فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه

باب تَحْوِيلِ الاِسْمِ إِلَى اسْمٍ أَحْسَنَ مِنْهُ
( باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه) .


[ قــ :5862 ... غــ : 6191 ]
- حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِى مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنِى أَبُو حَازِمٍ، عَنْ سَهْلٍ قَالَ: أُتِىَ بِالْمُنْذِرِ بْنِ أَبِى أُسَيْدٍ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ وُلِدَ فَوَضَعَهُ عَلَى فَخِذِهِ، وَأَبُو أُسَيْدٍ جَالِسٌ فَلَهَا النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِشَىْءٍ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَمَرَ أَبُو أُسَيْدٍ بِابْنِهِ فَاحْتُمِلَ مِنْ فَخِذِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَاسْتَفَاقَ النَّبِىُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: «أَيْنَ الصَّبِىُّ»؟ فَقَالَ أَبُو أُسَيْدٍ: قَلَبْنَاهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: «مَا اسْمُهُ»؟ قَالَ: فُلاَنٌ.
قَالَ: «وَلَكِنْ أَسْمِهِ الْمُنْذِرَ» فَسَمَّاهُ يَوْمَئِذٍ الْمُنْذِرَ.

وبه قال: ( حدّثنا سعيد بن أبي مريم) هو سعيد بن الحكم بن أبي مريم الجمحي مولاهم البصري قال: ( حدّثنا أبو غسان) بفتح الغين المعجمة والسين المهملة المشدّدة وبعد الألف نون محمد بن مطرّف بكسر الراء المشددة ( قال: حدثني) بالإفراد ( أبو حازم) بالحاء المهملة والزاي سلمة بن دينار الأعرج ( عن سهل) بفتح السين المهملة وسكون الهاء ابن سعد الساعدي ( قال: أُتي) بضم الهمزة وكسر الفوقية ( بالمنذر) بضم الميم وسكون النون وكسر المعجمة ( ابن أبي أسيد) بضم الهمزة وفتح المهملة وسكون الياء مالك بن ربيعة الساعدي الأنصاري ( إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حين ولد) ليحنكه ويبارك عليه ( فوضعه) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( على فخذه) بالذال المعجمة إكرامًا لأبيه ( وأبو أسيد) والده ( جالس فلها) بفتح الهاء في الفرع كأصله وهي لغة طيىء وبكسرها بوزن علم وهي اللغة المشهورة أي اشتغل ( النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بشيء بين يديه) عن الصبي فنسيه ( فأمر أبو أسيد بابنه فاحتمل) بضم الفوقية وكسر الميم فرفع ( من فخذ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فاستفاق النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) هو استفعل من أفاق إذا رجع إلى ما كان قد شغل عنه وعاد إلى نفسه فلم ير الصبي ( فقال) :
( أين الصبي) ؟ ( فقال) : أبوه ( أبو أسيد قلبناه) بفتح القاف وتخفيف اللام بعدها موحدة ولأبي ذر عن الكشميهني أقلبناه بزيادة همزة قبل القاف.
قال السفاقسي: والصواب حذفها لكن أثبتها غيره لغة أي رددناه إلى المنزل ( يا رسول الله.
قال: ما اسمه؟ قال: فلان)
قال الحافظ ابن حجر: لم أقف على تعيينه فكأنه كان سماه اسمًا ليس مستحسنًا فسكت عن تعيينه أو سماه فنسيه بعض الرواة ( قال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ليس هذا الاسم الذي سميته به اسمه الذي يليق به ( ولكن) ولأبي ذر قال: لا ولكن ( اسمه المنذر فسماه) عليه الصلاة والسلام ( يومئذ المنذر) تفاؤلاً أن يكون له علم ينذر به قاله الداودي ومثله قول الطيبي لعله عليه الصلاة والسلام تفاءل به ولمح إلى معنى التفقه في الدين في قوله تعالى: { فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة} إلى قوله: { ولينذروا قومهم} [التوبة: 122] وسقطت الواو من قوله: ولكن في رواية أبي ذر.

ومطابقته للترجمة واضحة والحديث أخرجه مسلم في الأدب.




[ قــ :5863 ... غــ : 619 ]
- حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ الْفَضْلِ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِى مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِى رَافِعٍ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ زَيْنَبَ كَانَ اسْمُهَا بَرَّةَ فَقِيلَ: تُزَكِّى نَفْسَهَا فَسَمَّاهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: زَيْنَبَ.

وبه قال ( حدّثنا صدقة بن الفضل) المروزي الحافظ قال: ( أخبرنا محمد بن جعفر) غندر ( عن شعبة) بن الحجاج ( عن عطاء بن أبي ميمونة) مولى أنس بن مالك ( عن أبي رافع) نفيع المدني ثم البصري ( عن أبي هريرة) -رضي الله عنه- ( أن زينب) هي بنت جحش أم المؤمنين كما في مسلم وأبي داود أو هي زينب بنت أم سلمة ربيبته -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كما رواه ابن مردويه في تفسير سورة الحجرات من طريقها ( كان اسمها برّة) بفتح الموحدة والراء المشدّدة ( فقيل تزكي نفسها) لأن لفظ برة مشتق من البر ( فسماها رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- زينب) وقد وقع مثل ذلك لجويرية بنت الحارث أم المؤمنين.
رواه مسلم وأبو داود والبخاري في الأدب المفرد عن ابن عباس بلفظ: كان اسم جويرية برة فحوّل النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- اسمها فسماها جويرية كره أن يقال خرج من عند برة.

وحديث الباب أخرجه مسلم في الاستئذان وابن ماجة في الأدب.




[ قــ :5864 ... غــ : 6193 ]
- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ أَخْبَرَهُمْ قَالَ: أَخْبَرَنِى عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ شَيْبَةَ، قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، فَحَدَّثَنِى أَنَّ جَدَّهُ حَزْنًا قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: «مَا اسْمُكَ»؟ قَالَ: اسْمِى حَزْنٌ قَالَ: «بَلْ أَنْتَ سَهْلٌ» قَالَ: مَا أَنَا بِمُغَيِّرٍ اسْمًا سَمَّانِيهِ أَبِى قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ: فَمَا زَالَتْ فِينَا الْحُزُونَةُ بَعْدُ.

وبه قال: ( حدّثنا إبراهيم بن موسى) بن يزيد الفراء الرازي الصغير قال: ( حدّثنا) ولأبي ذر: أخبرنا ( هشام) هو ابن يوسف الصنعاني ( أن ابن جريج) عبد الملك بن عبد العزيز ( أخبرهم قال: أخبرني) بالإفراد ( عبد الحميد بن جبير بن شيبة) بفتح الشين المعجمة والموحدة بينهما تحتية ساكنة ابن عثمان الحجبي ( قال: جلست إلى سعيد بن المسيب فحدثني) بالإفراد ( أن جدّه حزنًا قدم على النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) تقدم في الباب السابق أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبيه أن أباه جاء إلى النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فرواه موصولاً عن أبيه عن جدّه ورواه هنا عن جده مرسلاً فأسقط أباه وقاعدة البخاري أن الاختلاف في الوصل والإرسال لا يقدح المرسل في الموصول إذا كان الذي وصل أحفظ من الذي أرسل كما هنا، فإن الزهري أحفظ من عبد الحميد والقاعدة عند إمامنا الشافعي أن المرسل إذا جاء موصولاً من وجه آخر تبين صحة مخرج المرسل ( فقال) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لحزن:
( ما اسمك؟ قال: اسمي حزن.
قال: بل أنت سهل قال: ما أنا بمغير اسمًا سمانيه أبي.
قال ابن المسيب: فما زالت فينا الحزونة بعد)
وفي الحديث أن التغيير ليس على وجه المنع من التسمي بالقبيح بل على وجه الاختيار فيجوز تسمية الرجل القبيح بحسن والفاسق بصالح لأنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
لم يلزم حزنًا لما امتنع من تحويل اسمه إلى سهل بذلك ولو كان ذلك لازمًا لما أقره على قوله: ما أنا بمغير اسمًا سمانيه أبي.
والله الموفق للصواب.
والحديث سبق قبل هذا الباب.