فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب الدعاء غير مستقبل القبلة

( بابُُ الدُّعاءِ غَيْرَ مُسْتَقْبِلِ القِبْلَةِ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان الدُّعَاء حَال كَون الدَّاعِي غير مُسْتَقْبل الْقبْلَة.



[ قــ :6008 ... غــ :6342 ]
- حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ مَحْبُوبٍ حدّثنا أبُو عَوَانَةَ عنْ قَتادَةَ عنْ أنَسٍ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: بَيْنا النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، يَخْطُبُ يَوْمَ الجُمُعَةِ فَقَامَ رجُلٌ فَقَالَ: يَا رسولَ الله! ادْعُ الله أنْ يَسْقِينَا.
فَتَغَيَّمَتِ السَّماءُ ومُطِرْنا حَتَّى مَا كادَ الرَّجُلُ يَصِلُ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَلَمْ تَزَلْ تُمْطَرُ إِلَى الجُمُعَةِ المقُبِلَةِ، فقامَ ذلِكَ الرَّجُلُ أوْ غَيْرُهُ فَقَالَ: ادْعُ الله أنْ يَصْرفَهُ عَنَّا فَقَدْ غَرِقْنا.
فَقَالَ: أللَّهُمَّ حَوالَيْنا وَلَا عَلَيْنا، فَجَعَلَ السَّحابُ يَتَقَطَّعُ حَوْلَ المَدِينَةِ وَلَا يُمْطِرُ أهْلَ المَدِينَةِ.

مطابقته للتَّرْجَمَة تُؤْخَذ من قَوْله: ( أللهم حوالينا وَلَا علينا) لِأَنَّهُ دُعَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم.
وَكَانَ على الْمِنْبَر وظهره إِلَى الْقبْلَة.
.

     وَقَالَ  الْكرْمَانِي: مَوضِع التَّرْجَمَة قَوْله: ( يخْطب) إِذا لخطيب غير مُسْتَقْبل الْقبْلَة.

وَمُحَمّد بن مَحْبُوب من الْمحبَّة أَبُو عبد الله الْبَصْرِيّ، وَهُوَ من أَفْرَاده، وَأَبُو عوَانَة بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْوَاو وبالنون الوضاح الْيَشْكُرِي الوَاسِطِيّ.

والْحَدِيث مضى فِي الاسْتِسْقَاء عَن مُسَدّد.
وَفِي الْأَدَب أَيْضا عَنهُ.

قَوْله: ( فتغيمت السَّمَاء) الْفَاء فِيهِ فَاء الفصيحة الدَّالَّة على مَحْذُوف أَي: فَدَعَا فَاسْتَجَاب الله دُعَاء فتغيمت، يُقَال: تغيمت السَّمَاء إِذا أطبق عَلَيْهَا الْغَيْم.
قَوْله: ( حوالينا) بِفَتْح اللَّام مَنْصُوب على الظَّرْفِيَّة أَي: أمطر حوالينا وَلَا تمطر علينا،.

     وَقَالَ  ابْن الْأَثِير: مَعْنَاهُ: أللهم أنزل الْغَيْث فِي مَوَاضِع النَّبَات لَا فِي مَوَاضِع الْأَبْنِيَة.