فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب قوله: {ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا} [النصر: 2]

(بابٌُ قوْلهُ: { وَرَأَيْت النَّاس يدْخلُونَ فِي دين الله أَفْوَاجًا} (النَّصْر: 2)

أَي: هَذَا بابُُ فِي قَوْله تَعَالَى: { وَرَأَيْت النَّاس يدْخلُونَ} (النَّصْر: 2) هُوَ فِي مَحل النصب إِمَّا على الْحَال على أَن رَأَيْت بِمَعْنى أَبْصرت أَو عرفت أَو على أَنه مفعول ثَان على أَنه بِمَعْنى: علمت، وَقيل: المُرَاد بِالنَّاسِ أهل الْيمن.
قَوْله: (أَفْوَاجًا) أَي: فوجا بعد فَوْج، وزمرا بعد زمر الْقَبِيلَة بأسرها وَالْقَوْم بأجمعهم من غير قتال.



[ قــ :4705 ... غــ :4969 ]
- حدَّثنا عبْدُ الله بنُ أبي شَيْبَةَ حدَّثنا عبْدُ الرَّحْمانِ عنْ سُفْيانَ عنْ حَبِيبِ بنِ أبي ثابتٍ عنْ سعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ عنِ ابنِ عبَّاسٍ أنَّ عُمَرَ، رَضِيَ الله عَنهُ، سألَهُمْ عنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (النَّصْر: 2) قالُوا: فَتْحُ المَدَائِنِ والقُصُورِ، قَالَ: مَا تَقُولُ يَا ابنَ عَبَّاس؟ قَالَ: أجَلٌ أوْ مثَلٌ ضُرِبَ لِمُحَمَّدٍ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نُعِيَتْ لهُ نَفْسهُ..
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة.
وَعبد الله هُوَ ابْن مُحَمَّد بن أبي شيبَة أَخُو عُثْمَان بن أبي شيبَة، وَعبد الرَّحْمَن هُوَ ابْن مهْدي، وسُفْيَان هُوَ الثَّوْريّ، والْحَدِيث من أفرادهي.

قَوْله: (أجل) .
بِالتَّنْوِينِ وَكَذَا قَوْله: (أَو مثل) بِالتَّنْوِينِ.
قَوْله: (ضرب) من الضَّرْب بِمَعْنى التَّوْقِيت فِي قَوْله: (أجل) وَمن ضرب الْمثل فِي قَوْله: (أَو مثل) ، قَوْله: (نعيت) ، على صِيغَة الْمَجْهُول من نعي الْمَيِّت ينعاه نعيا ونعيا إِذا أذاع مَوته وَأخْبر بِهِ.