فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب {ولقد أهلكنا أشياعكم فهل من مدكر} [القمر: 51]

(بابٌُ: { وَلَقَدْ أهْلَكْنَا أشْيَاهَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُذَّكِرٍ} (الْقَمَر: 15)
أَي: هَذَا بابُُ فِي قَوْله تَعَالَى: { وَلَقَد أهلكنا أشياعكم فَهَل من مُذَكّر} هَذَا فِي قَضِيَّة الْقَدَرِيَّة وَفِي الْمُجْرمين.
قَوْله: (أشياعكم) ، أَي: أشباهكم فِي الْكفْر من الْأُمَم السالفة.



[ قــ :4611 ... غــ :4874 ]
- حدَّثنا يَحْيَى حدَّثنا وكِيعٌ عَنْ إسْرَائِيلَ عَنْ أبِي إسْحَاقَ عَنِ الأسْوَدِ بنِ يَزِيدَ عَنِ عَبْدِ الله قَالَ قَرَأْتُ عَلَى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَهَلْ مِنْ مُذَّكِرٍ فَقَالَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: { فَهَلْ مِنْ مُذَّكِرٍ} ..
هَذَا طَرِيق آخر فِي الحَدِيث الْمَذْكُور أخرجه عَن يحيى بن مُوسَى السّخْتِيَانِيّ الْبَلْخِي الَّذِي يُقَال لَهُ: الخت، بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَتَشْديد التَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق عَن وَكِيع عَن إِسْرَائِيل بن يُونُس عَن جده أبي إِسْحَاق عَمْرو السبيعِي إِلَى آخِره.

وَاعْلَم أَن البُخَارِيّ روى هَذَا الحَدِيث من سِتَّة طرق كَمَا رَأَيْت.
الأول: مترجم بقوله: { تجْرِي بأعيننا} (الْقَمَر: 41) إِلَى آخِره، وَالْبَاقِي وَهُوَ الْخَمْسَة بِخمْس تراجم أَيْضا على رَأس كل تَرْجَمَة لفظ: بابُُ، وَفِي بعض النّسخ لم يذكر لفظ بابُُ، أصلا.
.

     وَقَالَ  الْكرْمَانِي: مَا معنى تكْرَار هَذَا الحَدِيث فِي هَذِه التراجم السِّتَّة؟ وَمَا وَجه الْمُنَاسبَة بَينه وَبَينهَا؟ فَأجَاب بقوله: لَعَلَّ غَرَضه أَن الْمَذْكُور فِي هَذِه السُّورَة الَّذِي هُوَ فِي الْمَوَاضِع السِّتَّة كُله بِالْمُهْمَلَةِ.
انْتهى.
قلت: مدَار هَذَا الحَدِيث بِطرقِهِ على أبي إِسْحَاق عَن الْأسود بن يزِيد، وَأما فَائِدَة قَوْله: { فَذُوقُوا عَذَابي وَنذر وَلَقَد يسرنَا الْقُرْآن للذّكر فَهَل من مذر} (الْقَمَر: 93، 04) أَن يجددوا عِنْد اسْتِمَاع كل نبأ من الأنباء الَّتِي أَتَت من الْأُمَم السالفة إدكارا واتعاظا.
وينتبهوا إِذا سمع الْحَث على ذَلِك.