فهرس الكتاب

إرشاد الساري - باب قوله: {الذين جعلوا القرآن عضين} [الحجر: 91]

باب قَوْلِهِ: { الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} [الحجر: 91]
{ الْمُقْتَسِمِينَ} : الَّذِينَ حَلَفُوا، وَمِنْهُ لاَ أُقْسِمُ أَيْ أُقْسِمُ، وَتُقْرَأُ: لأُقْسِمُ، قَاسَمَهُمَا حَلَفَ لَهُمَا وَلَمْ يَحْلِفَا لَهُ.
.

     وَقَالَ  مُجَاهِدٌ تَقَاسَمُوا: تَحَالَفُوا
( قوله) ولأبي ذر باب قوله عز وجل: ( { الذين جعلوا القرآن عضين} ) [الحجر: 91] نعت للمقتسمين أو بدل منه أو بيان ( { المقتسمين} ) أي ( الذين حلفوا) جعله من القسم لا من القسمة أي مثل ما أنزلنا على الرهط الذين تقاسموا على أن يبيتوا صالحًا وذلك في قوله تعالى: { قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه} [النمل: 49] وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله.
قال في الكشاف: والاقتسام بمعنى التقاسم ولعل المؤلف اعتمد في هذا القول على ما رواه الطبري عن مجاهد أن المراد بقوله المقتسمين قوم صالح الذي تقاسموا على إهلاكه ( ومنه) أي من معنى المقتسمين ( { لا أقسم} أي أقسم) فلا مقحمة ( وتقرأ لأقسم) بغير مد وهي قراءة ابن كثير على أن اللام جواب لقسم مقدر تقديره لأنا أقسم أو والله لأنا أقسم.
( { قاسمهما} ) ولأبي ذر وقاسمهما أي ( حلف لهما) أي حلف إبليس لآدم وحوّاء ( ولم يحلفا له) فليس هو من باب المفاعلة.

( وقال مجاهد) : فيما أخرجه الفريابي ( { تقاسموا} ) بالله لنبيتنه أي ( تحالفوا) وقد مرّ والجمهور على أنه من القسمة.


[ قــ :4449 ... غــ : 4705 ]
- حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا أَبُو بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: { الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ، جَزَّءُوهُ أَجْزَاءً فَآمَنُوا بِبَعْضِهِ وَكَفَرُوا بِبَعْضِهِ.

وبه قال: ( حدّثنا) ولغير أبي ذر: حدّثني بالإفراد ( يعقوب بن إبراهيم) الدورقي قال: ( حدّثنا هشيم) بضم الهاء مصغرًا ابن بشير بضم الموحدة وفتح المعجمة الواسطي قال: ( أخبرنا أبو
بشر)
بكسر الموحدة وسكون المعجمة جعفر بن أبي وحشية إياس اليشكري ( عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما) في قوله تعالى: ( { الذين جعلوا القرآن عضين} قال: هم أهل الكتاب جزؤوه) وفي نسخة الذين جزؤوه ( أجزاء فآمنوا ببعضه) مما وافق التوراة ( وكفروا ببعضه) مما خالفها.




[ قــ :4450 ... غــ : 4706 ]
- حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- { كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ} قَالَ: آمَنُوا بِبَعْضٍ وَكَفَرُوا بِبَعْضٍ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى.

وبه قال: ( حدّثني) بالإفراد ولأبي ذر: حدّثنا ( عبيد الله بن موسى) بضم العين وفتح الموحدة مصغرًا ابن باذام العبسي الكوفي ( عن الأعمش) سليمان بن مهران الكوفي ( عن أبي ظبيان) بفتح الظاء المعجمة وسكون الموحدة حصين بضم الحاء وفتح الصاد المهملتين مصغرًا ابن جندب المذحجي بفتح الميم وإسكان المعجمة وكسر المهملة وبالجيم ( عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما) في قوله تعالى: ( { كما أنزلنا على المقتسمين} ) [الحجر: 90] ( قال: آمنوا ببعض وكفروا ببعض) أي ( اليهود والنصارى) .

وعن ابن عباس أيضًا المقتسمين الذين اقتسموا طرق مكة يصدّون الناس عن الإيمان برسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قيل يقرب عددهم من أربعين، وقيل كانوا خمسة.
الأسود بن عبد يغوث، والأسود بن المطلب، والعاص بن وائل؛ والحارث بن قيس، والوليد بن المغيرة وقيل غير ذلك.