فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب قبالان في نعل، ومن رأى قبالا واحدا واسعا

( بابُُ قِبالانِ فِي نَعْلٍ، ومَنْ رأى قِبالاً واحِداً واسِعاً)

أَي: هَذَا بابُُ يذكر فِيهِ قبالان كائنان فِي نعل وَاحِد وقبالان تَثْنِيَة قبال بِكَسْر الْقَاف زِمَام النَّعْل، وَهُوَ السّير الَّذِي يكون بَين الإصبعين الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِيهَا، يُقَال: أقبل نَعله وقابلها إِذا عمل لَهَا قبالاً، وَفِي الحَدِيث: قابلوا النِّعَال، أَي: اعْمَلُوا عَلَيْهَا القبال.

     وَقَالَ  الْجَوْهَرِي: الزِّمَام هُوَ السّير الَّذِي يعْقد فِيهِ الشسع بِكَسْر الشين الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْمُهْملَة بعْدهَا عين مُهْملَة وَهُوَ أحد سيور النَّعْل الَّذِي يدْخل بَين الإصبعين، وَيدخل طرفه فِي الثقب الَّذِي فِي صدر النَّعْل المشدود فِي الزِّمَام،.

     وَقَالَ  عباض: جمعه شسوع.
قَوْله: ( وَمن رأى قبالاً وَاحِدًا وَاسِعًا) يَعْنِي: جَائِزا، وَأَشَارَ بِهَذَا إِلَى أَن قبالين أَو قبالاً وَاحِدًا مُبَاح، وَلَيْسَ فِي ذَلِك شَيْء لَا يَجْزِي غَيره.



[ قــ :5543 ... غــ :5857 ]
- حدَّثنا حَجَّاجُ بنُ مِنْهالٍ حَدثنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتادَةَ حَدثنَا أنَسٌ رَضِي الله عَنهُ، أنَّ نَعلَي النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كانَ لَهُما قِبالانِ.
( انْظُر الحَدِيث 3107 وطرفه) .


مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة، وَهَمَّام هُوَ ابْن يحيى العوذي الْبَصْرِيّ، وَوَقع فِي رِوَايَة ابْن السكن عَن الْفربرِي: هِشَام، بدل همام، وَالصَّوَاب هُوَ الأول.

والْحَدِيث أخرجه أَبُو دَاوُد فِي اللبَاس أَيْضا عَن مُسلم بن إِبْرَاهِيم.
وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِيهِ عَن إِسْحَاق ابْن مَنْصُور وَغَيره.
وَأخرجه النَّسَائِيّ فِي الزِّينَة عَن مُحَمَّد بن معمر الْبَصْرِيّ.
وَأخرجه ابْن مَاجَه فِي اللبَاس عَن أبي بكر ابْن أبي شيبَة.

قَوْله: ( أَن نَعْلي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) كَذَا بالتثنية فِي رِوَايَة الْأَكْثَرين، وَفِي رِوَايَة الْكشميهني بِالْإِفْرَادِ.
قَوْله: ( لَهما) وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: لَهَا بِالْإِفْرَادِ، وَالَّذِي ثَبت فِي الصَّحِيح فِي حَدِيث أنس أَنه كَانَ لنعليه قبالان لَيْسَ فِيهِ زِيَادَة على وصفهما بذلك، وَزَاد ابْن سعد فِي ( الطَّبَقَات) : عَن عَفَّان عَن همام من سبت قَالَ أَي: لَيْسَ عَلَيْهَا شعر، قَالَ: والمسبوت مَا لَيْسَ عَلَيْهِ شعر، وَإِسْنَاده صَحِيح، وَفِي حَدِيث ابْن عَبَّاس: كَانَ شراكهما مثنياً، وَهُوَ صَحِيح الْإِسْنَاد إِلَّا أَنه ورد مُرْسلا من رِوَايَة عبد الله ابْن الْحَارِث دون ذكر ابْن عَبَّاس، وَفِي حَدِيث عَمْرو بن حُرَيْث وَأبي ذَر أَنَّهُمَا مخصوفتان، والمخصوفة المطرقة الَّتِي يطْرق بَعْضهَا على بعض، وَحَدِيث عَمْرو بن حُرَيْث رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ فِي الشَّمَائِل، وَحَدِيث أبي ذَر رَوَاهُ أَبُو الشَّيْخ من رِوَايَة حميد بن هِلَال عَن عبد الله بن الصَّامِت عَن أبي ذَر، قَالَ: رَأَيْت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، يُصَلِّي فِي نَعْلَيْنِ مخصوفتين من جُلُود الْبَقر، وروى أَبُو الشَّيْخ أَيْضا بِإِسْنَادِهِ إِلَى يزِيد بن أبي زِيَاد، قَالَ: رَأَيْت نعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، مخصرة ملسنة لَيْسَ لَهَا عقب خَارج، والمخصرة الَّتِي لَهَا خصر دَقِيق، قَالَ الْجَوْهَرِي: والملسن من النِّعَال الَّذِي فِيهِ طول ولطافة على هَيْئَة اللِّسَان،.

     وَقَالَ  صَاحب ( النِّهَايَة) : وَقيل: هِيَ الَّتِي جعل لَهَا لِسَان ولسانها الْهَيْئَة الناتئة فِي مقدمها.





[ قــ :5544 ... غــ :5858 ]
- حدَّثني مُحَمَّدٌ أخبرنَا عَبْدُ الله أخْبَرَنا عِيسَى بنُ طَهْمانَ قَالَ: خَرَجَ إلَيْنا أنَسُ بنُ مالِكٍ بِنَعْلَيْنِ لَهُما قِبالانِ، فَقَالَ ثابِتٌ البنانِيُّ: هاذِهِ نَعْلُ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
( انْظُر الحَدِيث 3107 وطرفه) .


مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
وَمُحَمّد هُوَ ابْن مقَاتل الْمروزِي، وَعبد الله هُوَ ابْن الْمُبَارك الْمروزِي، وَعِيسَى بن طهْمَان بِفَتْح الطَّاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْهَاء وبالنون البكرى الْكُوفِي.

قَوْله: ( خرج) ويروى: أخرج إِلَيْنَا، هَذَا الحَدِيث صورته صُورَة إرْسَال لِأَن ثَابتا لم يُصَرح بِأَن أنسا أخبرهُ بذلك،.

     وَقَالَ  الْإِسْمَاعِيلِيّ: هَذَا مُرْسل.