فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب شوب اللبن بالماء

باب شَوْبِ اللَّبَنِ بِالْمَاءِ
( باب شوب اللبن بالماء) بفتح المعجمة وسكون الواو أي خلط اللبن بالماء، ولأبي ذر عن الحموي والمستملي: شرب بضم الشين والراء الساكنة بدل الواو أي شرب اللبن ممزوجًا بالماء البارد كسرًا لحرارته عقب حلبه مع شدّة حر القطر.


[ قــ :5313 ... غــ : 5612 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدَانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ -رضي الله عنه- أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شَرِبَ لَبَنًا وَأَتَى دَارَهُ فَحَلَبْتُ شَاةً فَشُبْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنَ الْبِئْرِ فَتَنَاوَلَ الْقَدَحَ فَشَرِبَ وَعَنْ يَسَارِهِ أَبُو بَكْرٍ وَعَنْ يَمِينِهِ أَعْرَابِيٌّ فَأَعْطَى الأَعْرَابِيَّ فَضْلَهُ ثُمَّ قَالَ: «الأَيْمَنَ فَالأَيْمَنَ».

وبه قال: ( حدّثنا عبدان) عبد الله بن عثمان المروزي قال: ( أخبرنا عبد الله) بن المبارك المروزي قال: ( أخبرنا يونس) بن يزيد الأيلي ( عن الزهري) محمد بن مسلم ( قال: أخبرنا) بالإفراد ( أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه رأى رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- شرب لبنًا وأتى داره) أي دار أنس والجملة حالية أي رآه حين أتى داره ( فحلبت شاة فشبت) بضم الشين المعجمة أي خلطت ( لرسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) اللبن الذي حلبته بماء ( من البئر) ليبرد ( فتناول) -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ( القدح فشرب) منه ( وعن يساره أبو بكر) الصديق ( وعن يمينه أعرابي) زاد في رواية أبي طوالة السابقة في الهبة وعمر تجاهه وفي الشرب من طريق شعيب عن الزهري في هذا الحديث فقال عمر: وخاف أن يعطيه الأعرابي أعط أبا بكر، وفي رواية أبي طوالة فقال عمر: هذا أبو بكر ( فأعطى) عليه الصلاة والسلام ( الأعرابي فضله) أي اللبن الذي فضل منه بعد شربه ( ثم قال) : ولأبي ذر عن الكشميهني، وقال بالواو بدل ثم قدموا ( الأيمن فالأيمن) أو النصب على الحال أي اشربوا مترتبين على هذا النمط، ويجوز الرفع أي الأيمن مقدم أو أحق بالشرب من غيره.
وفي الحديث أن السنة تقديم الأيمن وإن كان مفضولًا ولا يلزم من ذلك حط رتبة الفاضل، ولعل عمر -رضي الله عنه- كان احتمل عنده أنه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقدم أبا بكر فيكون سنّة في تقديم الأفضل في الشرب
على الأيمن، فلذا ذكر أبا بكر فبيّن له -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن السنّة تقديم الأيمن على الأفضل.

وهذا الحديث سبق في الهبة.




[ قــ :5314 ... غــ : 5613 ]
- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنهما- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَمَعَهُ صَاحِبٌ لَهُ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنْ كَانَ عِنْدَكَ مَاءٌ بَاتَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ فِي شَنَّةٍ وَإِلاَّ كَرَعْنَا».
قَالَ: وَالرَّجُلُ يُحَوِّلُ الْمَاءَ فِي حَائِطِهِ قَالَ: فَقَالَ الرَّجُلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، عِنْدِي مَاءٌ بَائِتٌ فَانْطَلِقْ إِلَى الْعَرِيشِ قَالَ: فَانْطَلَقَ بِهِمَا فَسَكَبَ فِي قَدَحٍ ثُمَّ حَلَبَ عَلَيْهِ مِنْ دَاجِنٍ لَهُ قَالَ: فَشَرِبَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثُمَّ شَرِبَ الرَّجُلُ الَّذِي جَاءَ مَعَهُ.
[الحديث 5613 - أطرافه في: 561] .

وبه قال: ( حدّثنا عبد الله بن محمد) المسندي الجعفي قال: ( حدّثنا أبو عامر) عبد الملك العقدي بفتح العين المهملة والقاف قال: ( حدّثنا فليح بن سليمان) بفاء مضمومة آخره مهملة وضم السين مصغرين العدوي مولاهم المدني ( عن سعيد بن الحارث) الأنصاري قاضي المدينة ( عن جابر بن عبد الله) الأنصاري ( -رضي الله عنه- أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دخل على رجل من الأنصار) قيل هو أبو الهيثم بن التيهان الأنصاري ( ومعه صاحب له) هو أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- ( فقال له) أي للرجل الأنصاري الذي دخل عليه ( النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( إن كان عندك ماء بات هذه الليلة في شنة) بفتح الشين المعجمة والنون المشدّدة قربة خلقة فاسقنا منها ( وإلاّ كرعنا) بفتح الراء وتكسر شربنا من غير إناء ولا كف بل بالفم ( قال) جابر ( والرجل) الأنصاري ( يحول الماء في حائطه) ينقله من عمق البئر إلى ظاهرها أو يجري الماء جانب إلى جانب من بستانه ليعم أشجاره بالسقي ( قال) جابر ( فقال الرجل) الأنصاري وسقط لابن عساكر لفظ الرجل ( يا رسول الله عندي ماء بائت فانطلق) بكسر اللام وسكون القاف ( إلى العريش) المسقف من البستان بالأغصان وأكثر ما يكون في الكروم ( قال فانطلق) الرجل الأنصاري ( بهما) بالنبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وبالصديق -رضي الله عنه- إلى العريش ( فسكب في قدح) ماء ( ثم حلب عليه) لبنًا ( من داجن له) بالجيم والنون شاة تألف البيوت ( قال) جابر ( فشرب رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثم شرب الرجل الذي جاء معه) وهو أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-.

وهذا الحديث أخرجه أبو داود وابن ماجة في الأشربة.