فهرس الكتاب

عمدة القاري - باب تعرق العضد

( بابُُُ: { تَعَرُّقِ العَضُدِ} )

أَي: هَذَا بابُُ فِي بَيَان تعرق الْعَضُد فتفسير التعرق قد مضى، والعضد هُوَ الْعظم الَّذِي بَين الْكَتف والمرفق وَمرَاده أَخذ اللَّحْم الَّذِي على الْعَضُد ونهسه إِيَّاه.



[ قــ :5113 ... غــ :5406 ]
- حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى قَالَ: حدَّثني عُثْمَانُ بنُ عُمَرَ حدَّثنا فُلَيْحٌ حدَّثنا أبُو حَازِمٍ المَدَنِيُّ حدَّثنا عَبْدُ الله بنُ أبِي قَتَادَةَ عَنْ أبِيهِ قَالَ: خَرَجْنا مَعَ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَحْوَ مَكَةً.


أخرج البُخَارِيّ حَدِيث أبي قَتَادَة فِي كتاب الْحَج فِي أَرْبَعَة أَبْوَاب، وَأخرجه هُنَا فِي موضِعين: أَحدهمَا: مُخْتَصر عَن مُحَمَّد بن الْمثنى عَن عُثْمَان بن عمر بن فَارس الْبَصْرِيّ عَن فليح بِضَم الْفَاء مصغر فلح ابْن سُلَيْمَان عَن أبي حَازِم سَلمَة بن دِينَار عَن عبد الله بن أبي قَتَادَة عَن أَبِيه أبي قَتَادَة الْحَارِث بن ربعي، وَقيل: عَمْرو بن ربعي، وَقيل: غير ذَلِك السّلمِيّ الْأنْصَارِيّ.
وَالْآخر: أخرجه عَن عبد الْعَزِيز بن عبد الله، وَالْكل حَدِيث وَاحِد عَن أبي قَتَادَة.
وَفِيه: تعرق الْعَضُد، وَهُوَ وَجه الْمُطَابقَة هُنَا بَين الحَدِيث والترجمة.





[ قــ :5114 ... غــ :5407 ]
- حدَّثنا عَبْدُ العَزِيزِ بنُ عَبْدِ الله حدَّثنا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ عَنْ أبِي حَازِمٍ عَنْ عَبْدِ الله بنِ أبِي قَتادَةَ السَّلَمِي عَنْ أبِيهِ أنَّهُ قَالَ: كُنْتُ يَوْما جَالِسا مَعَ رِجال مِنْ أصْحَابِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَنْزِلٍ فِي طَرِيقِ مَكَةَ ورَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نَازِلٌ أمَامَنا وَالقَوْمُ مُحْرِمُونَ وَأنَا غَيْرُ مُحْرِمٍ فَأبْصَرُوا حِمارا وَحْشِيا وَأنا مَشْغُولٌ أخْصِفُ نَعْلِي، فَلَمْ يُؤْذِنُونِي بِهِ وَأحَبُّوا لَوْ أنِّي أبْصَرْتُهُ فَقُمْتُ إلَى الفَرَسِ فَأسْرَجْتُهُ ثُمَّ رَكِبْتُ وَنَسِيتُ السَّوْطَ وَالرُّمْحَ فَقُلْتُ لَهُمْ: نَاوِلُونِي السَّوْطَ وَالرُّمْحَ فَقَالوا: لَا وَالله لَا نُعِينُكَ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ فَغَضِبْتُ فَنَزَلْتُ فَأخَذْتُها ثُمَّ رَكِبْتُ فَشَدَدْتَ عَلَى الحِمارِ فَعَقَرْتُهُ، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ وَقَدْ مَاتَ، فَوَقَعُوا فِيهِ يَأكُلُونَهُ ثُمَّ إنَّهُمْ شَكوا فِي أكْلِهِمْ إيّاهُ وَهُمْ حُرُمٌ فَرُحْنا وَخَبَأْتُ العَضُدَ مَعِي فأدْرَكْنا رَسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فسَألْناهُ عَنْ ذالِكَ.
فَقَالَ: مَعَكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ؟ فَنَاوَلْتُهُ العَضُدَ فَأكلها حَتَّى تَعَرَّقَها وَهُوَ مُحْرِمٌ.
مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: ( فناولته الْعَضُد) إِلَى آخِره، وَفِي بعض النّسخ حَدثنِي بِالْإِفْرَادِ وَفِي بَعْضهَا: وحَدثني، بواو الْعَطف عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن يحيى الأويسي الْمَدِينِيّ عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أبي كثير عَن أبي حَازِم سَلمَة بن دِينَار إِلَى آخِره.

وَأخرجه مُسلم عَن أَحْمد بن عَبدة الضَّبِّيّ عَن فُضَيْل بن سُلَيْمَان عَن أبي حَازِم عَن عبد الله بن أبي قَتَادَة، عَن أَبِيه الحَدِيث، وَقد مضى الْكَلَام فِيهِ فِي كتاب الْحَج فِي الْأَبْوَاب الْأَرْبَعَة الْمَذْكُورَة فِيهِ.

قَوْله: ( أخصف نَعْلي) ، بِكَسْر الصَّاد الْمُهْملَة أَي: أخرزه وألزق بعضه بِبَعْض.
قَوْله: ( فَلم يؤذنوني) أَي: فَلم يعلموني بِهِ أَي: بالصيد.
قَوْله: ( فوقعوا فِيهِ) أَي: فِي الصَّيْد الْمَذْكُور بعد أَن طبخوه وأصلحوه.
قَوْله: ( شكوا) يَعْنِي فِي كَونه حَلَالا أَو حَرَامًا.
قَوْله: ( حَتَّى تعرقها) أَي: حَتَّى أكل مَا عَلَيْهَا من اللَّحْم،.

     وَقَالَ  صَاحب ( الْعين) تعرقت الْعظم وأعرقته وعرقته أعرقه عرقا أكلت مَا عَلَيْهِ من اللَّحْم.
وَالْعراق الْعظم بِلَا لحم، فَإِن كَانَ عَلَيْهِ لحم فَهُوَ عرق.
قَوْله: ( وَهُوَ محرم) الْوَاو فِيهِ للْحَال.

قَالَ مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ وحدَّثني زَيْدُ بنُ أسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بنِ يَسَارٍ عَنْ أبِي قَتادَةَ مِثْلَهُ.

هَذَا مَعْطُوف على السَّنَد الَّذِي قبله، وَهُوَ مُحَمَّد بن جَعْفَر بن أبي كثير الْأنْصَارِيّ، وَوَقع فِي رِوَايَة النَّسَفِيّ: قَالَ ابْن جَعْفَر، غير مُسَمّى وَوَقع فِي رِوَايَة أبي ذَر عَن الْكشميهني، قَالَ: أَبُو جَعْفَر، وَالظَّاهِر أَن الثَّلَاثَة وَاحِد، فَمنهمْ من ذكره باسم أَبِيه صَرِيحًا وَمِنْهُم من لم يُصَرح باسمه وَنسبه إِلَى أَبِيه جَعْفَر، وَمِنْهُم من ذكره بالكنية.
لِأَن كثيرا من النَّاس من يتكنى باسم جده، وَلَا يبعد ذَلِك، وَالله أعلم.
وروى مُسلم عَن قُتَيْبَة عَن مَالك عَن زيد بن أسلم عَن عَطاء بن يسَار عَن أبي قَتَادَة فِي حمَار الْوَحْش مثل حَدِيث أبي النَّضر، وَكَانَ قدر روى من حَدِيث أبي النَّضر عَن نَافِع مولى أبي قَتَادَة عَن أبي قَتَادَة وسَاق الحَدِيث إِلَى آخِره.
ثمَّ قَالَ بعد قَوْله: مثل حَدِيث أبي النَّضر، غير أَن فِي حَدِيث زيد بن أسلم، أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: هَل مَعكُمْ من لَحْمه شَيْء؟ .