فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب {والنهار إذا تجلى} [الليل: 2]

(بابٌُُ: { وَالنَّهارِ إذَا تَجَلَّى} (اللَّيْل: 2)

أَي: هَذَا بابُُ فِي قَوْله تَعَالَى: { وَالنَّهَار إِذا تجلى} أَي: إِذا انْكَشَفَ بضوئه، وَلم تثبت هَذِه التَّرْجَمَة لأبي ذَر والنسفي.



[ قــ :4679 ... غــ :4943 ]
- حدَّثنا قَبِيصَةُ بنُ عُقْبَةَ حدَّثنا سُفْيَانُ عَنِ الأعْمَشِ عَنْ إبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ قَالَ دَخَلْتُ فِي نَفَرٍ مِنْ أصْحَابِ عَبْدِ الله الشَّأْمَ فَسَمِعَ بِنا أبُو الدَّرْدَاءِ فَأتانا فَقَالَ أفِيكُمْ مَنْ يَقْرَأُ فَقُلْنا نَعَمْ قَالَ فَأَيُّكُمْ أقْرَأُ فأشارُوا إلَيَّ فَقَالَ اقْرَأُ فَقَرَأْتْ: { وَاللَّيْلِ إذَا يَغْشِى وَالنَّهارِ إذَا تَجَلَّى وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى} (اللَّيْل: 1، 3) قَالَ: آنْتَ سَمِعْتَها مِنْ فِي صَاحِبِكَ؟.

قُلْتُ نَعَمْ قَالَ وَأنا سَمِعْتُها مِنْ فِي النبىِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهاؤُلاءِ يَأْبَوْنَ عَلَيْنَا.

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة، وسُفْيَان هُوَ ابْن عُيَيْنَة، وَالْأَعْمَش سُلَيْمَان، وَإِبْرَاهِيم النَّخعِيّ، وعلقمة بن قيس، وَأَبُو الدَّرْدَاء عُوَيْمِر بن مَالك، وَفِيه اخْتلف.

والْحَدِيث أخرجه مُسلم فِي الصَّلَاة عَن أبي بكر بن أبي شيبَة وَغَيره وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي الْقِرَاءَة عَن هناد بن السرى، وَأخرجه النَّسَائِيّ فِي التَّفْسِير عَن عَليّ بن حجر وَغَيره.

قَوْله: (من أَصْحَاب عبد الله) أَي: ابْن مَسْعُود.
قَوْله: (أفيكم) ، الْهمزَة فِيهِ للاستفهام على وَجه الاستخبار.
قَوْله: (فَأَيكُمْ أَقرَأ) أَي: أقوى وَأحسن قِرَاءَة.
قَوْله: (إِلَى) بتَشْديد الْيَاء.
قَوْله: (أَنْت سَمعتهَا من فِي صَاحبك) ، أَي: عبد الله بن مَسْعُود.
قَوْله: (من فِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي: من فَمه.
قَوْله: (وَهَؤُلَاء) أَي: أهل الشَّام.
(يأبون) أَي: يمْنَعُونَ هَذِه الْقِرَاءَة يَعْنِي: (وَالنَّهَار إِذا تجلى وَمَا خلق الذّكر وَالْأُنْثَى) (اللَّيْل: 3) وَيَقُولُونَ: الْقِرَاءَة المتواترة: { وَمَا خلق الذّكر وَالْأُنْثَى} وَهَذِه الْقِرَاءَة الْوَاجِبَة، وَأَبُو الدَّرْدَاء كَانَ يحذفه.
<