( قال: انشق القمر على عهد رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في فرقتين) بكسر الفاء قطعتين لما سأله كفار قريش أن يريهم آية ( فرقة) نصب بدل من سابقه المنصوب على الحال ( فوق الجبل وفرقة دونه) ولأبي ذر فرقة برفعهما على الاستئناف ( فقال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( اشهدوا) هذه المعجزة العظيمة الباهرة وقال ليث عن مجاهد: فقال النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لأبي بكر: اشهد يا أبا بكر، وهذه المعجزة من أمهات المعجزات الفائقة على معجزات سائر الأنبياء لأن معجزاتهم عليهم السلام لم تتجاوز الأرضيات.

وهذا الحديث قد سبق في علامات النبوّة في باب سؤال المشركين أن يريهم النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- آية.




[ قــ :460 ... غــ : 4865 ]
- حَدَّثَنَا عَلِيٌّ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ وَنَحْنُ مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَصَارَ فِرْقَتَيْنِ، فَقَالَ لَنَا: «اشْهَدُوا، اشْهَدُوا».

وبه قال: ( حدّثنا علي بن عبد الله) المديني وسقط ابن عبد الله لغير أبي ذر قال ( حدّثنا سفيان) بن عيينة قال ( أخبرنا ابن أبي نجيح) بفتح النون وكسر الجيم عبد الله ( عن مجاهد) هو ابن جبر ( عن أبي معمر) عبد الله بن سخبرة ( عن عبد الله) بن مسعود -رضي الله عنه- أنه ( قال: انشق القمر ونحن مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) بمكة ( فصار فرقتين) بكسر الفاء ( فقال) عليه الصلاة والسلام ( لنا: اشهدوا اشهدوا) مرّتين.




[ قــ :4603 ... غــ : 4866 ]
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ حَدَّثَنِي بَكْرٌ عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ فِي زَمَانِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

وبه قال: ( حدّثنا يحيى بن بكير) المخزومي المصري ( قال: حدّثني) بالإفراد ( بكر) بفتح الموحدة وسكون الكاف ابن مضر القرشي المصري ( عن جعفر) هو ابن ربيعة بن شرحبيل ابن حسنة المصري ( عن عراك بن مالك عن عبيد الله) بضم العين مصغرًا ( ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس -رضي الله عنهما-) أنه ( قال: انشق القمر في زمان النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) وهذا نص يرد على القائل أنه إنما ينشق يوم القيامة قال الواحدي؛ والقائل هو عثمان بن عطاء عن أبيه وقد أخبر عنه الصادق فيجب اعتقاد وجوب وقوعه وأما امتناع الخرق والالتئام فقول اللئام وفي قراءة حذيفة وقد انشق أي قد كان انشقاق القمر فتوقعوا قرب الساعة أي إذ كان انشقاقه من أشراطها وذلك أن قد إنما هي جواب وقوع.




[ قــ :4604 ... غــ : 4867 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه- قَالَ: سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ أَنْ يُرِيَهُمْ آيَةً فَأَرَاهُمُ انْشِقَاقَ الْقَمَرِ.

وبه قال: ( حدّثنا عبد الله بن محمد) المسندي قال: ( حدّثنا يونس بن محمد) البغدادي قال: ( حدّثنا شيبان) بالشين المعجمة المفتوحة ابن عبد الرحمن التيمي مولاهم النحوي البصري نزيل الكوفة ( عن قتادة) بن دعامة ( عن أنس -رضي الله عنه-) أنه ( قال: سأل أهل مكة) المشركون ( أن يريهم) رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( آية) تشهد لنبوّته ( فأراهم انشقاق القمر) .

وهذا الحديث أخرجه أيضًا في باب سؤال المشركين بهذا السند، وقال فيه أن أهل مكة سألوا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن يريهم آية.




[ قــ :4605 ... غــ : 4868 ]
- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: انْشَقَّ الْقَمَرُ فِرْقَتَيْنِ.

وبه قال: ( حدّثنا مسدد) هو ابن مسرهد قال: ( حدّثنا يحيى) القطان ( عن شعبة) بن الحجاج
وفي نسخة حدّثنا شعبة ( عن قتادة) بن دعامة ( عن أنس) -رضي الله عنه- أنه ( قال انشق القمر فرقتين) وهذه الأحاديث الخمسة مدارها عن ابن مسعود وابن عباس وأنس فأما حديث ابن مسعود ففيه التصريح بحضوره ذلك حيث قال ونحن مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فقال لنا اشهدوا، وأما أنس فلم يحضر ذلك لأنه كان بالمدينة ابن أربع أو خمس سنين وكان الانشقاق بمكة قبل الهجرة بنحو خمس سنين وأما ابن عباس فلم يكن إذ ذاك ولد لكن روى ذلك عن جماعة من الصحابة.