فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب ما يجوز من اللو

( بابُُ مَا يَجُوزُ مِنَ اللَّوْ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان مَا يجوز أَن يُقَال: لَو كَانَ كَذَا لَكَانَ كَذَا، قَوْله: من اللو، بِسُكُون الْوَاو، ويروى بِالتَّشْدِيدِ وَلما أَرَادوا إعرابها جعلوها اسْما بالتعريف ليَكُون عَلامَة لذَلِك وبالتشديد ليصير مُتَمَكنًا، قَالَ الشَّاعِر:
( ألام على لوَ وَلَو كنت عَالما ... بأذناب لَو م تفتني أَوَائِله)

وَقَالَ ابْن الْأَثِير: الأَصْل: لَو، سَاكِنة الْوَاو وَهِي حرف من حُرُوف الْمعَانِي يمْتَنع بهَا الشَّيْء لِامْتِنَاع غَيره غَالِبا، فَلَمَّا أَرَادوا إعرابها أَتَوْ فِيهَا بالتعريف ليَكُون عَلامَة لذَلِك، وَمن ثمَّة شدد الْوَاو، وَقد سمع بِالتَّشْدِيدِ منوناً، قَالَ الشَّاعِر: وَذكر الْبَيْت الْمَذْكُور.
.

     وَقَالَ  ابْن التِّين فِي بعض النّسخ وَتَبعهُ الْكرْمَانِي فِي بابُُ مَا يجوز من لَو بِغَيْر ألف وَلَام وَلَا تَشْدِيد على الأَصْل:.

     وَقَالَ  بَعضهم: لَعَلَّه من إصْلَاح بعض الروَاة لكَونه لم يعرف وَجهه.
قلت: هَذَا هُوَ الصَّوَاب لِأَن مَعْنَاهُ بابُُ مَا يجوز من ذكر لَو فِي كَلَامه لَا يحْتَاج إِلَى تكلفات بعيدَة، وَأما الشَّاعِر فَإِنَّهُ شدد: لَو، للضَّرُورَة، وَنسبَة بعض الروَاة إِلَى عدم معرفَة وَجه ذَلِك من سوء الْأَدَب.

وقَوْلِهِ تَعَالَى: { قَالَ لَوْ أَنَّ لِى بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِى إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ}
هَذَا حِكَايَة عَن قَول لوط، عَلَيْهِ السَّلَام وَتَمَامه: { وآوى إِلَى ركن شَدِيد} وَاحْتج بِهِ البُخَارِيّ على جَوَاز اسْتِعْمَال: لَو، فِي الْكَلَام.
.

     وَقَالَ  عِيَاض: الَّذِي يفهم من تَرْجَمَة البُخَارِيّ وَمِمَّا ذكره فِي الْبابُُ من الْأَحَادِيث أَنه يجوز اسْتِعْمَال: لَو وَلَوْلَا، فِيمَا يكون للاستقبال مِمَّا فعله لوُجُود غَيره، ثمَّ قَالَ: النَّهْي على ظَاهره وعمومه لكنه نهي تَنْزِيه.
.

     وَقَالَ  النَّوَوِيّ: الظَّاهِر أَن النَّهْي عَن إِطْلَاق ذَلِك فِيمَا لَا فَائِدَة فِيهِ، وَأما من قَالَه تأسفاً على مَا فَاتَهُ من طَاعَة الله أَو مَا هُوَ مُتَعَذر عَلَيْهِ وَنَحْو هَذَا فَلَا بَأْس بِهِ، وَعَلِيهِ يحمل أَكثر الِاسْتِعْمَال الْمَوْجُودَة فِي الْأَحَادِيث، ثمَّ إِن جَوَاب: لَو، فِي قَوْله: { قَالَ لَوْ أَنَّ لِى بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِى إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} مَحْذُوف تَقْدِير: لقاتلتكم وَالْمعْنَى: لَو كَانَ لي قُوَّة أَي مَنْعَة وشيعة تنصرني، وقصته مَشْهُورَة فِي التَّفْسِير.



[ قــ :6849 ... غــ :7238 ]
- حدّثنا عَليُّ بن عَبْدِ الله، حدّثنا سُفْيانُ، حدّثنا أبُو الزِّنادِ، عنِ القاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: ذَكَرَ ابنُ عَبَّاسٍ المُتلاعِنَيْنِ فَقَالَ عَبْدُ الله بن شَدَّادٍ: أهِيَ الَّتِي قَالَ رسولُ الله لَوْ كُنْتُ رَاجِماً امْرأةً مِنْ غَيْرِ بَيِّنَةٍ قَالَ: لَا، تِلْكَ امْرأةٌ أعْلَنَتْ.

ا
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة فِي قَوْله: لَو كنت راجماً
وَعلي بن عبد الله هُوَ ابْن الْمَدِينِيّ، وسُفْيَان هُوَ ابْن عُيَيْنَة، وَأَبُو الزِّنَاد بالزاي وَالنُّون عبد الله بن ذكْوَان، وَالقَاسِم بن مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ.

قَوْله: ذكر ابْن عَبَّاس المتلاعنين أَي: قصتهما.
قَوْله: فَقَالَ عبد الله بن شَدَّاد بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الدَّال ابْن الْهَاد واسْمه أُسَامَة بن عَمْرو اللَّيْثِيّ الْكُوفِي.
قَوْله: أَهِي الَّتِي أَي: أَهِي الْمَرْأَة الَّتِي قَالَ رَسُول الله، إِلَى آخِره، ويوضحه مَا قد مضى فِي اللّعان فِي: بابُُ قَول النَّبِي لَو كنت راجماً بِغَيْر بَيِّنَة، وَهُوَ الَّذِي رَوَاهُ الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن ابْن عَبَّاس: أَنه ذكر التلاعن عِنْد النَّبِي الحَدِيث وَفِيه: فَأَتَاهُ رجل من قومه يشكو إِلَيْهِ قد وجد مَعَ امْرَأَته رجلا ... إِلَى آخِره، وَهِي الْمَرْأَة الَّتِي قَالَ عبد الله بن شَدَّاد: هِيَ الَّتِي قَالَ رَسُول الله لَو كنت راجماً امْرَأَة من غير بَيِّنَة وَجَوَاب: لَو، مَحْذُوف أَي: لرجمتها.
قَوْله: قَالَ: لَا أَي: قَالَ ابْن عَبَّاس: لَيست تِلْكَ الْمَرْأَة،.

     وَقَالَ : تِلْكَ امْرَأَة أعلنت أَي: أعلنت السوء فِي الْإِسْلَام.





[ قــ :6850 ... غــ :739 ]
- حدّثنا عَليٌّ، حدّثنا سُفْيانُ قَالَ عَمْرٌ و: حدّثنا عَطاءٌ قَالَ: أعْتَمَ النبيُّ بالعِشاءِ فَخَرَجَ عُمَرُ فَقَالَ: الصَّلاةَ يَا رسولَ الله رَقَدَ النِّساءُ والصِّبْيانُ، فَخَرَجَ ورَأسُهُ يَقْطُرُ يَقُولُ: لَوْلاَ أنْ أشُقَّ عَلى أُمَّتي أوْ عَلى النَّاسِ،.

     وَقَالَ  سُفيانُ أيْضاً، عَلَى أُمَّتي لأمَرْتُهُمْ بِالصَّلاةِ هاذِهِ السَّاعةَ
وَقَالَ ابنُ جُرَيْجٍ عنْ عَطاءٍ عَن ابنِ عَبَّاسٍ: أخَّرَ النبيُّ هاذِهِ الصَّلاةَ فَجَاءَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا رسولَ الله رَقَدَ النَّساءُ والْوِلْدان، فَخَرَجَ وهْوَ يَمْسَحُ الماءَ عنْ شِقِّهِ يَقُولُ: إنَّه لَلْوَقْتُ لَوْلا أنْ أشُقَّ عَلَى أُمَّتِي
وَقَالَ عمْرُو: حدّثنا عَطاءٌ لَيْسَ فِيهِ ابنُ عبَّاسٍ، أمَّا عَمْرٌ وفقال: رَأسْهُ يَقْطُرُ.

وَقَالَ ابنُ جُرَيْج: يَمْسَحُ الماءَ عنْ شِقِّهِ.

وَقَالَ عَمرُو: لَوْلا أنْ أشُقَّ عَلى أُمَّتي.

وَقَالَ ابنُ جُرَيْجٍ: إنّهُ لَوَقْتُ، لَوْلا أنْ أشُقَّ عَلى أُمَّتِي.

وَقَالَ إبْرَاهِيمُ بنُ الْمُنْذِرِ: حدّثنا مَعْنٌ حدّثني مُحَمَّدُ بنُ مُسْلِمٍ عنْ عَمْرٍ وعنْ عَطاءٍ عَن ابنِ عَبَّاسٍ عَن النبيِّ
انْظُر الحَدِيث 571
قيل: لَا مُطَابقَة هُنَا بَين الحَدِيث والترجمة لِأَن التَّرْجَمَة معقودة على: لَو، وَفِي هَذَا الحَدِيث لَوْلَا، وَلَو لِامْتِنَاع الشَّيْء لِامْتِنَاع غَيره، لَوْلَا لِامْتِنَاع الشَّيْء لوُجُود غَيره، فبينهما بون بعيد.
وَأجِيب بِأَن مآل: لَوْلَا، إِلَى: لَو، إِذْ مَعْنَاهُ: لَو لم تكن الْمَشَقَّة لأمرتهم.
وَيحْتَمل أَن يُقَال: أَصله: لَو زيد عَلَيْهِ لَا.

قد ذكر فِي هَذَا الْبابُُ تِسْعَة أَحَادِيث فِي بَعْضهَا النُّطْق: بلو، وَفِي بَعْضهَا لَوْلَا.

وَشَيخ البُخَارِيّ هُنَا عَليّ بن عبد الله بن الْمَدِينِيّ، وسُفْيَان هُوَ ابْن عُيَيْنَة، وَعَمْرو هُوَ ابْن دِينَار، وَعَطَاء هُوَ ابْن أبي رَبَاح.

قَوْله: قَالَ أعتم النَّبِي أَي: قَالَ عَطاء: أعتم النَّبِي إِلَى قَوْله، قَالَ ابْن جريج: مُرْسل، وَشرح الْمَتْن فِيهِ مضى فِي الصَّلَاة، ولنذكر بعض شَيْء.
قَوْله: أعتم أَي: أَبْطَأَ وَاحْتبسَ أَو دخل فِي ظلمَة اللَّيْل.
قَوْله: الصَّلَاة مَنْصُوب على الإغراء، وَيجوز الرّفْع على تَقْدِير هِيَ الصَّلَاة، أَي: وَقتهَا.
قَوْله: يقطر أَي: مَاء.
قَوْله: لَوْلَا أَن أشق بِضَم الشين أَي: لَوْلَا أَن أثقل عَلَيْهِم وأدخلهم فِي الْمَشَقَّة.

قَوْله:.

     وَقَالَ  سُفْيَان هُوَ ابْن عُيَيْنَة الرَّاوِي.

قَوْله: قَالَ ابْن جريج إِلَى قَوْله:.

     وَقَالَ  عَمْرو ومسند، وَابْن جريج هُوَ عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز بن جريج وَهُوَ لَيْسَ بتعليق بل هُوَ مَوْصُول بالسند الْمَذْكُور.
قَوْله: والولدان جمع وليد وَهُوَ الصَّبِي.
قَوْله: إِنَّه للْوَقْت أَي: إِن هَذَا الْوَقْت وَقت الصَّلَاة، وَاللَّام مَفْتُوحَة أَي: لَوْلَا أَن أشق عَلَيْهِم لحكمت بِأَن هَذِه السَّاعَة هِيَ وَقت صَلَاة الْعشَاء.
قَوْله:.

     وَقَالَ  عَمْرو أَي: ابْن دِينَار: حَدثنَا عَطاء أَي ابْن أبي رَبَاح لَيْسَ فِيهِ أَي فِي سَنَده عبد الله بن عَبَّاس.

قَوْله: أما عَمْرو إِلَى قَوْله:.

     وَقَالَ  إِبْرَاهِيم إِشَارَة إِلَى اخْتِلَاف لفظ عَمْرو، وَلَفظ ابْن جريج فِيمَا روياه: فَقَالَ عَمْرو: رَأسه يقطر،.

     وَقَالَ  ابْن جريج: يمسح المَاء عَن شقَّه، وَكَذَا اخْتِلَافهمَا فِيمَا بعد ذَلِك حَيْثُ قَالَ عمر: وَلَوْلَا أَن أشق على أمتِي،.

     وَقَالَ  ابْن جريج.
.
أَنه للْوَقْت.

قَوْله:.

     وَقَالَ  إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر، على وزن اسْم الْفَاعِل من الْإِنْذَار ابْن عبد الله بن الْمُنْذر أَبُو إِسْحَاق الْحزَامِي الْمَدِينِيّ، وَهُوَ أحد مَشَايِخ البُخَارِيّ، روى عَنهُ فِي غير مَوضِع، وروى عَن مُحَمَّد بن أبي غَالب حَدِيثا فِي الاسْتِئْذَان، وَإِبْرَاهِيم هَذَا يروي عَن معن بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْعين الْمُهْملَة وبالنون ابْن عِيسَى الْقَزاز بِالْقَافِ وَتَشْديد الزَّاي الأولى عَن مُحَمَّد بن مُسلم الطَّائِفِي عَن عَمْرو بن دِينَار عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن عبد الله بن عَبَّاس عَن النَّبِي وَهَذَا مَوْصُول بِذكر ابْن عَبَّاس، وَهُوَ مُخَالف لتصريح سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن عَمْرو بِأَن حَدِيثه لَيْسَ فِيهِ ابْن عَبَّاس، قيل: هَذَا يعد من أَوْهَام الطَّائِفِي وَهُوَ مَوْصُوف بِسوء الْحَظ.
قلت: إِذا كَانَ الْأَمر كَمَا قَالَ هَذَا الْقَائِل فيكف رَضِي البُخَارِيّ بِإِخْرَاجِهِ عَنهُ مَوْصُولا؟ .





[ قــ :6851 ... غــ :740 ]
- حدّثنا يَحْياى بنُ بُكَيْرٍ، حَدثنَا اللَّيْثُ، عنْ جَعْفَرِ بنِ رَبِيعَةَ، عنْ عَبْدِ الرَّحْمانِ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ، أنَّ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَوْلاَ أَن أشُقَّ عَلى أُمَتِي لأمَرْتُهُمْ بالسِّوَاك
انْظُر الحَدِيث 887
وَجه الْمُطَابقَة قد ذَكرْنَاهُ.
وَعبد الرَّحْمَن هُوَ ابْن هُرْمُز الْأَعْرَج.
والْحَدِيث من أَفْرَاده.

تَابَعَهُ سُلَيْمانُ بنُ المُغَيرةِ عنْ ثابِتٍ عنْ أنسٍ عنِ النبيِّ قد ذكر هَذِه الْمُتَابَعَة فِي كثير من النّسخ بعد حَدِيث أنس الَّذِي يَأْتِي، قيل: كَذَا وَقع فِي رِوَايَة كَرِيمَة وَهُوَ غلط، وَالصَّوَاب ثُبُوتهَا بعد حَدِيث أنس، فحينئذٍ معنى: تَابعه، تَابع حميدا عَن ثَابت سلميان بن الْمُغيرَة الْقَيْسِي الْبَصْرِيّ، وَوصل هَذِه الْمُتَابَعَة مُسلم من طَرِيق أبي النَّضر عَن سُلَيْمَان بن الْمُغيرَة.





[ قــ :685 ... غــ :741 ]
- حدّثنا عَيَّاشُ بنُ الوَلِيدِ، حَدثنَا عَبْدُ الأعْلَى، حَدثنَا حُمَيْدٌ عنْ ثابِتٍ عنْ أنَسٍ، رَضِي الله عَنهُ، قَالَ: واصَلَ النبيُّ آخِرَ الشَّهْر ووَاصَلَ أناسٌ مِنَ النَّاسِ، فَبَلَغَ النبيَّ فَقالَ لَوْ مُدَّ بِيَ الشَّهْرُ لَوَاصَلْتُ وصالاً يَدَعُ المُتَعَمِّقُون تَعَمُّقَهُمْ، إنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ، إنِّي أظَلُّ يُطْعِمُنِي ربِّي ويَسْقِينِ
انْظُر الحَدِيث 1961
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: لَو مد بِي الشَّهْر أَي: لَو كمل بِي الشَّهْر، وَجَوَاب: لَو، هُوَ قَوْله: قَوْله: لواصلت
وَعَيَّاش بتَشْديد الْيَاء آخر الْحُرُوف وبالشين الْمُعْجَمَة ابْن الْوَلِيد الرقام الْبَصْرِيّ، وَعبد الْأَعْلَى هُوَ ابْن عبد الْأَعْلَى السَّامِي الْبَصْرِيّ، وَحميد ابْن أبي حميد الطَّوِيل يروي عَن ثَابت الْبنانِيّ عَن أنس بن مَالك، وَتارَة يروي حميد عَن أنس بِلَا وَاسِطَة فِي الْأَكْثَر.
والْحَدِيث مضى فِي الصَّوْم.

قَوْله: أنَاس بِضَم الْهمزَة هُوَ النَّاس، قَالَ الْكرْمَانِي مَا مَعْنَاهُ.
قلت: التَّنْوِين فِيهِ للتَّبْعِيض كَمَا قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ فِي قَوْله تَعَالَى: { سُبْحَانَ الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الاَْقْصَى الَّذِى بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْءْايَاتِنَآ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} أَو للتقليل كَمَا فِي قَوْله: { وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِى جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذاَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} قَوْله: يدع أَي: يتْرك، المتعمقون أَي المتكلفون المتشددون.
قَوْله: أظل أَي: أَصْبِر حَال كوني يطعمني رَبِّي ويسقين قَالَ الْكرْمَانِي: فِي هَذِه الرِّوَايَة: أظل، فَكيف صَحَّ الصّيام مَعَ الْإِطْعَام بِالنَّهَارِ؟ وَفِي الَّتِي بعْدهَا: أَبيت، فَكيف صَحَّ الْوِصَال؟ قلت: الْغَرَض من الْإِطْعَام لَازمه وَهُوَ التقوية.





[ قــ :6853 ... غــ :74 ]
- حدّثنا أبُو اليَمانِ، أخبرنَا شُعَيْبٌ، عنِ الزُّهْرِيِّ،.

     وَقَالَ  اللّيْثُ: حدّثني عبْدُ الرَّحْمانِ بنُ خالدٍ عنِ ابنِ شِهابٍ أنَّ سَعيد بنَ المُسَيَّبِ أخْبَرَهُ، أنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى رسَولُ الله عنِ الوِصالِ قالُوا: تُوَاصِلِ؟ قَالَ: أيُّكُمْ مِثْلِي؟ إنِّي أبِيتُ يُطْعِمُني ربِّي ويَسْقِينِ فَلَمَّا أبَوْا أنْ يَنْتَهُوا واصَلَ بهِمْ يَوْماً، ثُمَّ يَوْمًا ثُمَّ رَأوُا الهِلاَلَ فَقَالَ: لَوْ تَأخرَ لَزِدْتُكُم كالمُنَكِّلِ لَهُمْ
ا
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
وَأَبُو الْيَمَان الحكم بن نَافِع، وَبَقِيَّة الرِّجَال تقدمُوا غير مرّة.

والْحَدِيث مضى فِي الصَّوْم.

قَوْله:.

     وَقَالَ  اللَّيْث: حَدثنِي عبد الرَّحْمَن بن خَالِد هُوَ ابْن مُسَافر الفهمي أَمِير مصر، وَهَذَا التَّعْلِيق وَصله الدَّارَقُطْنِيّ من طَرِيق أبي صَالح عَن اللَّيْث.
قَوْله: كالمنكل لَهُم بِضَم الْمِيم وَفتح النُّون وَكسر الْكَاف الْمُشَدّدَة أَي: كالمعذب لَهُم.





[ قــ :6854 ... غــ :743 ]
- حدّثنا مُسَدَّدٌ، حَدثنَا أبُو الأحْوَصِ، حدّثنا أشْعَثُ، عنِ الأسْوَدِ بنِ يَزِيدَ عنْ عَائِشَةَ قالَتْ، سألْتُ النبيَّ عنِ الجَدْرِ أمِنَ البَيْتِ هُوَ قَالَ: نَعَمْ.

قُلْتُ فَما لَهُمْ لَمْ يُدْخِلُوهُ فِي البَيْتِ؟ قَالَ: إنَّ قَوْمَكَ قَصَّرَتْ بِهِمِ النَّفَقَةُ.

قُلْتُ فَما شأنُ بابُِهِ مُرْتَفِعاً؟ قَالَ: فَعَلَ ذَاكَ قَوْمُكِ لِيُدْخِلُوا مَنْ شاءُوا، ويَمْنَعُوا مَنْ شاءُوا، لَوْلا أنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُ عَهْدٍ بالجاهليَّةِ فأخافُ أنْ تُنْكِرَ قُلُوبُهُمْ أنْ أُدْخِلَ الجَدْرَ فِي البَيْتِ وأنْ ألْصِقَ بابَُهُ فِي الأرْضِ
ا
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: لَوْلَا ووجهها مَا ذَكرْنَاهُ عَن قريب.

وَأَبُو الْأَحْوَص سَلام بِالتَّشْدِيدِ ابْن سليم، وَأَشْعَث بالشين الْمُعْجَمَة والثاء الْمُثَلَّثَة ابْن أبي الشعْثَاء الْكُوفِي، وَالْأسود بن يزِيد من الزِّيَادَة.

والْحَدِيث مضى فِي الْحَج وَمضى الْكَلَام فِيهِ.

قَوْله: عَن الْجدر بِفَتْح الْجِيم يَعْنِي: الْحجر بِكَسْر الْحَاء وَيُقَال لَهُ: الْحطيم أَيْضا.
قَوْله: فَمَا لَهُم؟ ويروى: مَا بالهم؟ قَوْله: لم يدخلوه بِضَم الْيَاء من الإدخال وَالضَّمِير الْمَنْصُوب يرجع إِلَى الْجدر.
قَوْله: قصرت بهم النَّفَقَة أَي: آلَات الْعِمَارَة من الْحجر وَغَيره وَلم يُرِيدُوا أَن يضيفوا إِلَيْهَا من خَارج مَا كَانَ فِي زمَان إِبْرَاهِيم، عَلَيْهِ السَّلَام.
قَوْله: فعل ذَاك أَي: ارْتِفَاع الْبابُُ.
قَوْله: ليدخلوا أَي: لِأَن يدخلُوا من الإدخال.
قَوْله: من شَاءُوا مَفْعُوله.
قَوْله: إِن قَوْمك يَعْنِي: قُريْشًا، ويروى: إِن قومِي.
قَوْله: حَدِيث عهد أَي: جَدِيد عهد بِالْإِضَافَة ويروى: حَدِيث عَهدهم، بِرَفْع: عَهدهم بقوله: حَدِيث، بِالتَّنْوِينِ وَجَوَاب: لَوْلَا، مَحْذُوف أَي: لفَعَلت قَوْله: أَن أَدخل بِضَم الْهمزَة وَهُوَ فعل الْمُتَكَلّم من الْمُضَارع، وَكَذَا قَوْله: أَن ألصق من الإلصاق.





[ قــ :6855 ... غــ :744 ]
- حدّثنا أبُو اليَمانِ، أخبرنَا شُعيْبٌ، حدّثنا أبُو الزِّنادِ، عنِ الأعْرَجِ، عنْ أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَوْلا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرأً مِنَ الأنْصارِ، ولَوْ سَلَكَ النَّاسُ وادِياً وسَلَكَتِ الأنْصارُ وادِياً أَو شِعْباً لَسَلَكْتُ وادِيَ الأنْصارِ أوْ شِعْبَ الأنْصارِ.

انْظُر الحَدِيث 3779
وَجه مطابقته للتَّرْجَمَة مَا ذَكرْنَاهُ فِيمَا مضى.

وَأَبُو الْيَمَان الحكم بن نَافِع، وَشُعَيْب بن أبي حَمْزَة، وَأَبُو الزِّنَاد بالزاي وَالنُّون عبد الله بن ذكْوَان، والأعرج عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز.

وَمضى الحَدِيث فِي مَنَاقِب الْأَنْصَار.

قَوْله: لَوْلَا الْهِجْرَة قَالَ محيي السّنة: لَيْسَ المُرَاد مِنْهُ الِانْتِقَال عَن النّسَب الولادي لِأَنَّهُ حرَام مَعَ أَن نسبه أفضل الْأَنْسَاب، وَإِنَّمَا أَرَادَ النّسَب البلادي أَي: لَوْلَا أَن الْهِجْرَة أَمر ديني وَعبادَة مَأْمُور بهَا لانتسبت إِلَى داركم، وَالْغَرَض مِنْهُ التَّعْرِيض بِأَن لَا فَضِيلَة أَعلَى من النُّصْرَة بعد الْهِجْرَة، وَبَيَان أَنهم بلغُوا من الْكَرَامَة مبلغا، لَوْلَا أَنه من الْمُهَاجِرين لعد نَفسه من الْأَنْصَار.
قَوْله: شعبًا بِكَسْر الشين الْمُعْجَمَة: الطَّرِيق فِي الْجَبَل وَمَا انفرج بَين الجبلين، وَالْأَنْصَار هم الصَّحَابَة المدنيون الَّذين آووا ونصروا أَي: أتابعهم فِي طرائقهم ومقاصدهم فِي الْخيرَات والفضائل.





[ قــ :6856 ... غــ :745 ]
- حدّثنا مُوسَى، حدّثنا وُهيْبٌ، عنْ عَمْرِو بنِ يَحْياى، عنْ عَبَّادِ بنِ تَمِيمٍ، عنْ عَبْدِ الله بنِ زَيْدٍ، عنِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَوْلا الهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرأً مِنَ الأنْصارِ، ولَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِياً أوْ شِعْباً لَسَلَكْتُ وادِيَ الأنْصارِ وشِعْبَها
انْظُر الحَدِيث 433
وَجه مطابقته للتَّرْجَمَة مَا ذَكرْنَاهُ.
وَشَيخ البُخَارِيّ مُوسَى بن إِسْمَاعِيل الْبَصْرِيّ يُقَال لَهُ: التَّبُوذَكِي، ووهيب مصغر وهب ابْن خَالِد الْبَصْرِيّ، وَعَمْرو بن يحيى الْمَازِني الْأنْصَارِيّ، وَعباد بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَتَشْديد الْبَاء الْمُوَحدَة ابْن تَمِيم بن زيد، سمع عَمه عبد الله بن زيد الْمدنِي الْأنْصَارِيّ الْمَازِني، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ.
وَمضى الحَدِيث فِي غَزْوَة الطَّائِف بِعَين هَذَا الْإِسْنَاد بأتم مِنْهُ مطولا.

تابَعَهُ أبُو التَّيَّاحِ عنْ أنَسٍ عنِ النبيِّ فِي الشِّعْبِ.

أَي: تَابع عباد بن تَمِيم أَبُو التياح بِفَتْح التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق وَتَشْديد الْيَاء آخر الْحُرُوف وَبِالْحَاءِ الْمُهْملَة يزِيد بن حميد الضبعِي بِضَم الضَّاد الْمُعْجَمَة وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة، وبالعين الْمُهْملَة الْبَصْرِيّ عَن أنس فِي الشّعب يَعْنِي: فِي قَوْله: لَو سلك النَّاس وَاديا أَو شعبًا لَسَلَكْت وَأدِّي الْأَنْصَار أَو شِعْبهمْ