فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب لبس جبة الصوف في الغزو

( بابُُ لُبْسِ جُبَّةِ الصُّوفِ فِي الغَزْوِ)

أَي: هَذَا بابُُ فِي لبس جُبَّة الصُّوف، وَفِي بعض النّسخ بِلَفْظ: لبس جُبَّة الصُّوف، وَلَيْسَ فِي بعض النّسخ لفظ: فِي الْغَزْو، وَأَرَادَ بِلَفْظ: الْغَزْو السّفر، وَعَن مَالك: لَا أكره لبس الصُّوف لمن لم يجد غَيره، وأكرهه لمن يجد غَيره، لِأَن غَيره أبعد من الشُّهْرَة مِنْهُ.



[ قــ :5486 ... غــ :5799 ]
- حدّثنا أبُو نعَيْمٍ حدّثنا زَكَرِيَّا عنْ عامِرٍ عنْ عُرْوَةَ بنِ المُغِيرَةِ عنْ أبِيهِ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي سَفَرٍ فَقَالَ: أمَعَكَ ماءٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.
فَنزَلَ عنْ راحِلَتِهِ فَمَشَى حتَّى تَوارَى عَنِّي فِي سَوادِ اللَّيْلِ، ثُمَّ جاءَ فأفْرَغْتُ علَيْهِ الإِداوَةَ، فَغَسَلَ وجْهَهُ ويَدَيْهِ، وعَليْهِ جبَّةٌ مِنْ صُوفٍ فَلمْ يَسْتَطِعْ أنْ يُخْرِجَ ذِراعَيْهِ منْها حتَّى أخْرَجَهُما مِنْ أسْفَلِ الْجُبَّة فَغَسلَ ذرَاعَيْهِ ثُمَّ مسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ أهْوَيْتُ لإنْزِعَ خُفَّيْهِ، فَقَالَ: دَعْهُما فإِنِّي أدْخَلْتُهُما طاهِرَتَيْنِ، فَمَسَحَ عَليْهِما.

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: ( وَعَلِيهِ جُبَّة من صوف) وَأَبُو نعيم بِضَم النُّون الْفضل بن دُكَيْن وزَكَرِيا هُوَ ابْن أبي زَائِدَة، وعامر هُوَ الشّعبِيّ، وَعُرْوَة بن الْمُغيرَة يروي عَن أَبِيه الْمُغيرَة بن شُعْبَة.

والْحَدِيث قد مضى فِي الْوضُوء فِي: بابُُ إِذا أَدخل رجلَيْهِ وهما طاهرتان.
وَأخرجه بِعَين هَذَا الْإِسْنَاد عَن أبي نعيم إِلَى آخِره، وَلَكِن هَذَا أتم من ذَاك، وَمضى الْكَلَام فِيهِ هُنَاكَ.