فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب عيادة المغمى عليه

( بابُُ عيادَةِ المُغْمَى عَليهِ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان عِيَادَة الْمغمى عَلَيْهِ، من: أُغمي، بِضَم الْهمزَة من الْإِغْمَاء وَهُوَ الغشي، وَهُوَ تعطل جلّ القوى المحركة والحساسة: كضعف الْقلب واجتماع الرّوح كُله إِلَيْهِ واستفراغه وتخلله، وَقيل: فَائِدَة هَذِه التَّرْجَمَة أَن لَا يعْتَقد أَن عِيَادَة الْمغمى عَلَيْهِ سَاقِطَة الْفَائِدَة لكَونه لَا يعلم بعائده.



[ قــ :5351 ... غــ :5651 ]
- حدّثنا عبْدُ الله بنُ مُحَمَّدٍ حَدثنَا سُفْيَانُ عنِ ابنِ المُنْكَدِرِ سَمِعَ جابِرَ بنَ عَبْدِ الله، رَضِي الله عنهُما، يَقُولُ: مرضِتُ مَرَضاً فَأَتَانِي النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَعُودُنِي وأبُو بكْرٍ وهُما ماشِيانِ، فَوَجَدَاني أُغْمِيَ عَليَّ، فَتَوَضَّأَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثُمَّ صَبَّ وَضُوءَهُ عَليَّ فَأفَقْتُ، فإذَا النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُول الله! كَيْفَ أصْنَعُ فِي مَالِي؟ كَيْفَ أقْضِى فِي مالِي؟ فَلمْ يُجِبْنِي بِشَيءٍ حتَّى نَزَلَتْ آيَةُ المِيرَاثِ.

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة فِي قَوْله: ( فَوجدَ أَنِّي أُغمي عَليّ) وَعبد الله بن مُحَمَّد الْمَعْرُوف بالمسندي، وسُفْيَان بن عُيَيْنَة، وَابْن الْمُنْكَدر هُوَ مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر بن عبد الله الْمدنِي.

والْحَدِيث قد مر فِي كتاب الطَّهَارَة فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ فِي: بابُُ صب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وضوءه على الْمغمى عَلَيْهِ عَن أبي الْوَلِيد عَن شُعْبَة عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر.

قَوْله: ( نزلت آيَة الْمِيرَاث) وَهُنَاكَ: حَتَّى نزلت آيَة الْفَرَائِض، وَمر الحَدِيث أَيْضا فِي تَفْسِير سُورَة النِّسَاء، وَهِي قَوْله تَعَالَى: { يُوصِيكُم الله فِي أَوْلَادكُم} ( النِّسَاء: 11) الْآيَة.