فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب التلبينة للمريض

( بابُُ التَّلْبِينةِ لِلْمَرِيضِ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي ذكر التلبينة وصنعها للْمَرِيض، وَقد مر فِي كتاب الْأَطْعِمَة: بابُُ التلبينة، وَزَاد هُنَا لفظ: للْمَرِيض، وَهِي بِفَتْح التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق وَسُكُون اللَّام وَكسر الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الْيَاء آخر الْحُرُوف وَفتح النُّون وبالهاء، وَقد يُقَال: بِلَا هَاء، وَقد مر تَفْسِيرهَا هُنَاكَ.



[ قــ :5389 ... غــ :5689 ]
- حدّثنا حِبَّانُ بنُ مُوسَى أخبرنَا عبْدُ الله أخبرنَا يُونُسُ بنُ يَزِيدَ عنْ عُقَيْلٍ عنِ ابنِ شِهابٍ عنْ عُرْوَةَ عنْ عائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أَنَّهَا كانَتْ تَأْمُرُ بِالتَّلْبِينِ لِلْمَرِيض ولِلْمَحْزُونِ عَلَى الْهالِكِ وكانَتْ تَقُولُ: إنِّي سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقولُ: إنَّ التَّلْبِينَةَ تُجِمُّ فُؤَادَ المَرِيضِ وتَذْهَبُ بِبَعْضِ الحُزْنِ.
( انْظُر الحَدِيث 5417 وطرفه) .


مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
وحبان بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة وبالنون الْمروزِي، وَعبد الله هُوَ ابْن الْمُبَارك الْمروزِي.

والْحَدِيث مر فِي كتاب الْأَطْعِمَة، وَمر الْكَلَام فِيهِ.

قَوْله: ( وللمحزون على الْهَالِك) أَي: الْمُصَاب، أَي: أهل الْمَيِّت.
قَوْله: ( تجم) بِفَتْح التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق وَضم الْجِيم، ويروى بِضَم أَوله وَكسر ثَانِيه، وهما بِمَعْنى أَي: تريح، والجمام الرَّاحَة ومادته جِيم وَمِيم، وَقيل: مَعْنَاهُ تجمع وتكمل صَلَاحه ونشاطه،.

     وَقَالَ  ابْن بطال: ويروى: تخم، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة أَي: تنقي، والمخمة المكنة.
قَوْله: ( وَتذهب) من الإذهاب.

وَفِيه: أَن الْجُوع يزِيد الْحزن وَأَن التلبينة تذْهب الْجُوع،.

     وَقَالَ  الدَّاودِيّ: يُؤْخَذ الْعَجِين غير خمير فَيخرج مَاؤُهُ وَيجْعَل حسواً، وَهُوَ كثير النَّفْع على قلَّته لِأَنَّهُ لبابُ لَا يخالطه شَيْء.





[ قــ :5390 ... غــ :5690 ]
- حدّثنا فَرْوَةُ بنُ أبي المَغْراءِ حدَّثنا عَلِيُّ بنُ مُسْهِرٍ عنْ هِشامٍ عنْ أبِيهِ عنْ عائِشَةَ: أنَّها كانَتْ تَأْمُرُ بالتَّلْبِينَةِ، وتَقُولُ: هُوَ البَغِيضُ النَّافِعُ.
( انْظُر الحَدِيث 5417 وطرفه) .


مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
وفروة بِفَتْح الْفَاء وَسُكُون الرَّاء وبالواو، وَابْن أبي المغراء بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْغَيْن الْمُعْجَمَة وبالراء وَالْمدّ الْكِنْدِيّ بالنُّون وَالدَّال الْمُهْملَة، وَعلي بن مسْهر على صِيغَة اسْم الْفَاعِل من الإسهار بِالسِّين الْمُهْملَة، قَاضِي الْموصل، وَهِشَام هُوَ ابْن عُرْوَة يروي عَن أَبِيه عُرْوَة بن الزبير عَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا.

قَوْله: ( هُوَ البغيض) بِالْبَاء الْمُوَحدَة وبالمعجمتين على وزن عَظِيم من البغض، يَعْنِي: يبغضه الْمَرِيض مَعَ كَونه يَنْفَعهُ كَسَائِر الْأَدْوِيَة، وَحكى عِيَاض أَنه وَقع فِي رِوَايَة أبي زيد الْمروزِي بالنُّون بدل الْمُوَحدَة، قَالَ: وَلَا معنى لَهُ هَهُنَا.
وَفِي ( التَّوْضِيح) : وَفِي رِوَايَة الشَّيْخ أبي الْحسن: النغيض، بالنُّون وَلَا أعلم لَهُ وَجها.
قلت: إِذا كَانَ بالنُّون والغين الْمُعْجَمَة وَالصَّاد الْمُهْملَة لَهُ وَجه يكون من تنغص الْعَيْش وَهُوَ تكدره.