فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب الأقط

( بابُُُ: { الأقِطِ} )

أَي: هَذَا بابُُ يذكر فِيهِ الأقط، وَهُوَ بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الْقَاف، وَقد تسكن وَفِي آخِره طاء مُهْملَة.
وَفِي ( التَّوْضِيح) لأقط شَيْء يصنع من اللَّبن وَذَلِكَ أَن يُؤْخَذ اللَّبن فيطبخ، فَكلما طفا عَلَيْهِ من بَيَاض اللَّبن شَيْء جمع فِي إِنَاء، وَهُوَ من أَطْعِمَة الْعَرَب.
قلت: لَيْسَ هُوَ مَخْصُوصًا بالعرب، بل فِي سَائِر الْبلدَانِ الشمالية وَالتّرْك الرحالة يعلمُونَ هَذَا.
.

     وَقَالَ  ابْن الْأَثِير: الأقط لبن مجفف يَابِس مستحجر يطْبخ بِهِ.
قلت: لَا يطْبخ بِهِ إلاَّ بعد أَن يعركوه بِالْمَاءِ السخن فِي الْأَوَانِي الخزف حَتَّى ينْحل وَيصير كاللبن ثمَّ يطبخون بِهِ مَا شاؤا من الْأَطْعِمَة الَّتِي يطبخونها بِاللَّبنِ.

وَقَالَ حُمَيْدٌ: سَمِعْتُ أنَسا: بَنَى النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِصَفِيَّةَ فألْقَي التَّمْرَ وَالأقِطَ وَالسَّمْنَ
حميد هُوَ ابْن أبي حميد الطَّوِيل، وَهَذَا التَّعْلِيق تقدم مَوْصُولا فِي: بابُُ الْخبز المرقق.

( وَقَالَ عَمْرُو بنُ أبِي عَمْروٍ عَنْ أنَسٍ: صَنَعَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَيْسا)
عَمْرو بن أبي عَمْرو، بِالْفَتْح فيهمَا مولى الْمطلب بن عبد الله المَخْزُومِي، وَهَذَا التَّعْلِيق أَيْضا قد مر فِي الْبابُُ الْمَذْكُور مُعَلّقا.
وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.
وَالْحَبْس، بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْبَاء آخر الْحُرُوف وبالسين الْمُهْملَة: وَهُوَ الْخَلْط من التَّمْر وَالسمن.

[ قــ :5110 ... غــ :5402 ]
- حدَّثنا مُسْلِمُ بنُ إبْرَاهِيمَ حدَّثنا شُعْبَةُ عَنْ أبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ الله عَنْهُما، قَالَ: أهْدَتْ خَالَتِي إلَى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ضِبابُا وأقِطا وَلَبَنا فَوُضِعَ الضَبُّ عَلَى مَائِدَتِهِ فَلَوْ كَانَ حَرَاما لَمْ يُوضَعُ وَشَرِبَ اللَّبَنَ وَأكَلَ الأقِطَ.


مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: ( أقطا) وَأَبُو بشر بِكَسْر الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الشين الْمُعْجَمَة وَفِي آخِره رَاء، واسْمه جَعْفَر بن أبي وحشية إِيَاس الْيَشْكُرِي الْبَصْرِيّ، وَيُقَال الوَاسِطِيّ: وَسَعِيد هُوَ ابْن جُبَير.

والْحَدِيث قد مضى فِي الْهِبَة فِي: بابُُ قبُول الْهِبَة فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ عَن آدم عَن شُعْبَة إِلَى آخِره، وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.