فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب تقاسم المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم

( بابُُ تَقَاسُمِ المُشْرِكِينَ علَى النَّبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان تقاسم الْمُشْركين، أَي: تحالفهم على أَن يجتمعوا ويقتلوا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، على مَا ذكره أَصْحَاب السّير، فحماه الله تَعَالَى وَنَصره عَلَيْهِم.



[ قــ :3703 ... غــ :3882 ]
- حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بنُ عَبْدِ الله قَالَ حدَّثَنِي إبْرَاهِيمُ بنُ سَعْدٍ عنِ ابنِ شِهابٍ عنْ أبِي سلَمَةَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمانِ عنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ قَالَ قَالَ رسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حينَ أرَادَ حُنَيْناً مَنزِلنا غَدا إنْ شاءَ الله بِخيْفِ بَنِي كِنانَةَ حيْثُ تَقاسَمُوا علَى الكُفْرِ.
.
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: ( حَيْثُ تقاسموا على الْكفْر) وتقاسمهم على الْكفْر هُوَ تقاسمهم على قتل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَهُوَ من أعظم الْكفْر وأشده.
والْحَدِيث مضى فِي: بابُُ نزُول النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَكَّة، فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ: عَن أبي الْيَمَان عَن شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ ... إِلَخ.
فَإِن قلت: لَفظه هُنَاكَ: حِين أَرَادَ قدوم مَكَّة، وَهنا: حِين أَرَادَ حنيناً، أَي: حِين قصد غَزْوَة حنين، والخيف مَا انحدر من غلظ الْجَبَل، وارتفع عَن مسيل المَاء، وَفِيه مَسْجِد الْخيف.
قلت: لَا مُعَارضَة بَينهمَا لِأَنَّهُ يحمل على أَنه قَالَ: حِين أَرَادَ دُخُول مَكَّة فِي غَزْوَة الْفَتْح، وَفِي ذَلِك الْقدوم غزا حنيناً.
فَإِن قلت: قد تقدم أَيْضا من طَرِيق الْأَوْزَاعِيّ عَن الزُّهْرِيّ بِلَفْظ: قَالَ رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من الْغَد يَوْم النَّحْر وَهُوَ بمنى: نَحن نازلون غَدا ... الحَدِيث، وَهَذَا يدل على أَنه قَالَه فِي حجَّة الْوَدَاع.
قلت: يحمل على التَّعَدُّد، وَالله أعلم.