فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب {إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} [الأحزاب: 45]

(بابٌُ: { إنَّا أرْسَلْنَاكَ شَاهِدا وَمُبَشِّرا وَنَذِيرا} (الْفَتْح: 8)

أَي: هَذَا بابُُ فِي قَوْله تَعَالَى: { إِنَّا أَرْسَلْنَاك شَاهدا} يَعْنِي: مُبينًا لِأَنَّهُ يبين الحكم.
فَسمى شَاهدا لمشاهدته الْحَال والحقيقة فَكَأَنَّهُ النَّاظر بِمَا شَاهد وَيشْهد عَلَيْهِم أَيْضا بالتبليغ وبأعمالهم من طَاعَة ومعصية، وَيبين مَا أرسل بِهِ إِلَيْهِم، وَأَصله الْإِخْبَار بِمَا شوهد وَعَن قَتَادَة وَشَاهدا على أمته وعَلى الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام.
قَوْله: (وَمُبشرا) ، أَي: مبشرا بِالْجنَّةِ من أطاعه وَنَذِيرا من النَّار أَصله الْإِنْذَار وَهُوَ التحذير.



[ قــ :4575 ... غــ :4838 ]
- حدَّثنا عَبْدُ الله حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بنُ أبِي سَلَمَةَ عَنْ هِلالٍ بنِ أبِي هِلالٍ عَنْ عَطَاءِ بنِ يَسارٍ عَنْ عَبْدِ الله بنِ عَمْرو بنِ الْعَاصِ رَضِيَ الله عَنْهُمَا أنَّ هاذِهِ الآيَةَ الَّتِي فِي القُرْآنِ: { يَا أيُّهَا النبيُّ إنَّا أرْسَلْنَاكَ شَاهِدا وَمُبَشِّرا وَنَذِيرا} قَالَ فِي التَّوْرَاةِ يَا أيُّها النبيُّ إنَّا أرْسَلْنَاكَ شَاهِدا وَمُبَشِّرا وَنَذِيرا حِرْزا لِلأُمِّيِّينَ أنتَ عَبْدِي وَرَسُولِي سَمَّيْتُكَ المتَوَكِّلَ لَيْسَ بِفَظٍّ وَلا غَلِيظٍ وَلا سَخَّابٍ بِالأسْوَاقِ وَلا يَدْفَعُ السَّيِّئَةَ بِالسَّيِّئَةِ وَلاكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ وَلَنْ يَقْبِضَهُ الله حَتَّى يُقِيمَ بِهِ الملَّةَ العَوْجَاءَ بأنْ يَقُولُوا لَا إلاه إلاَّ الله فَيَفْتَحُ بِهَا أعْيُنا عُمْيا وَآذَانا صُمّا وَقُلُوبا غُلَفا..
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
وَعبد الله كَذَا وَقع غير مَنْسُوب فِي رِوَايَة غير أبي ذَر، وَابْن السكن، وَوَقع فِي روايتهما عبد الله بن مسلمة وَأَبُو مَسْعُود تردد فِي عبد الله غير مَنْسُوب بَين أَن يكون عبد الله بن رَجَاء ضد الْخَوْف.
أَو عبد الله بن صَالح كَاتب اللَّيْث،.

     وَقَالَ  أَبُو عَليّ الجياني: عِنْدِي أَنه عبد الله بن صَالح، وَرجحه الْمزي وَعبد الْعَزِيز هُوَ ابْن عبد الله بن أبي سَلمَة دِينَار الْمَاجشون، وهلال بن أبي هِلَال، وَيُقَال: هِلَال بن أبي مَيْمُونَة وَهُوَ هِلَال بن عَليّ الْمَدِينِيّ، سمع عَطاء بن يسَار ضد الْيَمين.

والْحَدِيث مر فِي كتاب الْبيُوع فِي: بابُُ كَرَاهَة السخب فِي السُّوق، وَمر الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.

قَوْله: (حرْزا) بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الرَّاء بعْدهَا زَاي أَي: حصنا للأميين وهم الْعَرَب.
قَوْله: (لَيْسَ) ، فِيهِ الْتِفَات من الْخطاب إِلَى الْغَيْبَة (والسخاب) على وزن فعال بِالتَّشْدِيدِ وَهُوَ لُغَة فِي الصخاب بالصَّاد وَهُوَ العياط.
قَوْله: (الْملَّة العوجاء) هِيَ مِلَّة الْكفْر قَوْله: (أعينا عميا) وَقع فِي رِوَايَة الْقَابِسِيّ: أعين عمي، بِالْإِضَافَة، وَكَذَا الْكَلَام فِي الآذان والقلوب.
(والغلف) بِضَم الْغَيْن الْمُعْجَمَة جمع أغلف أَي: مغطى ومغشى، وَمِنْه غلاف السَّيْف.