فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب وقت الفجر

باب وَقْتِ الْفَجْرِ
( باب وقت الفجر) .


[ قــ :559 ... غــ : 575 ]
- حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ حَدَّثَهُ أَنَّهُمْ تَسَحَّرُوا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ.
قُلْتُ: ما بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: قَدْرُ خَمْسِينَ أَوْ سِتِّينَ.
يَعْنِي آيَةً.
[الحديث 575 - طرفه في: 1921] .

وبالسند قال ( حدّثنا عمرو بن عاصم) بفتح العين وسكون الميم البصري ( قال: حدّثنا همام) هو ابن يحيى ( عن قتادة) بن دعامة ( عن أنس) رضي الله عنه وللأصيلي أنس بن مالك ( أن زيد بن ثابت) الأنصاري رضي الله عنه ( حدّثه) وللأصيلي حدّثهم أي حدث أنسًا وأصحابه.

( أنهم) أي زيدًا وأصحابه ( تسحروا) أي أكلوا السحور وهو ما يؤكل في السحر أما بالضم فهو اسم لنفس الفعل ( مع النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قاموا إلى الصلاة) أي صلاة الصبح قال: أنس ( قلت) لزيد ( كم بينهما) ولأبي ذر والأصيلي كم كان بينهما أي بين السحور والقيام إلى الصلاة ( قال: قدر) قراءة ( خمسين أو ستين يعني آية) .

ورواة هذا الحديث الخمسة بصريون وفيه التحديث والعنعنة والقول ورواية صحابي عن صحابي، وأخرجه المؤلّف في الصوم وكذا مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة.





[ قــ :560 ... غــ : 576 ]
- حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ صَبَّاحٍ سَمِعَ رَوْحًا حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: "أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ تَسَحَّرَا، فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ سَحُورِهِمَا قَامَ نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى الصَّلاَةِ فَصَلَّيا قُلْنَا لأَنَسٍ: كَمْ كَانَ بَيْنَ فَرَاغِهِمَا مِنْ سَحُورِهِمَا وَدُخُولِهِمَا فِي الصَّلاَةِ؟ قَالَ: قَدْرُ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً".
[الحديث 576 - طرفه في: 1134] .

وبه قال ( حدّثنا) وفي الفرع وأصله ح للتحويل وحدّثنا ( حسن بن صباح) بتشديد الموحدة البزار بالزاي ثم الراء وللأربعة الحسن بن الصباح حال كونه قد ( سمع روحًا) بفتح الراء ولأبي الوقت والهروي روح بن عبادة بضم العين وتخفيف الموحدة ( قال حدّثنا سعيد) هو ابن أبي عروبة ( عن قتادة) بن دعامة ( عن أنس بن مالك) رضي الله عنه وسقط عند ابن عساكر ابن مالك:
( أن نبي الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وزيد بن ثابت تسحرا،) بالتثنية وللمستملي والسرخسي تسحروا بالجمع أي
النبي وأصحابه ( فلما فرغا من سحورهما) بفتح السين ( قام نبي الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى الصلاة فصلّى) وللكشميهني فصليا أي النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وزيد وللأكثرين فصلينا بالجمع أي النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأصحابه قال قتادة ( قلت) ولغير أبي ذر قلنا ( لأنس كم كان بين فراغهما من سحورهما) بفتح السين ( ودخولهما في الصلاة) أي الصبح ( قال: قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية) من القرآن.

ورواة هذا الحديث خمسة وفيه التحديث والعنعنة وهو من مسانيد أنس والسابق من مسانيد زيد بن ثابت.




[ قــ :561 ... غــ : 577 ]
- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ أَخِيهِ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ أَنَّهُ سَمِعَ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: "كُنْتُ أَتَسَحَّرُ فِي أَهْلِي ثُمَّ يَكُونُ سُرْعَةٌ بِي أَنْ أُدْرِكَ صَلاَةَ الْفَجْرِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-".
[الحديث 577 - طرفه في: 190] .

وبه قال: ( حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس) عبد الله الأصبحي المدني ابن أُخت الإمام مالك بن أنس ( عن أخيه) عبد الحميد أبي بكر بن أبي أويس ( عن سليمان) بن بلال ( عن أبي حازم) سلمة بن دينار الأعرج المدني العابد ( أنه سمع سهل بن سعد) بسكون الهاء والعين ابن مالك الأنصاري الساعدي الصحابي ابن الصحابي ( يقول) :
( كنت أتسحر في أهلي ثم يكون) بالمثناة التحتية وفي رواية تكون بالفوقية ( سرعة بي أن أدرك صلاة الفجر مع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
)
أي لإدراكي وسرعة بضم السين وإسكان الراء والرفع اسم كان وبي صفتها، وأن مصدرية وأدرك خبر كان أو كان تامة أي ثم توجد سرعة بي لإدراك صلاة الفجر، ويجوز سرعة بالنصب خبر كان والاسم ضمير يعود لما يدل عليه لفظ السرعة أي تكون السرعة سرعة حاصلة بي لإدراك الصلاة.

ورواة هذا الحديث الخمسة مدنيون وفيه رواية الأخ عن أخيه والتحديث والعنعنة والسماع.





[ قــ :56 ... غــ : 578 ]
- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنْ عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ قَالَتْ: "كُنَّ نِسَاءُ الْمُؤْمِنَاتِ يَشْهَدْنَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلاَةَ الْفَجْرِ مُتَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ، ثُمَّ يَنْقَلِبْنَ إِلَى بُيُوتِهِنَّ حِينَ يَقْضِينَ الصَّلاَةَ لاَ يَعْرِفُهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الْغَلَسِ".

وبه قال ( حدّثنا يحيى بن بكير) نسبة لجدّه واسم أبيه عن عبد الله المخزومي المصري ( قال: أخبرنا) وللأربعة حدّثنا ( الليث) بن سعد المصري الإمام ( عن عقيل) بضم العين وفتح القاف ابن خالد الأيلي ( عن ابن شهاب) الزهري ( قال: أخبرني) بالإفراد ( عروة بن الزبير) بن العوام ( أن عائشة) رضي الله عنها ( أخبرته قالت) :
( كن) وللأصيلي كنا ( نساء) الأنفس أو الجماعة ( المؤمنات) أوّل بهذا لئلا يلزم منه إضافة الشيء إلى نفسه.
وقول ابن مالك فيه شاهد على إضافة الموصوف للصفة عن أمن اللبس وكان الأصل وكنّ النساء المؤمنات وهو نظير مسجد الجامع.
تعقبه الدر الدماميني بأنه مؤوّل بناء على أن الأصل نساء الطوائف المؤمنات والطوائف أعمّ من النساء فهو كنساء الحي فلا يكون فيه شاهد اهـ.

ونساء رفع في اليونينية.
وقال الزركشي: يجوز فيه الرفع على أنه بدل من الضمير في ( كن) والنصب على أنه خبر كان ويشهدن خبر ثانٍ، وتعقبه فقال: لا يظهر هذا الوجه إذ ليس القصد إلى الإخبار عن النسوة المصليات بأنهن نساء مؤمنات ولا المعنى عليه، والذي يظهر أنه مفعول لمحذوف، وذلك أنها لما قالت: كن فأضمرت ولا معاد في الظاهر قصدت رفع اللبس لما قالته.
أي أعني نساء المؤمنات والخبر يشهدن، وكان الأصل أن تقول: كانت بالإفراد ولكنه على لغة أكلوني البراغيث، وحينئذٍ فنساء رفع بدل من الضمير في كن أو اسم كان وخبرها ( يشهدن) أي يحضرون ( مع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلاة الفجر) حال كونهن ( متلفعات) بالعين بعد الفاء أي متلفحات بالحاء ( بمروطهنّ) جمع مرط بكسر الميم كساء من صوف أو خز يؤتزر به ( ثم ينقلبن) أي يرجعن ( إلى بيوتهنّ حين يقضين الصلاة لا يعرفهنّ أحد) أنساء أم رجال ( من الغلس) لأنه لا يظهر للرائي إلاّ أشخاصهنّ فقط فإنّ قلت هذا يعارضه حديث أبي برزة السابق أنه كان ينصرف من الصلاة حين يعرف الرجل جليسه أجيب بأن هذا إخبار عن رؤية المتلفعة من بعد وذلك إخبار عن الجليس القريب فافترقا والله تعالى أعلم بالصواب.