فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب الخروج في رمضان

( بابُُ الخُرُوجِ فِي رَمَضانَ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان جَوَاز الْخُرُوج فِي السّفر فِي شهر رَمَضَان، وَفِيه رد على من يتوهك كَرَاهَة ذَلِك.



[ قــ :2822 ... غــ :2953 ]
- حدَّثنا علِيُّ بنُ عَبْدِ الله قَالَ حدَّثنا سُفْيانُ قالَ حدَّثني الزُّهْرِيُّ عنْ عُبَيْدِ الله عنِ ابنِ عَبَّاسٍ رَضِي الله تَعَالَى عنهُما قَالَ خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي رَمَضَانَ فَصامَ حَتَّى بلَغَ الكَدِيدَ أفْطَرَ..
مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة، وَعلي بن عبد الله الَّذِي يُقَال لَهُ: ابْن الْمَدِينِيّ، وسُفْيَان هُوَ ابْن عُيَيْنَة، وَعبيد الله بن عبد الله بن عتبَة ابْن مَسْعُود الْهُذلِيّ.
والْحَدِيث مضى فِي كتاب الصَّوْم فِي: بابُُ من صَامَ أَيَّامًا من رَمَضَان ثمَّ سَافر فَإِنَّهُ أخرجه هُنَاكَ: عَن عبد الله ابْن يُوسُف عَن مَالك عَن ابْن شهَاب وَهُوَ الزُّهْرِيّ ... إِلَى آخِره نَحوه، وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.
و: ( الكديد) بِفَتْح الْكَاف وَكسر الدَّال الْمُهْملَة الأولى مَوضِع قريب من مَكَّة على نَحْو مرحلَتَيْنِ مِنْهَا.

قالَ سُفْيانُ قالَ الزُّهْرِيُّ أخْبَرَنِي عُبَيْدُ الله عنِ ابنِ عَبَّاسٍ وساقَ الحَدِيثَ

أَي: قَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة، قَالَ مُحَمَّد بن مُسلم الزُّهْرِيّ: أَخْبرنِي عبيد الله، وَأَشَارَ بِهَذَا إِلَى أَن سُفْيَان قَالَ فِي الحَدِيث الْمَذْكُور: حَدثنِي الزُّهْرِيّ عَن عبيد الله فروى عَن الزُّهْرِيّ بِالتَّحْدِيثِ وروى الزُّهْرِيّ بالعنعنة عَن عبيد الله، وَهنا قَالَ سُفْيَان: قَالَ الزُّهْرِيّ، بِلَا تحديث وَلَا عنعنة،.

     وَقَالَ  الزُّهْرِيّ: أَخْبرنِي عبيد الله ... فروى عَنهُ بِصِيغَة الْإِخْبَار.

قالَ أبُو عَبْدِ الله هَذَا قَوْلُ الزُّهْرِيِّ وإنَّمَا يُؤْخَذُ بالآخِرِ مِنْ فِعْلِ رَسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

هَذَا هَكَذَا وَقع فِي بعض النّسخ وَأَبُو عبد الله هُوَ البُخَارِيّ نَفسه، وَأَشَارَ بِهَذَا إِلَى أَن مَذْهَب الزُّهْرِيّ لَعَلَّه أَن طرُو السّفر فِي رَمَضَان لَا يُبِيح الْإِفْطَار لِأَنَّهُ شهد الشَّهْر فِي أَوله كطروه فِي أثْنَاء الْيَوْم، فَقَالَ البُخَارِيّ: يُؤْخَذ بِالْآخرِ من فعل رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِأَنَّهُ نَاسخ للْأولِ، وَقد أفطر عِنْد الكديد.