فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قوله: {لا تكونوا كالذين آذوا موسى} [الأحزاب: 69]

باب قَوْلِهِ: { لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى} [الأحزاب: 69]
( قوله: { لا تكونوا} ) ولأبي ذر باب بالتنوين أي في قوله تعالى: لا تكونوا ( { كالذين آذوا موسى} ) [الأحزاب: 69] أي لا تؤذوا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كما آذى بنو إسرائيل موسى.


[ قــ :4539 ... غــ : 4799 ]
- حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنِ الْحَسَنِ وَمُحَمَّدٍ وَخِلاَسٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّ مُوسَى كَانَ رَجُلًا حَيِيًّا، وَذَلِكَ .

     قَوْلُهُ  تَعَالَى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا} ».

وبه قال: ( حدّثنا إسحاق بن إبراهيم) بن راهويه قال: ( أخبرنا) ولأبي ذر: حدّثنا ( روح بن عبادة) بفتح الراء وسكون الواو بعدها حاء مهملة وعبادة بضم العين وتخفيف الموحدة البصري قال: ( حدّثنا عوف) هو ابن أبي جميلة عرف بالأعرابي ( عن الحسن) هو البصري ( ومحمد) هو ابن سيرين ( وخلاس) بكسر الخاء المعجمة وتخفيف اللام وبعد الألف مهملة ابن عمرو الهجري البصري الثلاثة ( عن أبي هريرة -رضي الله عنه-) أنه ( قال: قال رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-) :
( إن موسى) عليه الصلاة والسلام ( كان رجلًا حييًّا) بفتح الحاء المهملة وكسر التحتية الأولى وتشديد الثانية أي كثير الحياء.
زاد في أحاديث الأنبياء ستيرًا لا يرى من جلده شيء استحياء منه فآذاه من آذاه من بني إسرائيل فقالوا: ما يستتر موسى هذا التستر إلا بعيب في جلده إما برص وإما أدرة وإما آفة وأن الله تعالى أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى فخلا يومًا وحده فوضع ثيابه على الحجر ثم اغتسل فلما فرغ أقبل إلى ثيابه ليأخذها وأن الحجر عدا بثوبه فأخذ موسى عصاه فطلب الحجر فجعل يقول: ثوبي حجر ثوبي حجر حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل فرأوه عريانًا
أحسن ما خلق الله وبرأه مما يقولون وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه وطفق بالحجر ضربًا بالعصا فوالله إن بالحجر لندبًا من أثر ضربه ثلاثًا أو أربعًا أو خمسًا.
( وذلك قوله تعالى) : محذرًا أهل المدينة أن يؤذوا رسول الله كما آذى بنو إسرائيل موسى ( { يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله} ) فأظهر الله براءته ( { مما قالوا وكان عند الله وجيهًا} ) أي كريمًا ذا جاه وما مصدرية أو بمعنى الذي.
وسبق في أحاديث الأنبياء أن خلاسًا والحسن لم يسمعا من أبي هريرة.

وهذا الحديث ساقه هنا مختصرًا جدًّا وذكره تامًّا في أحاديث الأنبياء.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

تابع 65 - كتاب تفسير القرآن

[34] سورة سَبَأ
( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) يُقَالُ { مُعَاجِزِينَ} : مُسَابِقِينَ.
{ بِمُعْجِزِينَ} : بِفَائِتِينَ.
{ مُعَاجِزِينَ} : مُغَالِبِينَ.
{ سَبَقُوا} : فَاتُوا.
{ لاَ يُعْجِزُونَ} : لاَ يَفُوتُونَ.
{ يَسْبِقُونَا} : يُعْجِزُونَا.
.

     قَوْلُهُ  { بِمُعْجِزِينَ} : بِفَائِتِينَ وَمَعْنَى.
{ مُعَاجِزِينَ} : مُغَالِبِينَ.
يُرِيدُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنْ يُظْهِرَ عَجْزَ صَاحِبِهِ.
{ مِعْشَارٌ} : عُشْرٌ.
{ الأُكُلُ} : الثَّمَرُ.
{ بَاعِدْ} : وَبَعِّدْ: وَاحِدٌ.
.

     وَقَالَ  مُجَاهِدٌ { لاَ يَعْزُبُ} : لاَ يَغِيبُ.
{ الْعَرِمُ} : السُّدُّ مَاءٌ أَحْمَرُ أَرْسَلَهُ اللَّهُ فِي السُّدِّ فَشَقَّهُ وَهَدَمَهُ وَحَفَرَ الْوَادِيَ فَارْتَفَعَتَا عَنِ الْجَنْبَيْنِ وَغَابَ عَنْهُمَا الْمَاءُ فَيَبِسَتَا، وَلَمْ يَكُنِ الْمَاءُ الأَحْمَرُ مِنَ السُّدِّ وَلَكِنْ كَانَ عَذَابًا أَرْسَلَهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَيْثُ شَاءَ.
.

     وَقَالَ  عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ { الْعَرِمُ} : الْمُسَنَّاةُ بِلَحْنِ أَهْلِ الْيَمَنِ.
.

     وَقَالَ  غَيْرُهُ { الْعَرِمُ} : الْوَادِي.
( السَّابِغَاتُ) الدُّرُوعُ.
.

     وَقَالَ  مُجَاهِدٌ { وَهَلْ يُجَازَى} : يُعَاقَبُ.
{ أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ} : بِطَاعَةِ اللَّهِ.
{ مَثْنَى وَفُرَادَى} : وَاحِدٌ وَاثْنَيْنِ.
{ التَّنَاوُشُ} : الرَّدُّ مِنَ الآخِرَةِ إِلَى الدُّنْيَا.
{ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ} : مِنْ مَالٍ أَوْ وَلَدٍ أَوْ زَهْرَةٍ.
{ بِأَشْيَاعِهِمْ} : بِأَمْثَالِهِمْ.
.

     وَقَالَ  ابْنُ عَبَّاسٍ.
( كَالْجَوَابِ) : كَالْجَوْبَةِ مِنَ الأَرْضِ.
( الْخَمْطُ) : الأَرَاكُ.
( وَالأَثَلُ) : الطَّرْفَاءُ.
( الْعَرِمُ) : الشَّدِيدُ.