فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب الصلاة إلى الأسطوانة

باب الصَّلاَةِ إِلَى الأُسْطُوَانَةِ
وَقَالَ عُمَرُ: الْمُصَلُّونَ أَحَقُّ بِالسَّوَارِي مِنَ الْمُتَحَدِّثِينَ إِلَيْهَا.

وَرَأَى عُمَرُ رَجُلاً يُصَلِّي بَيْنَ أُسْطُوَانَتَيْنِ فَأَدْنَاهُ إِلَى سَارِيَةٍ فَقَالَ: صَلِّ إِلَيْهَا.

( باب) استحباب ( الصلاة إلى) جهة ( الاسطوانة) بهمزة قطع مضمومة.
( وقال عمر) بن الخطاب رضي الله عنه مما وصله ابن أبي شيبة: ( المصلّون أحق بالسواري) في التستر بها ( من المتحدثين) المستندين ( إليها) لأنهما وإن اشتركا في الحاجة إليها فالمصلّي أحق إذ هو في عبادة محققة، ( ورأى عمر) مما هو موصول عند ابن أبي شيبة أيضًا، ولأبوي ذر والوقت والأصيلي وابن عساكر في نسخة: رأى ابن عمر ( رجلاً يصلّي بين أسطوانتين) بضم الهمزة ( فأدناه) أي قربه ( إلى سارية فقال: صل إليها) .


[ قــ :489 ... غــ : 502 ]
- حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: كُنْتُ آتِي مَعَ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ فَيُصَلِّي عِنْدَ الأُسْطُوَانَةِ الَّتِي عِنْدَ الْمُصْحَفِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا مُسْلِمٍ أَرَاكَ تَتَحَرَّى الصَّلاَةَ عِنْدَ هَذِهِ الأُسْطُوَانَةِ، قَالَ: فَإِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَحَرَّى الصَّلاَةَ عِنْدَهَا.

وبه قال: ( حدّثنا المكي بن إبراهيم) البلخي ( قال: حدّثنا يزيد بن أبي عبيد) بضم العين الأسلمي ( قال) :
( كنت آتي مع سلمة بن الأكوع) الأسلمي ( فيصلّي عند الأسطوانة) بقطع الهمزة المضمومة المتوسطة في الروضة المعروفة بالمهاجرين ( التي عند المصحف) الذي كان في المسجد من عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه.
قال يزيد: ( فقلت) لابن الأكوع؛ ( يا أبا مسلم أراك) بفتح الهمزة أي أبصرك ( تتحرى) تجتهد وتختار وتقصد ( الصلاة عند هذه الأسطوانة قال: فإني رأيت النبي) وللأصيلي: رأيت رسول الله ( -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يتحرى الصلاة عندها) لأنها أولى أن تكون سترة من العنزة.

ورواته ثلاثة، وفيه التحديث والقول، وأخرجه مسلم وابن ماجة في الصلاة.




[ قــ :490 ... غــ : 503 ]
- حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ كِبَارَ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَبْتَدِرُونَ السَّوَارِيَ عِنْدَ الْمَغْرِبِ.
وَزَادَ شُعْبَةُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ أَنَسٍ: حَتَّى يَخْرُجَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
[الحديث 503 - طرفه في: 65] .

وبه قال: ( حدّثنا قبيصة) بفتح القاف وكسر الموحدة وبالصاد المهملة ابن عقبة الكوفي ( قال: حدّثنا سفيان) الثوري ( عن عمرو بن عامر) بفتح العين وسكون الميم الكوفي الأنصاري ( عن أنس) وللأصيلي أنس بن مالك ( قال) :
( لقد رأيت) وللحموي والمستملي لقد أدركت ( كبار أصحاب النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يبتدرون) بالدال المهملة ( السواري) يتسارعون إليها ( عند) أذان ( المغرب) .
( وزاد شعبة) مما هو موصول في كتاب الأذان ( عن عمرو) أي عامر الأنصاري ( عن أنس) ( حتى) وفي رواية حين ( يخرج النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) ورواة هذا الحديث الأربعة كوفيون، وفيه التحديث والعنعنة.