فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب من أخذ حقه أو اقتص دون السلطان

باب مَنْ أَخَذَ حَقَّهُ أَوِ اقْتَصَّ دُونَ السُّلْطَانِ
( باب من أخذ حقه) من جهة غريمه ( أو اقتص) منه في نفس أو طرف ( دون السلطان) .


[ قــ :6524 ... غــ : 6887 ]
- حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ أَنَّ الأَعْرَجَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ».

وبه قال: ( حدّثنا أبو اليمان) الحكم بن نافع قال: ( أخبرنا شعيب) هو ابن أبي حمزة قال: ( حدّثنا أبو الزناد) عبد الله بن ذكوان ( أن الأعرج) عبد الرحمن بن هرمز ( حدّثه أنه سمع أبا هريرة) -رضي الله عنه- ( يقول: إنه سمع رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول) :
( نحن الآخرون) في الدنيا ( السابقون) وزاد أبو ذر يوم القيامة.




[ قــ :655 ... غــ : 6888 ]
- وَبِإِسْنَادِهِ «لَوِ اطَّلَعَ فِى بَيْتِكَ أَحَدٌ، وَلَمْ تَأْذَنْ لَهُ خَذَفْتَهُ بِحَصَاةٍ فَفَقَأْتَ عَيْنَهُ مَا كَانَ عَلَيْكَ مِنْ جُنَاحٍ» [الحديث 6888 - طرفه في: 690] .

( وبإسناده) أي الحديث السابق إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قال: ( لو اطلع) بتشديد الطاء ( في بيتك أحد ولم تأذن له) أن يطلع فيه ( خذفته) بالخاء والذال المعجمتين المفتوحتين ففاء رميته ( بحصاة) أي بأن جعلها بين إبهامه وسبابته ( ففقأت عينه) فقلعتها أو أطفأت ضوءها ولأبي ذر حذفته بالحاء المهملة بدل المعجمة قال القرطبي الرواية بالمهملة خطأ لأن في نفس الخبر أنه الرمي بالحصاة وهو بالمعجمة جزمًا ( ما كان عليك من جناح) .
بضم الجيم من إثم ولا مؤاخذة.
وفي رواية صححها ابن حبان والبيهقي: فلا قول ولا دية وهذا مذهب الشافعية، وعبارة النووي ومن نظر إلى حرمه في داره من كوّة أو ثقب فرماه بخفيف كحصاة فأعماه أو أصاب قرب عينه فجرحه فمات فهدر بشرط عدم محرم وزوجة للناظر اهـ.

والمعنى فيه المنع من النظر وإن كانت حرمه مستورة أو منعطفة لعموم الأخبار ولأنه لا يدري متى تستتر وتنكشف فيحسم باب النظر وخرج بالدار المسجد والشارع ونحوهما، وبالثقب الباب والكوّة الواسعة، والشباك الواسع العيون ويقرب عينه ما لو أصاب موضعًا بعيدًا عنها فلا يهدر في الجميع.
وقال المالكية الحديث خرج مخرج التغليظ وقوله في الحديث ولم يأذن احتراز عمن اطلع بإذن.




[ قــ :656 ... غــ : 6889 ]
- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ حُمَيْدٍ أَنَّ رَجُلاً اطَّلَعَ فِى بَيْتِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَدَّدَ إِلَيْهِ مِشْقَصًا فَقُلْتُ مَنْ حَدَّثَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ.

وبه قال: ( حدّثنا مسدد) هو ابن مسرهد قال: ( حدّثنا يحيى) بن سعيد القطان ( عن حميد) الطويل ( أن رجلاً) هو الحكم بن أبي العاص ( اطلع) بتشديد الطاء ( في بيت النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فسدد) بالسين المهملة وتشديد الدال المهملة الأولى كذا لأبي ذر والأصيلي أي صوّب ( إليه) النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( مشقصًا) بكسر الميم وسكون الشين المعجمة بعدها قاف مفتوحة فصاد مهملة منصوب على المفعولية النصل العريض ولأبي ذر عن الحموي والباقين فشدد بالشين المعجمة قال عياض هو وهم قال يحيى ( فقلت) لحميد ( من حدثك بهدا) الحديث؟ ( قال) : حدّثني به ( أنس بن مالك) -رضي الله عنه-.

وهذا الحديث صورته في الأول مرسل لأن حميدًا لم يدرك القصة.
وقوله: فقلت من حدثك بهذا؟ قال: أنس يدل على أنه مسند موصول.