فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب التعوذ والقراءة عند المنام

( بابُُ)

كَذَا وَقع بِغَيْر تَرْجَمَة فِي رِوَايَة الْأَكْثَرين وَلم يذكر أصلا فِي رِوَايَة الْبَعْض، وَعَلِيهِ شرح ابْن بطال، وَقد ذكرنَا غير مرّة أَن هَذَا كالفصل لما قبله.



[ قــ :5987 ... غــ :6320 ]
- حدَّثنا أحْمَدُ بنُ يُونُسَ حدّثنا زُهَيْرٌ حَدثنَا عُبَيْدُ الله بنُ عُمَرَ حَدثنِي سَعِيدُ بنُ أبي سَعِيدٍ المَقْبُرِيُّ عنْ أبِيهِ عنْ أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا أوَى أحَدُكُمْ إِلَى فِراشِهِ فَلْيَنْفُضْ فِراشَهُ بِداخِلَةِ إزارِهِ فإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ: باسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أرْفَعَهُ، إنْ أمْسَكْتَ نَفْسِي فارْحَمْها، وإنْ أرْسَلْتَها فاحْفَظْها بِما تَحْفَظُ بِهِ عبادَكَ الصَّالِحِينَ.
( انْظُر الحَدِيث 6320 طرفه فِي: 7393) .


مطابقته للبابُ المترجم الْمَذْكُور قبل هَذَا الْبابُُ الْمُجَرّد ظَاهِرَة، وَالْبابُُ الْمُجَرّد تَابع لَهُ.

وَأحمد بن يُونُس هُوَ أَحْمد بن عبد الله ابْن يُونُس وشهرته بنسبته إِلَى جده أَكثر، وَزُهَيْر مصغر زهر ابْن مُعَاوِيَة أَبُو خَيْثَمَة الْجعْفِيّ، وَعبيد الله بن عمر الْعمريّ، وَسَعِيد المَقْبُري يروي عَن أَبِيه أبي سعيد واسْمه كيسَان مولى بني لَيْث عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ.

وَفِيه: ثَلَاثَة من التَّابِعين على نسق وَاحِد وهم مدنيون: الأول: عبيد الله بن عمر تَابِعِيّ صَغِير.
وَالثَّانِي: سعيد تَابِعِيّ وسط، وَأَبوهُ كيسَان هُوَ الثَّالِث: تَابِعِيّ كَبِير.

والْحَدِيث أخرجه مُسلم أَيْضا فِي الدَّعْوَات عَن إِسْحَاق بن مُوسَى وَغَيره.
وَأخرجه أَبُو دَاوُد فِي الْأَدَب عَن أَحْمد بن يُونُس.
وَأخرجه النَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة عَن مُحَمَّد بن معدان.

قَوْله: ( إِذا أَوَى) بقصر الْهمزَة مَعْنَاهُ إِذا أَتَى إِلَى فرَاشه لينام عَلَيْهِ.
قَوْله: ( بداخلة إزَاره) المُرَاد بالداخلة طرف الْإِزَار الَّذِي يَلِي الْجَسَد، وَسَيَأْتِي عَن مَالك: بصنفة ثَوْبه، بِفَتْح الصَّاد الْمُهْملَة وَكسر النُّون بعْدهَا فَاء، وَهِي الْحَاشِيَة الَّتِي تلِي الْجلد، وَفِي رِوَايَة مُسلم عَن عبيد الله بن عمر: فليحل دَاخِلَة إزَاره فلينفض بهَا فرَاشه، وَفِي رِوَايَة يحيى الْقطَّان كَمَا سَيَأْتِي: فلينزع،.

     وَقَالَ  الْبَيْضَاوِيّ: إِنَّمَا أَمر بالنفض بالداخلة لِأَن الَّذِي يُرِيد النّوم يحل بِيَمِينِهِ خَارج الْإِزَار وَيبقى الدَّاخِلَة معلقَة فينفض بهَا.
قَوْله: ( مَا خَلفه عَلَيْهِ) بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح اللَّام بِلَفْظ الْمَاضِي وَمَعْنَاهُ أَنه: يسْتَحبّ أَن ينفض فرَاشه قبل أَن يدْخل فِيهِ لِئَلَّا يكون قد دخل فِيهِ حَيَّة أَو عقرب أَو غَيرهمَا من المؤذيات وَهُوَ لَا يشْعر، ولينفض وَيَده مستورة بِطرف إزَاره لِئَلَّا يحصل فِي يَده مَكْرُوه إِن كَانَ شَيْء هُنَاكَ،.

     وَقَالَ  الطَّيِّبِيّ: معنى: ( مَا خَلفه) لَا يدْرِي مَا وَقع فِي فرَاشه بَعْدَمَا خرج مِنْهُ من تُرَاب أَو قذارة أَو هوَام.
قَوْله: ( بِاسْمِك رب وضعت جَنْبي) أَي: قَائِلا أَو مستعيناً بِاسْمِك يَا رب، وَفِي رِوَايَة يحيى الْقطَّان: أللهم بِاسْمِك، وَفِي رِوَايَة أبي ضَمرَة يَقُول: سُبْحَانَكَ رَبِّي بك وضعت جَنْبي.
قَوْله: ( إِن أَمْسَكت نَفسِي فارحمها) الْإِمْسَاك كِنَايَة عَن الْمَوْت فَلذَلِك قَالَ: فارحمها، لِأَن الرَّحْمَة تناسبه، وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ: فَاغْفِر لَهَا.
قَوْله: ( وَإِن أرسلتها) من الْإِرْسَال وَهُوَ كِنَايَة عَن الْبَقَاء فِي الدُّنْيَا، وَذكر الْحِفْظ يُنَاسِبه.
قَوْله: ( بِمَا تحفظ بِهِ) قَالَ الطَّيِّبِيّ: الْبَاء فِيهِ مثل الْبَاء فِي قَوْلك: كتبت بالقلم وَكلمَة: مَا مُبْهمَة وبيانها مَا دلّت عَلَيْهِ صلتها.

تابَعَهُ أبُو ضَمْرَةَ وإسْماعِيلُ بنُ زَكَرِيَّاءَ عنْ عُبَيْدِ الله
أَي: تَابع زُهَيْر بن مُعَاوِيَة أَبُو ضَمرَة أنس بن عِيَاض فِي إِدْخَال الْوَاسِطَة بَين سعيد المَقْبُري وَبَين أبي هُرَيْرَة.
قَوْله: ( وَإِسْمَاعِيل) أَي: تَابع زهيراً أَيْضا إِسْمَاعِيل بن زَكَرِيَّاء أَبُو زِيَاد الخلقاني الْكُوفِي، كِلَاهُمَا فِي روايتهما عَن عبيد الله بن عمر بن حَفْص بن عَاصِم بن عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ أما مُتَابعَة أبي ضَمرَة فرواها مُسلم: عَن أبي إِسْحَاق بن مُوسَى أخبرنَا أنس بن عِيَاض هُوَ أَبُو ضَمرَة أخبرنَا عبيد الله فَذكره، وَأما مُتَابعَة إِسْمَاعِيل بن زَكَرِيَّا فرواها الْحَارِث بن أبي أُسَامَة فِي ( مُسْنده) عَن يُونُس بن مُحَمَّد عَنهُ.

وَقَالَ يَحْياى وبِشْرٌ: عنْ عُبَيْدِ الله عنْ سَعِيدٍ عنْ أبي هُرَيْرَةَ عنِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
يحيى هُوَ ابْن سعيد الْقطَّان، وَبشر بِكَسْر الْبَاء الْمُوَحدَة ابْن الْمفضل بِضَم الْمِيم وَفتح الضَّاد الْمُعْجَمَة الْمُشَدّدَة، وَعبيد الله هُوَ الْعمريّ الْمَذْكُور، أَرَادَ أَن كليهمَا رويا عَن عبيد الله عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة بِدُونِ الْوَاسِطَة بَينه وَبَين أبي هُرَيْرَة، أما رِوَايَة يحيى فرواها النَّسَائِيّ عَن عَمْرو بن عَليّ وَابْن مثنى، وَأما رِوَايَة بشر فأخرجها مُسَدّد فِي ( مُسْنده) عَنهُ.

ورَواهُ مالِكٌ وابنُ عَجْلانَ عنْ سَعِيدٍ عنْ أبي هُرَيْرَةَ عنِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
أَي: وروى الحَدِيث الْمَذْكُور مَالك بن أنس وَمُحَمّد بن عجلَان الْفَقِيه الْمدنِي، أَرَادَ أَنَّهُمَا روياه أَيْضا عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة بِلَا وَاسِطَة الْأَب.
فَإِن قلت: قَالَ هُنَا: رَوَاهُ مَالك،.

     وَقَالَ  قبله: قَالَ يحيى؟ قلت: الرِّوَايَة تسْتَعْمل عِنْد التَّحَمُّل وَالْقَوْل عِنْد المذاكرة، أما رِوَايَة مَالك فوصلها البُخَارِيّ فِي كتاب التَّوْحِيد عَن عبد الْعَزِيز بن عبد الله الأويسي عَنهُ، وَأما رِوَايَة ابْن عجلَان فوصلها أَحْمد عَنهُ وَوَصلهَا أَيْضا التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَالطَّبَرَانِيّ فِي الدُّعَاء من طَرِيق عَنهُ، وَقد طول الشُّرَّاح فِي هَذَا الْموضع كلَاما من غير تَرْتِيب بِحَيْثُ إِن النَّاظر فِيهِ يتشوش ذهنه وَلَا سِيمَا إِذا كَانَ مبتدئاً، وَحط بَعضهم على بعض بِغَيْر مُرَاعَاة الْأَدَب.